logo-img
السیاسات و الشروط
محمد الفتلاوي ( 37 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

الرجعة

ما هي الرجعه ؟ وهل يُقصد بها رجوع الإمام الحسين (عليه السلام)؟


حتى تتضح الصورة نذكر الأمور التالية: الأمر الأول: المفهوم العام للرجعة. تعني الرجعة باختصار: رجوع بعض الموتى إلى الحياة الدنيا، في زمن ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) وبأبدانهم التي ماتوا فيها، يحيون فترة من الزمن، ثم يموتون. وهذا المعنى في حدّ نفسه لا يخرج عن الأصول العامة للدين، وهو يدخل تحت مفهوم القدرة المطلقة لله تعالى، والحكمة التي تأبى إلا أن يكون للفعل الإلهي غاية وهدف، علمنا به أو لم نعلم. ويظهر من بعض الروايات أن الترشح للرجعة والتخيير فيها، إنما يتوقف على بذل عمل صالح من الإنسان بإرادته، وبالتالي تكون الرجعة نتيجة لأمرين: إرادة الإنسان، والقدرة المطلقة لله تعالى والمبسوطة في عالم الإمكان، غير المغلولة كما قالت المفوضة واليهود. فلا يصح والحال هذه الحكم على من يقول بالرجعة بأنه يقول بمقالة غير إسلامية، كما يلوح ذلك من أمثال أحمد أمين، حيث حاول أنْ ينكر القول بالرجعة ويحاول الكيد بالتشيع فيقول: فاليهودية ظهرت في التشيع بالقول بالرجعة. وبعبارة أخرى واضحة: إننا نحكم ببطلان عقيدةٍ ما في إحدى حالات: الأولى: أن تكون مخالفةً لضرورة عقلية. كقول النصارى: إنَّ الله (تعالى) في عين كونه واحدًا هو ثلاثة (الأب والابن وروح القدس)، وكادعاء بعض المجسمة -ومنهم الوهابية- أنَّ لله (تعالى) يدًا مادية وعينًا مادية وما شاكل ذلك، فإنَّ هذا يستلزم التركيب والجسمية والمحدودية، مما يعني وجود الله (تعالى) في مكانٍ دون آخر، وهو محالٌ؛ لأنّ التركيب والجسمية والمحدودية من صفات الإمكان، وهو (جلّ في علاه) واجبٌ. تعالى الله عما يصفون علوًا كبيرًا. الثانية: أن تكون مخالفةً لضرورةٍ نقلية. كادعاء أنَّ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) يهجر أو يخطئ؛ لأنه مخالفٌ لقوله (تعالى): (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوىٰ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحىٰ) أو أن يدّعي شخص عدم وجوب الحجاب على المرأة، أو سقوط وجوب الصلاة في مرحلة كمالية معينة. وليس في الرجعة ما يخالف ضرورة نقلية ولا عقلية. بل إنَّ العقل والنقل دلّا على إمكان البعث يوم القيامة، وهو رجوعٌ بصورةٍ شاملة وعامة وأكثر وأعقد من الرجعة، فكلُّ من آمن بالبعث والمعاد يلزمه أن يقول بإمكان الرجعة. الثالثة: أن لا يدل على صحتها دليل عقلي ولا نقلي. الأمر الثاني: مؤهلات الرجوع إلى الدنيا بعد الموت. أشرنا إلى أن بعض الروايات بيّنت أن الرجوع إلى الدنيا زمن الظهور المبارك إنما هو فرع الوصول إلى مرحلة من الإيمان، تؤهل المؤمن للرجوع زمن الظهور المقدس، بل يظهر من بعضها أن الأمر سيكون اختيارياً للبعض. أما ما هي مؤهلات تلك المرحلة؟ فالروايات صرّحت بمؤهلين، يرجعان إلى حقيقة واحدة، وهي التولي لأهل البيت (عليهم السلام) والتسليم لأمرهم، والسير على نهجهم بما للكلمة من معنى. المؤهل الأول: حب أهل البيت (عليهم السلام). وما يستلزمه هذا الحب من تنفيذ أوامرهم، والابتعاد عن نواهيهم، وموالاة أوليائهم، ومعاداة أعدائهم. ففي بعض روايات سبب تسمية الاحتضار بهذا الاسم، أنه لأجل حضور النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) للمؤمن تلك الساعة، وأنهم سيعملون على تخفيف عملية نزع الروح، وأن عزرائيل يبشر المؤمن بأنه سيرجع مع المهدي (عجل الله تعالى فرجه). روي عن أبي عَبْدِ الله (عليه السلام) أنه قال: مِنْكُمْ والله يُقْبَلُ، ولَكُمْ والله يُغْفَرُ، إِنَّه لَيْسَ بَيْنَ أَحَدِكُمْ وبَيْنَ أَنْ يَغْتَبِطَ ويَرَى السُّرُورَ وقُرَّةَ الْعَيْنِ إِلَّا أَنْ تَبْلُغَ نَفْسُه هَاهُنَا -وأَوْمَأَ بِيَدِه إِلَى حَلْقِه- ثُمَّ قَالَ (عليه السلام): إِنَّه إِذَا كَانَ ذَلِكَ واحْتُضِرَ، حَضَرَه رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) وعَلِيٌّ (عليه السلام) وجَبْرَئِيلُ ومَلَكُ الْمَوْتِ (عليه السلام) فَيَدْنُو مِنْه عَلِيٌّ (عليه السلام) فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ هَذَا كَانَ يُحِبُّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، فَأَحِبَّه، ويَقُولُ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله): يَا جَبْرَئِيلُ، إِنَّ هَذَا كَانَ يُحِبُّ اللَّه ورَسُولَه وأَهْلَ بَيْتِ رَسُولِه فَأَحِبَّه، ويَقُولُ جَبْرَئِيلُ لِمَلَكِ الْمَوْتِ (عليهما السلام): إِنَّ هَذَا كَانَ يُحِبُّ اللَّه ورَسُولَه وأَهْلَ بَيْتِ رَسُولِه، فَأَحِبَّه وارْفُقْ بِه، فَيَدْنُو مِنْه مَلَكُ الْمَوْتِ فَيَقُولُ: يَا عَبْدَ الله، أَخَذْتَ فَكَاكَ رَقَبَتِكَ، أَخَذْتَ أَمَانَ بَرَاءَتِكَ، تَمَسَّكْتَ بِالْعِصْمَةِ الْكُبْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ قَالَ: فَيُوَفِّقُه الله عَزَّ وجَلَّ فَيَقُولُ: نَعَمْ. فَيَقُولُ: ومَا ذَلِكَ؟ فَيَقُولُ: وَلَايَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام). فَيَقُولُ: صَدَقْتَ، أَمَّا الَّذِي كُنْتَ تَحْذَرُه، فَقَدْ آمَنَكَ الله مِنْه، وأَمَّا الَّذِي كُنْتَ تَرْجُوه فَقَدْ أَدْرَكْتَه، أَبْشِرْ بِالسَّلَفِ الصَّالِحِ، مُرَافَقَةِ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وعَلِيٍّ وفَاطِمَةَ (عليهما السلام)، ثُمَّ يَسُلُّ نَفْسَه سَلاًّ رَفِيقاً، ثُمَّ يَنْزِلُ بِكَفَنِه مِنَ الْجَنَّةِ وحَنُوطِه مِنَ الْجَنَّةِ بِمِسْكٍ أَذْفَرَ، فَيُكَفَّنُ بِذَلِكَ الْكَفَنِ ويُحَنَّطُ بِذَلِكَ الْحَنُوطِ، ثُمَّ يُكْسَى حُلَّةً صَفْرَاءَ مِنْ حُلَلِ الْجَنَّةِ، فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِه فُتِحَ لَه بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، يَدْخُلُ عَلَيْه مِنْ رَوْحِهَا ورَيْحَانِهَا، ثُمَّ يُفْسَحُ لَه عَنْ أَمَامِه مَسِيرَةَ شَهْرٍ وعَنْ يَمِينِه وعَنْ يَسَارِه، ثُمَّ يُقَالُ لَه: نَمْ نَوْمَةَ الْعَرُوسِ عَلَى فِرَاشِهَا، أَبْشِرْ بِرَوْحٍ ورَيْحَانٍ وجَنَّةِ نَعِيمٍ ورَبٍّ غَيْرِ غَضْبَانَ، ثُمَّ يَزُورُ آلَ مُحَمَّدٍ فِي جِنَانِ رَضْوَى، فَيَأْكُلُ مَعَهُمْ مِنْ طَعَامِهِمْ، ويَشْرَبُ مِنْ شَرَابِهِمْ ويَتَحَدَّثُ مَعَهُمْ فِي مَجَالِسِهِمْ، حَتَّى يَقُومَ قَائِمُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ، فَإِذَا قَامَ قَائِمُنَا بَعَثَهُمُ الله فَأَقْبَلُوا مَعَه يُلَبُّونَ زُمَراً زُمَراً، فَعِنْدَ ذَلِكَ يَرْتَابُ الْمُبْطِلُونَ ويَضْمَحِلُّ الْمُحِلُّونَ، وقَلِيلٌ مَا يَكُونُونَ، هَلَكَتِ الْمَحَاضِيرُ، ونَجَا الْمُقَرَّبُونَ. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قَالَ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) لِعَلِيٍّ (عليه السلام): أَنْتَ أَخِي ومِيعَادُ مَا بَيْنِي وبَيْنَكَ وَادِي السَّلَامِ. قَالَ (عليه السلام): وإِذَا احْتُضِرَ الْكَافِرُ، حَضَرَه رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله) وعَلِيٌّ (عليه السلام) وجَبْرَئِيلُ ومَلَكُ الْمَوْتِ (عليه السلام) فَيَدْنُو مِنْه عَلِيٌّ (عليه السلام) فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّ هَذَا كَانَ يُبْغِضُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَأَبْغِضْه. ويَقُولُ رَسُولُ الله (صلى الله عليه وآله): يَا جَبْرَئِيلُ، إِنَّ هَذَا كَانَ يُبْغِضُ اللَّه ورَسُولَه وأَهْلَ بَيْتِ رَسُولِه فَأَبْغِضْه. فَيَقُولُ جَبْرَئِيلُ: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ، إِنَّ هَذَا كَانَ يُبْغِضُ اللَّه ورَسُولَه وأَهْلَ بَيْتِ رَسُولِه فَأَبْغِضْه واعْنُفْ عَلَيْه. فَيَدْنُو مِنْه مَلَكُ الْمَوْتِ فَيَقُولُ: يَا عَبْدَ الله، أَخَذْتَ فَكَاكَ رِهَانِكَ أَخَذْتَ أَمَانَ بَرَاءَتِكَ تَمَسَّكْتَ بِالْعِصْمَةِ الْكُبْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ فَيَقُولُ: لَا. فَيَقُولُ: أَبْشِرْ يَا عَدُوَّ الله بِسَخَطِ الله عَزَّ وجَلَّ وعَذَابِه والنَّارِ، أَمَّا الَّذِي كُنْتَ تَحْذَرُه فَقَدْ نَزَلَ بِكَ، ثُمَّ يَسُلُّ نَفْسَه سَلاًّ عَنِيفاً، ثُمَّ يُوَكِّلُ بِرُوحِه ثَلَاثَمِائَةِ شَيْطَانٍ كُلُّهُمْ يَبْزُقُ فِي وَجْهِه، ويَتَأَذَّى بِرُوحِه، فَإِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِه فُتِحَ لَه بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ النَّارِ فَيَدْخُلُ عَلَيْه مِنْ قَيْحِهَا ولَهَبِهَا). المؤهل الثاني: انتظار الفرج. بما يعني هذا المفهوم من التهيؤ الدائم للظهور، والعمل على نشر القضية المهدوية، وتطبيق العدل بما يسع المرء، بدءً بنفسه ثم عائلته ثم المؤمنين، والابتعاد عن نواهي الله تبارك وتعالى، ففي مكاتبة الإمام المهدي (عليه السلام) للشيخ المفيد (قدس سره : «فليعمل كلّ امرئ منكم بما يقرب به من محبّتنا، ويتجنَّب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا، فإنَّ أمرنا بغتة فجاءة حين لا تنفعه توبة ولا ينجيه من عقابنا ندم علىٰ حوبة. والله يلهمكم الرشد، ويلطف لكم في التوفيق برحمته»( ). إنَّ المؤمن المنتظر إذا مات قبل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) فإنَّه سيُبشَّـر بذلك وهو في قبره، ويُخيَّر في الرجوع إلىٰ الدنيا لنصـرة القائم (عليه السلام). وهذا ما أشارت إليه الروايات الشريفة، فقد روي عن المفضَّل بن عمر، قال: ذكرنا القائم (عليه السلام) ومن مات من أصحابنا ينتظره، فقال لنا أبو عبد الله (عليه السلام): «إذا قام أُتِي المؤمن في قبره فيقال له: يا هذا! إنَّه قد ظهر صاحبك، فإن تشأ أن تلحق به فالحق، وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربِّك فأقم»( ). وفي نفس السياق جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام): « ... المزید وإنَّ لأهل الحقّ دولة إذا جاءت ولّاها الله لمن يشاء منّا أهل البيت، فمن أدركها منكم كان عندنا في السنام الأعلىٰ، وإن قبضه الله قبل ذلك خار له...»( ). فقوله (عليه السلام): «خار له» يُراد منه ما أشارت له الرواية السابقة من التخيير بين البقاء أو الرجوع، والله العالم. الأمر الثالث: من النصوص الدلة على رجعة الإمام الحسين (عليه السلام) دلت العديد من النصوص على أن الإمام الحسين (عليه السلام) سيكون أول الراجعين من أهل البيت (عليهم السلام)، وبعضها صرحت برجعة أصحابه الذين استشهدوا معه، ومن تلك النصوص التالي: النص الأول: روي عَنْ عَبْدِ الله بْنِ الْقَاسِمِ الْبَطَلِ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) فِي قَوْلِه تَعَالَى: (وقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) قَالَ: قَتْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) وطَعْنُ الْحَسَنِ (عليه السلام) (ولَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً) قَالَ: قَتْلُ الْحُسَيْنِ (عليه السلام): (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما) فَإِذَا جَاءَ نَصْرُ دَمِ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ) قَوْمٌ يَبْعَثُهُمُ الله قَبْلَ خُرُوجِ الْقَائِمِ (عليه السلام) فَلَا يَدَعُونَ وَتْراً لآِلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا قَتَلُوه. (وكانَ وَعْداً مَفْعُولاً) خُرُوجُ الْقَائِمِ (عليه السلام): (ثُمَّ رَدَدْنا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ) خُرُوجُ الْحُسَيْنِ (عليه السلام) فِي سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِه عَلَيْهِمُ الْبَيْضُ الْمُذَهَّبُ لِكُلِّ بَيْضَةٍ وَجْهَانِ الْمُؤَدُّونَ إِلَى النَّاسِ أَنَّ هَذَا الْحُسَيْنَ قَدْ خَرَجَ؛ حَتَّى لَا يَشُكَّ الْمُؤْمِنُونَ فِيه وأَنَّه لَيْسَ بِدَجَّالٍ ولَا شَيْطَانٍ والْحُجَّةُ الْقَائِمُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، فَإِذَا اسْتَقَرَّتِ الْمَعْرِفَةُ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّه الْحُسَيْنُ (عليه السلام) جَاءَ الْحُجَّةَ الْمَوْتُ فَيَكُونُ الَّذِي يُغَسِّلُه ويُكَفِّنُه ويُحَنِّطُه ويَلْحَدُه فِي حُفْرَتِه الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ (عليه السلام)، ولَا يَلِي الْوَصِيَّ إِلَّا الْوَصِيُّ. النص الثاني: روي عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام): أنّ الحسين (عليه السلام) قال لأصحابه: أَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ، فَوَاللهِ، إِنّا نَمْكُثُ ما شاءَ الله بَعْدَ ما يَجْري عَلَيْنا، ثُمَّ يُخْرِجُنَا اللهُ وَإِيّاكُمْ حَتّى يَظْهَرَ قائِمُنا، فَيَنْتَقِمُ مِنَ الظّالِمينَ وَأَنَا وَأَنْتُمْ نُشاهِدُهُمْ فِي السَّلاسِلِ وَالأَْغْلالِ وَأَنْواعِ الْعَذابِ. فقيل له: من قائمكم، يا ابن رسول الله؟ قال: السّابِعُ مِنْ وُلْدِ ابْني مُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ الْباقِرِ، وَهُوَ الْحُجَّةُ ابْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ ابْني، وَهُوَ الَّذي يَغيبُ مُدَّةً طَويلَةً، ثُمَّ يَظْهرُ وَيَمْلأ الأَْرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً. النص الثالث: روى القمي في تفسيره أنَّ الله (تعالى) أخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبشّره بالحسين (عليه السلام) قبل حمله وأنَّ الإمامة تكون في ولده إلى يوم القيامة ثم أخبره بما يُصيبه من القتل والمصيبة في نفسه وولده ثم عوضه بأنْ جعل الإمامة في عقبه وأعلمه أنَّه يُقتل، ثم يرده إلى الدنيا وينصره حتى يقتل أعداءه ويملكه الأرض وهو قوله (عز من قائل): (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَىٰ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) [القصص 5]. النص الرابع: عن الإمام الصادق (عليه السلام): «أوَّل من تنشقُّ الأرض عنه ويرجع إلىٰ الدنيا الحسين بن عليٍّ (عليه السلام)»( ). النص الخامس: عن الإمام الصادق (عليه السلام): «إنَّ أوَّل من يكرُّ في الرجعة الحسين بن عليٍّ (عليه السلام)، ويمكث في الأرض أربعين سنة حتَّىٰ يسقط حاجباه علىٰ عينيه»( ). النص السادس: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال الحسين بن عليّ (عليهما السلام) لأصحابه قبل أن يقتل: إنَّ رَسُولَ اللهِ قالَ لي: يا بنيّ، إنّك ستساق إلى العراق، وهي أرض قد التقى بها النبيّون وأوصياء النبيّين، وهي أرض تدعى عمورا، وإنّك تستشهد بها، ويستشهد معك جماعة من أصحابك لا يجدون ألم مسّ الحديد، وتلا: (قُلْنَا يَنَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلَمًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ) تكون الحرب عليك وعليهم برداً وسلاماً، فَأَبْشِـرُوا، فَوَاللهِ، لَئِنْ قَتَلُونا فَإِنّا نَرِدُ عَلى نَبِيِّنا. قال: ثُمَّ أَمْكُثُ ما شاءَ اللهُ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ تَنْشَقُّ الأَْرْضُ عَنْهُ، فَأَخْرُجُ خَرْجَةً يُوافِقُ ذلِكَ خَرْجَةَ أَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَقِيامَ قائِمِنا، وَحَياةَ رسوُلِ اللهِ ثُمَّ لَيَنْزِلَنَّ عَلَيَّ وَفْدٌ مِنَ السَّماءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ، لَمْ يَنْزِلُوا إِلَى الأَْرْضِ قَطُّ، وَلَيَنْزِلَنَّ إِلَيَّ جَبْرَئيلُ وَميكائيلُ وَإِسْرافيلُ، وُجُنُودٌ مِنَ الْمَلائِكَةِ، وَلَيَنْزِلَنَّ مُحَمَّدٌ وَعَليٌّ وَأَنَا وَأَخي وَجَميعُ مَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِ، في حَمُولات مِنْ حَمُولاتِ الرَّبِّ، خَيْلٌ بُلْقٌ مِنْ نُور لَمْ يَرْكَبْها مَخْلُوقٌ، ثُمَّ لَيَهِزَّنَّ مُحمَّدٌ لِواءَهُ وَلَيَدْفَعَنَّهُ إِلى قائِمِنا مَع سَيْفِهِ، ثُمَّ إِنّا نَمْكُثُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ ما شاءَ اللهُ... النص السابع: عَنْ حَرِيزٍ قَالَ: قُلْتُ لأَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام): جُعِلْتُ فِدَاكَ، مَا أَقَلَّ بَقَاءَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وأَقْرَبَ آجَالَكُمْ بَعْضَهَا مِنْ بَعْضٍ مَعَ حَاجَةِ النَّاسِ إِلَيْكُمْ؟! فَقَالَ (عليه السلام): إِنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا صَحِيفَةً فِيهَا مَا يَحْتَاجُ إِلَيْه أَنْ يَعْمَلَ بِه فِي مُدَّتِه، فَإِذَا انْقَضـَى مَا فِيهَا مِمَّا أُمِرَ بِه عَرَفَ أَنَّ أَجَلَه قَدْ حَضَـرَ، فَأَتَاه النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله) يَنْعَى إِلَيْه نَفْسَه، وأَخْبَرَه بِمَا لَه عِنْدَ الله، وأَنَّ الْحُسَيْنَ (عليه السلام) قَرَأَ صَحِيفَتَه الَّتِي أُعْطِيَهَا وفُسّـِرَ لَه مَا يَأْتِي بِنَعْيٍ وبَقِيَ فِيهَا أَشْيَاءُ لَمْ تُقْضَ، فَخَرَجَ لِلْقِتَالِ، وكَانَتْ تِلْكَ الأُمُورُ الَّتِي بَقِيَتْ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ سَأَلَتِ اللَّه فِي نُصـْرَتِه فَأَذِنَ لَهَا، ومَكَثَتْ تَسْتَعِدُّ لِلْقِتَالِ وتَتَأَهَّبُ لِذَلِكَ، حَتَّى قُتِلَ فَنَزَلَتْ وقَدِ انْقَطَعَتْ مُدَّتُه وقُتِلَ (عليه السلام)، فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبِّ أَذِنْتَ لَنَا فِي الِانْحِدَارِ وأَذِنْتَ لَنَا فِي نُصْـرَتِه، فَانْحَدَرْنَا وقَدْ قَبَضْتَه! فَأَوْحَى الله إِلَيْهِمْ:أَنِ الْزَمُوا قَبْرَه حَتَّى تَرَوْه وقَدْ خَرَجَ ، فَانْصُـرُوه وابْكُوا عَلَيْه وعَلَى مَا فَاتَكُمْ مِنْ نُصْرَتِه، فَإِنَّكُمْ قَدْ خُصِّصْتُمْ بِنُصْـرَتِه وبِالْبُكَاءِ عَلَيْه. فَبَكَتِ الْمَلَائِكَةُ تَعَزِّياً وحُزْناً عَلَى مَا فَاتَهُمْ مِنْ نُصْرَتِه، فَإِذَا خَرَجَ يَكُونُونَ أَنْصَارَه. النص الثامن: عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه سُئل عن الرجعة أحق هي؟ قال: نعم. فقيل له: من أول من يخرج؟ قال: الحسين (عليه السلام) يخرج على أثر القائم (عجل الله فرجه). قلت: ومعه الناس كلهم؟ قال (عليه السلام): لا. بل كما ذكر الله تعالى في كتابه (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً) قوم بعد قوم. النص التاسع: عن أبي عبد الله (عليه السلام) ويقبل الحسين (عليه السلام) في أصحابه الذين قُتلوا معه، ومعه سبعون نبياً كما بعثوا مع موسى بن عمران (عليه السلام)، فيدفع إليه القائم (عجل الله تعالى فرجه) الخاتم، فيكون الحسين (عليه السلام) هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواري به في حفرته. النص العاشر: في رواية جابر عن أبي جعفر (عليه السلام): ثم يخرج المنتصر إلى الدنيا فيطلب بدمه ودماء أصحابه. مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام

7