logo-img
السیاسات و الشروط
طُهر ( 20 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

أنصار الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)

١- هل أنصار الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) من عصره أو يخرج الموتى من رقادهم لنصرته؟ ٢- كيف أكون من أنصاره ال (٣١٣) ومن شيعته في عصر الظهور؟ ٣- هل الله يخرجني من قبري لأصبح من شيعة وأنصار الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)؟


لا شك أن أنصار الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الذين ورد في الروايات الشريفة تعدادهم بعدة أهل بدر الـ(٣١٣)، لهم صفات خاصة تحكي عن تميزهم وتفوقهم في مراتب الكمال قياساً بغيرهم من المؤمنين، وأول صفة نوهت عنها الروايات هي صفة الإخلاص لله تعالى والتفاني في طاعة الإمام (عجّل الله فرجه)، كما ورد في خبر صادق العترة (عليه السلام) عنهم: "يجتمع إليه من أصحابه عدة أهل بدر: ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أقاصي الأرض، وذلك قول الله (عزَّ وجل): ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾(البقرة:١٤٨)، فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره". (كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٦٥٤) وأنهم من الذين أحبهم الله تعالى وادَّخرهم لنصرة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وهذه مقامات شامخة لا ينالها إلّا ذو حظ عظيم، وهم بهذا المعنى معيّنون مصطفون حتى قبل ولادتهم، كما اصطفى الله تعالى من أحب لما أحب، فقد جاء في غيبة النعماني عن الإمام الصادق (عليه السلام): "إن صاحب هذا الأمر محفوظ له أصحابه، لو ذهب الناس جميعاً أتى الله له بأصحابه وهم الذين قال الله (عزَّ وجل): ﴿فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ﴾(الأنعام:٨٩)، وهم الذين قال الله فيهم: ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾(المائدة:٥٤)". (الغيبة للشيخ النعماني: ص٣٣٠) بل يظهر أن للأنبياء السابقين علماً بهم وأنباء عنهم، حتى ورد أن لوطاً (عليه السلام) حينما هجم عليه الكفار من قومه تمنى أن يحضره هؤلاء الأنصار لنصرته ومؤازرته، فقد جاء في تفسير الإمام الصادق (عليه السلام) لقوله تعالى: "﴿قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾(هود: ٨٠)، قال: قوة القائم والركن الشديد: الثلاث مئة وثلاثة عشر أصحابه". (تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي: ج٢، ص١٥٧) وأن الظاهر من الأخبار أن هؤلاء الأنصار الـ(٣١٣) من المؤمنين المعاصرين لزمن ظهور الإمام (عجّل الله فرجه)، وليسوا من أهل الرجعة، فقد ورد أن الله تعالى يبعثهم من أطراف الأرض ويلهمهم الالتحاق بنصرته (عجّل الله فرجه)، كما جاء ذلك في خبر أمير المؤمنين (عليه السلام): "لا يزال الناس ينقصون حتى لا يقال (الله)، فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه، فيبعث الله قوماً من أطرافها، يجيئون قزعاً كقزع الخريف، والله إني لأعرفهم وأعرف أسمائهم وقبائلهم واسم أميرهم، وهم قوم يحملهم الله كيف شاء من القبيلة الرجل والرجلين، حتى بلغ تسعة، فيتوافون من الآفاق ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدة أهل بدر، وهو قول الله: ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ﴾. حتى أن الرجل ليحتبي (يشد حزامه) فلا يحل حبوته حتى يبلغه الله ذلك". (الغيبة للشيخ الطوسي: ص٤٧٧) ويؤيد ذلك ما ورد أيضاً في توصيفهم بالمفقودين عن فرشهم وقبائلهم، وهذا يؤشر بطبيعة الحال أن لهم حضوراً اجتماعياً بين عوائلهم وأهاليهم ومعاصرة حياتية للزمن الذي يعيشون فيه وليسوا من أهل الكرّة والرجعة. ووردت عدة روايات يستفاد منها رجعة بعض الأصحاب مع الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فعن الإمام الصادق (عليه السلام): "كأني بحمران بن أعين وميسر بن عبد العزيز يخبطان الناس بأسيافهم بين الصفا والمروة". (بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج53، ص٤٠) وعن الإمام الباقر (عليه السلام): "كأني بعبد الله بن شريك العامري، عليه عمامة سوداء وذؤابتاها بين كتفيه مصعداً في كف الجبل بين يدي قائمنا أهل البيت في أربعة آلاف مكبرون مكرّون". (بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج53، ص ٧٦). وغيرها من الروايات التي تدل على عقيدة الرجعة لبعض أصحاب الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)، ولا يحتمل أن تكون مرتبة هؤلاء الراجعين -وهم من أمثال أصحاب الكهف وسلمان وغيرهم- أدون من مرتبة الأصحاب الـ(313)، فلذا يوجد قول أن بعض ال (٣١٣) هم من الراجعين، في قبال القوال الآخر أنهم غير الـ(313). هذا ... المزید ولقد وردت روايات عديدة تصرح بفضل المنتظرين لأمر آل محمد (صلوات الله عليهم)، ومنها ما ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): "من مات منكم على هذا الأمر منتظراً له، كان كمن كان في فسطاط القائم"(عليه السلام)،(کمال الدين و تمام النعمة ج ٢، ص ٦٤٤). وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: "المنتظر لأمرنا كالمتشحط بدمه في سبيل الله"(کمال الدين و تمام النعمة ج ٢، ص ٦٤٥). و غيرها من الأحاديث التي ذكرها الشيخ الصدوق في كتابه كمال الدين وتمام النعمة: ص644، ب55). هذا بالإضافة إلى أنهم قد يكونون من المرشحين للرجوع عند ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فقد روي عن المفضَّل بن عمر، قال: ذكرنا القائم (عليه السلام) "ومن مات من أصحابنا ينتظره، فقال لنا أبو عبد الله (عليه السلام): إذا قام أُتِيَ المؤمن في قبره فيقال له: يا هذا! إنَّه قد ظهر صاحبك، فإن تشأ أن تلحق به فالحق، وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربِّك فأقم". (الغيبة للشيخ الطوسي: ص458 و459، ح470) وفي نفس السياق جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام): ..."وإنَّ لأهل الحقّ دولة إذا جاءت ولّاها الله لمن يشاء منّا أهل البيت، فمن أدركها منكم كان عندنا في السنام الأعلى، وإن قبضه الله قبل ذلك خار له...". (الغيبة للنعماني: ص201، ب11، ح2) فقوله (عليه السلام): (خار له) يُراد منه ما أشارت له الرواية السابقة من التخيير بين البقاء أو الرجوع، والله العالم. فالمؤمنون الصالحون الذين يلتحقون بالإمام المهدي (عجّل اللّه تعالى فرجه الشّريف) في مكّة وغيرها، وينضوون تحت لوائه، ويحاربون أعداء اللّه ورسوله . وقد ورد في الأدعية والزيارات المروية عن الأئمة الطاهرين (عليهم السّلام) أن يسأل الإنسان ربّه أن يجعله من أنصار الإمام المهدي وأعوانه والمجاهدين بين يديه . وفيما يلي نذكر بعض النماذج من تلك الأدعية والزيارات : 1 - « وأسأل اللّه البرّ الرحيم أن يرزقني مودّتكم ، وأن يوفقني للطلب بثأركم مع الإمام المنتظر الهادي من آل محمد … »(مفاتيح الجنان، ص ٤٦٤، زيارة عاشوراء غير المعروفة). 2 - «… وأن يرزقني طلب ثاري مع إمام هدى ( مهدي ) ظاهر ناطق بالحق منكم … »(المصدر السابق، ص ٤٥٧) 3 - «… واجعلني اللّهم من أنصاره وأعوانه وأتباعه وشيعته …»(المصدر السابق، ص ٥٢٥) 4 - « … اللّهم كما جعلت قلبي بذكره معمورا فاجعل سلاحي بنصرته مشهورا، وإن حال بيني وبين لقائه الموت الذي جعلته على عبادك حتما وأقدرت به على خليقتك رغما ، فابعثني عند خروجه ظاهرا من حفرتي، مؤتزرا كفني، حتى أجاهد بين يديه في الصّف الذي أثنيت على أهله في كتابك فقلت : « كأنهم بنيان مرصوص …»(المصدر السابق، ص ٥٢٨). 5 - وروي عن الإمام الصادق (عليه السّلام) أنه قال : « من دعا إلى اللّه تعالى أربعين صباحا بهذا الدعاء، كان من أنصار قائمنا، فإن مات قبله، أخرجه اللّه تعالى من قبره، وأعطاه بكل كلمة ألف حسنة، ومحى عنه ألف سنة » . والمقصود من الدعاء ، هو دعاء العهد المروي في مفاتيح الجنان، (للمحدّث القمي)

8