ضياء العراقي
منذ 4 سنوات

رواية تذكر أنه (عجّل الله فرجه) يوحى إليه، فما معنى...؟

هناك رواية تذكر أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يوحى إليه، فما معنى الوحي هنا؟ وما طبيعة الوحي؟ فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: يملك القائم ثلاث مائة سنة، ويزداد تسعاً كما لبث أهل الكهف في كهفهم. يملؤ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً، فيفتح الله له شرق الأرض وغربها، ويقتل الناس حتى لا يبقى إلّا دين محمد (ويسير) بسيرة سليمان بن داود، ويدعو الشمس والقمر فيجيبانه، وتطوى له الأرض ويوحى إليه فيعمل بالوحي بأمر الله. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج52، ص390]


بسم الله الرحمن الرحيم خلاصة الجواب أن الوحي هنا هو بمعنى التحديث، فالإمام محدَّث، كآبائه (عليهم السلام)، وهذا الوحي لا يلازم النبوة، وللتفصيل نقول: الوحي في اللغة هو الخطاب الخفي، وقد استعمله القرآن الكريم بهذا المعنى، وللوحي في القرآن الكريم استعمالات عديدة، فقد يستعمل الوحي في الوحي الرسالي كقوله تعالى: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ﴾ [النساء: 163]. وقد يستعمل في الوحي غير الرسالي، كقوله تعالى: ﴿وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ...﴾ [النحل: 68]، ﴿وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى...﴾ [القصص: 7]. فلا ملازمة كما ترى بين الوحي والنبوة، والوحي للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) هو من نوع الوحي غير الرسالي، وهو في اصطلاح علوم القرآن الكريم يطلق عليه (التحديث)، وقد ورد في الروايات الشريفة أن من أسماء فاطمة الزهراء (عليها السلام) هي المحدَّثة، لأن الملائكة كانت تحدثها (صلوات الله عليها). ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه).

1