حسن عدنان ( 18 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

هل صاحب زمان اذا خرج يحكم لعراق فقط ام دول كلها وهل صاحب زمان يتكلم مثلنا ام مثل دول وكيف سيتعامل مع ادول وماذا سيحدث عندما يضهر وكيف تصدقهو الناس انهو صاحب زمان


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته الإمام المهدي عليه السلام سيحكم كل الأرض، وسترضخ جميع الدول له، وستكون الدولة واحدة على كل الأرض، وهو الحاكم عليها، وأما كيف سيعرفه الناس، فإليكم الجواب التالي: مع غيبة الإمام ، وعدم رؤيتنا له مباشرة، وعدم وجود صورة شخصية له، ومع كثرة المدَّعين للمهدوية زمن الغيبة الكبرىٰ، ما هي الطريقة التي يُمكِننا من خلالها معرفة المهدي الحقّ من مدَّعيها زوراً؟ الجواب: هناك نحوان من الطرق( ): النحو الأوَّل: طرق تشخيصية: بمعنى أنَّ من خلالها يمكن تشخيص المهدي  وعدم اشتباهه بغيره أبداً، ونذكر طريقين في هذا المجال: الأوَّل: سؤاله عمَّا يعجز غيره عن الإجابة عنه: كسؤاله عن معضلة تاريخية أو مسألة علمية عجز عنها أهل الاختصاص كلّهم، وما شابه ممَّا يعجز عنه الناس كلّهم، ولا يستطيع أن يجيب عنها إلَّا الإمام المفترض الطاعة من الله ، وعلىٰ غرار قول أمير المؤمنين : «سلوني قبل أن تفقدوني»( ). عن المفضَّل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله  يقول: «إنَّ لصاحب هذا الأمر غيبتين: يرجع في أحدهما إلىٰ أهله، والأُخرىٰ يقال: هلك، في أيِّ وادٍ سلك؟»، قلت: كيف نصنع إذا كان ذلك؟ قال: «إن ادَّعىٰ مدعٍ فاسألوه عن تلك العظائم التي يجيب فيها مثله»( ). الثاني: سؤاله المعجزة: فإنَّ الله تعالىٰ يؤيِّد رسله وحججه بالمعجزات الخارقة للعادة، والتي لا يستطيع أيّ إنسان عادي أن يأتي بها، والإمام يمكنه القيام بذلك فيما إذا اقتضت الحكمة الإلهية ذلك، فإنَّ الإمام المهدي  عنده القدرة علىٰ ذلك بلا شكّ، وأوضح ما ورد في ذلك ما جاء في إقامة الإمام المهدي  المعجزة الواضحة للحسني عندما يطالبه بها لإثبات أنَّه الحقّ( ). النحو الثاني: طرق تقريبية: بمعنىٰ أنَّها لا تُشخِّص المهدي بالضبط، وإنَّما تفيد في تقريب الصورة، ممَّا يساعد علىٰ التهيّؤ النفسي لظهور الإمام ، ونذكر هنا طريقين أيضاً: الأوَّل: زيادة المعرفة المهدوية زمن الغيبة الكبرىٰ، فإنَّ لها أثراً مهمَّاً في التعرّف علىٰ الواقع المعاش وعلىٰ قرب الظهور وعلىٰ تمييز الحقّ من الباطل، كما ورد ذلك عن أهل البيت  في عدَّة روايات: في كتاب الغيبة للنعماني( ) وردت الروايات التالية: 1 _ عن زرارة بن أعين، قال: سمعت أبا عبد الله  يقول: «ينادي منادٍ من السماء: إنَّ فلاناً هو الأمير، وينادي منادٍ: إنَّ عليَّاً وشيعته هم الفائزون»، قلت: فمن يقاتل المهدي بعد هذا؟ فقال: «إنَّ الشيطان ينادي: إنَّ فلاناً وشيعته هم الفائزون _ لرجل من بني أُميَّة _»، قلت: فمن يعرف الصادق من الكاذب؟ قال: «يعرفه الذين كانوا يروون حديثنا، ويقولون: إنَّه يكون، قبل أن يكون، ويعلمون أنَّهم هم المحقّون الصادقون». فالرواية واضحة في أنَّ إبليس وأعوانه سيحاولون خداع الناس، وأنَّ الناس في معرض الوقوع في تلك الخُدع، ولكن الذين عندهم معرفة مسبقة بالحقِّ، سوف ينجحون في هذا الاخبار ويتجاوزونه. وربَّما يكون قول الإمام : «الذين كانوا يروون حديثنا» إشارة إلىٰ ضرورة التفقّه المعمَّق والفهم الدقيق لرواياتهم . ولعلَّه إشارة إلىٰ ضرورة استشارة الفقهاء المأمونين علىٰ الدين ممَّن ثبت كونه نائباً عامَّاً للمعصوم  في زمن الغيبة الكبرىٰ، فيكون الرجوع إليهم عاملاً مساعداً في كشف الفتنة. 2 _ عن هشام بن سالم، قال: سمعت أبا عبد الله  يقول: «هما صيحتان: صيحة في أوَّل الليل، وصيحة في آخر الليلة الثانية»، قال: فقلت: كيف ذلك؟ قال: فقال: «واحدة من السماء، وواحدة من إبليس»، فقلت: وكيف تُعرَف هذه من هذه؟ فقال: «يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون». 3 _ عن عبد الرحمن بن مسلمة الجريري، قال: قلت لأبي عبد الله : إنَّ الناس يُوبِّخونا ويقولون: من أين يُعرَف المحقّ من المبطل إذا كانتا؟ فقال: «ما تردّون عليهم؟»، قلت: فما نردّ عليهم شيئاً، قال: فقال: «قولوا لهم: يُصدِّق بها إذا كانت من كان مؤمناً يؤمن بها قبل أن تكون»، قال: «إنَّ الله  يقول: أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [يونس: 35]». وهنا إشارة مهمَّة جدَّاً، وهي أنَّه لا بدَّ أن تكون المعرفة من الطريق الذي رسمه لنا أهل البيت ، وهو طريق العلماء الذين بذلوا أنفسهم لاستنباط الأحكام الشـرعية، وتداول أحاديث أهل البيت ، فهم صمّام الأمان للأُمَّة الإسلاميَّة لو اتَّبعناهم بصدق. الثاني: علامات الظهور: إنَّ أهل البيت  ذكروا علامات حتمية لظهور الإمام ، وكونها علامات يعني أنَّها أُمور فارقة من خلالها يمكننا تمييز المهدي الحقّ، مع الالتفات إلىٰ أنَّ العلامات لها فائدة من جهتين: الجهة الأُولىٰ: القطع بكذب وزيف مدَّعي المهدوية قبل وقوعها، تطبيقاً للتوقيع الشـريف الأخير الذي صدر للسفير الرابع: «بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن محمّد السمري، أعظم الله أجر إخوانك فيك، فإنَّك ميّت ما بينك وبين ستَّة أيّام، فاجمع أمرك، ولا توص إلىٰ أحدٍ يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة الثانية، فلا ظهور إلَّا بعد إذن الله ، وذلك بعد طول الأمد، وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جوراً، وسيأتي شيعتي من يدَّعي المشاهدة، ألَا فمن ادَّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر، ولا حول ولا قوَّة إلَّا بالله العلي العظيم»( ). الجهة الثانية: إنَّ وقوعها مؤشِّر مهمّ لقرب ظهور الإمام المهدي . وهذا لا يعني امتناع أن يدَّعي أحد المهدوية بعد وقوع العلامات، فتكون فائدة العلامة آنذاك هو التريّث والبحث عن صدق المدَّعي بأحد الطريقين المتقدّمين.