لا شك أن أنصار الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الذين ورد في الروايات الشريفة تعدادهم بعدة أهل بدر الـ(٣١٣)، لهم صفات خاصة تحكي عن تميّزهم وتفوقهم في مراتب الكمال قياساً بغيرهم من المؤمنين، وأول صفة نوّهت عنها الروايات هي صفة الإخلاص لله تعالى، والتفاني في طاعة الإمام (عجّل الله فرجه)، كما ورد في خبر صادق العترة (عليه السلام) عنهم: يجتمع إليه من أصحابه عدة أهل بدر: ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً من أقاصي الأرض، وذلك قول الله (عزَّ وجل): ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره. (كمال الدين وتمام النعمة، للشيخ الصدوق: ص٦٥٤).
وأنهم من الذين أحبهم الله تعالى، وادَّخرهم لنصرة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وهذه مقامات شامخة لا ينالها إلّا ذو حظ عظيم، وهم بهذا المعنى معيّنون مصطفون حتى قبل ولادتهم، كما اصطفى الله تعالى من أحب لما أحب.
فالوارد في الروايات الشريفة أن هؤلاء الـ(٣١٣)، هم قادة جيش الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والحكّام على الأرض.
فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: كأنّي أنظُر إلى القائم (عجّل الله فرجه) على منبر الكوفة وحوله أصحابه ثلاث مائة وثلاثة عشر رجلاً عدّة أهل بدر، وهم أصحاب الألوية وهم حكّام الله في أرضه على خلقه. (كمال الدين وتمام النعمة، للشيخ الصدوق: ص672/ح25)
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)