logo-img
السیاسات و الشروط
bbbvv ( 20 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

السلام عليكم ما صحة رسالة الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف الى الشيخ المفيد قدس الله سره بعض رجال الدين يشككون بالرسالة وصحتها ؟


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته قال الشيخ فارس الحسون في مقدمة كتاب: المسائل العشر في الغيبة للشيخ المفيد: صلة الشيخ المفيد بالناحية المقدسة عند وقوع الغيبة الكبرى انقطعت النيابة الخاصة وكذب من ادعى البابية ، وصارت النيابة عامة للفقهاء العدول . وهذا لا يدل على عدم إمكان رؤية الإمام في الغيبة الكبرى والتشرف بخدمته ، حتى مع معرفة المشاهد له في حال الرؤية ، لأن الذي نقطع بكذبه هو ادعاء الباب والنيابة الخاصة . قال الشيخ المفيد في هذا الكتاب الفصول العشرة : فأما بعد انقراض من سميناه من أصحاب أبيه وأصحابه عليهم السلام ، فقد كانت الأخبار عمن تقدم من أئمة آل محمد عليهم السلام متناصرة : بأنه لا بد للقائم المنتظر من غيبتين ، إحداهما أطول من الأخرى ، يعرف خبره الخاص في القصرى ، ولا يعرف العالم له مستقرا في الطولى ، إلا من تولى خدمته من ثقات أوليائه ، ولم ينقطع عنه إلى الاشتغال بغيره . فما ذكره الشيخ المفيد من الحديث صريح بأن في الغيبة الكبرى المعبر عنها بالطولى يمكن أن يعرف خبره من تولى خدمته من ثقات أوليائه ولم ينقطع عنه إلى الاشتغال بغيره . إذا عرفت هذا فقد روى الشيخ الطبرسي توقيعين وردا من الناحية المقدسة إلى الشيخ المفيد ، قال : ذكر كتاب ورد من الناحية المقدسة حرسها الله ورعاها في أيام بقيت من صفر سنة عشر وأربعمائة على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قدس الله روحه ونور ضريحه ، ذكر موصله أنه يحمله من ناحية متصلة بالحجاز ، نسخته : للأخ السديد الولي الرشيد الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان أدام الله إعزازه ، من مستودع العهد المأخوذ على العباد . . . . وجاء في آخر التوقيع : نسخة التوقيع باليد العليا على صاحبها السلام : هذا كتابنا إليك إيها الأخ الولي والمخلص في ودنا الصفي ، والناصر لنا الوفي ، حرسك الله بعينه التي لا تنام ، فاحتفظ به ، ولا تظهر على خطنا الذي سطرناه بماله ضمناه أحدا ، وأد ما فيه إلى من تسكن إليه ، وأوص جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله ، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين . قال الطبرسي أيضا يروي التوقيع الثاني : ورد عليه كتاب آخر من قبله صلوات الله عليه يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة اثنتي عشر وأربعمائة ، نسخته : من عبد الله المرابط في سبيله إلى ملهم الحق ودليله . . . وجاء في آخر التوقيع : وكتب في غرة شوال من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة نسخة التوقيع باليد العليا صلوات الله على صاحبها : هذا كتابنا إليك أيها الولي الملهم للحق العلي ، بإملائنا وخط ثقتنا ، فاخفه عن كل أحد ، واطوه ، واجعل له نسخة تطلع عليها من تسكن إلى أمانته من أوليائنا شملهم الله ببركتنا إن شاء الله ، والحمد لله والصلاة على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين. وروى هذين التوقيعين يحيى بن بطريق في رسالة نهج العلوم إلى نفي المعدوم كما حكي عنه ، وزاد عليهما توقيعا آخر لم تصل إلينا صورته. وعند التأمل في التوقيعين الواصلين إلينا نستطيع أن نجزم بأنهما لا يفيدان النيابة الخاصة أو البابية ، بل شأنهما شأن من يرى الإمام في غيبته الطولى ويعرفه ، ولا يفهم من الأحاديث المكذبة لرؤيته إلا النيابة الخاصة . والذي يزيدنا اطمئنانا بهذين التوقيعين ما ذكره الطبرسي في مقدمة كتابه الاحتجاج في بيان علة عدم ذكر الأسانيد : ولا نأتي في أكثر ما نورده من الأخبار بإسناده : إما لوجود الإجماع عليه . أو موافقته لما دلت العقول إليه . أو لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف . إلا ما أوردته عن أبي محمد بن الحسن العسكري عليه السلام ، فإنه ليس في الاشتهار على حد ما سواه ، وإن كان مشتملا على مثل الذي قدمناه ، فلأجل ذلك ذكرت إسناده في أول جزء من ذلك دون غيره ، لأن جميع ما رويت عنه صلوات الله عليه إنما رويته بإسناد واحد من جملة الأخبار التي ذكرها عليه السلام في تفسيره . . . . فالتوقيعان اللذان رواهما بدون ذكر الإسناد لا يخلوان من ثلاثة وجوه : وجود الإجماع عليهما ، موافقتهما لما دلت العقول إليه ، اشتهارهما في السير والكتب بين المخالف والمؤالف . وهذه الدقة الموجودة عند الطبرسي في روايته ، ووثاقة الطبرسي عند الكافة تعطينا اطمئنانا لقبول التوقيعين . والدي يزيدنا اطمئنانا أيضا بهذين التوقيعين ، ما ذكره المحدث البحراني في اللؤلؤة بعد ما نقل أبياتا في رثاء الشيخ المفيد منسوبة لصاحب الأمر وجدت مكتوبة على قبر الشيخ المفيد : وليس هذا ببعيد بعد خروج ما خرج عنه عليه السلام من التوقيعات للشيخ المذكور المشتملة على مزيد التعظيم والإجلال . . . ثم قال : هذا وذكر الشيخ يحيى بن بطريق الحلي - وقد تقدم - في رسالة نهج العلوم إلى نفي المعدوم [ المعروفة بسؤال أهل حلب ] طريقين في تزكية الشيخ المفيد : أحدهما : صحة نقله عن الأئمة الطاهرين ، بما هو مذكور في تصانيفه من المقنعة وغيرها . . . وأما الطريق الثاني في تزكيته : ما ترويه كافة الشيعة وتتلقاه بالقبول : من أن صاحب الأمر - صلوات الله عليه وعلى آبائه - كتب إليه ثلاث كتب ، في كل سنة كتابا ، وكان نسخة عنوان الكتاب : للأخ السديد . . . وهذا أوفى مدح وتزكية وأزكى ثناء وتطرية بقول إمام وخلف الأئمة ، انتهى ما في اللؤلؤة . أقول : وكلامه صريح أن التوقيعين مجمع عليهما ، ونستنتج من كلامه أيضا أن ما ذكره الطبرسي في مقدمة الاحتجاج - من ذكر الأسباب التي دعته إلى عدم ذكر السند للأحاديث التي يرويها - أن التوقيعين من قسم الأحاديث التي انعقد الإجماع عليها ، لهذا لم يذكر سندها . وإن كان بعض المتأخرين قد شكك في هذين التوقيعين ، لكن الاطمئنان الحاصل عند التأمل فيهما كاف في المقام ، والله العالم .

3