س1: في مسألة إسلام أُم الإمام المهدي (عليهما السلام) فلقد وجدت روايات تقول: إنها أسلمت ولكن في عالم الرؤيا، هل توجد نصوص من مصادر الشيعة تخبر عن إسلام أُم المهدي (عليهما السلام) في غير عالم الرؤيا؟ فما هو الصحيح؟ س2: وجدت روايات في الكتب المعتبرة لمدرسة الشيعة تنهى عن ذكر اسم الإمام المهدي (عجّل الله فرجه). كيف لا يذكر اسمه وما هو تفسير تلك الروايات التي تقول بأنه ملعون من ذكر اسمه؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الروايات التي نصت على إسلامها كثيرة فما من رواية ذكرت أنها كانت أسيرة ويمكن استفادة عدم إسلامها منها إلّا وفي نفس المتن يوجد تصريح بإسلامها، هذا بغض النظر عن الروايات التي تصرح أن لها مكانة مرموقة فضلاً عن إسلامها كما ستطلع عليه في تفصيل الكلام، فقد استفاضت الروايات التي تذكر إسلامها وهي مروية في الغيبة والكمال وغيرهما من المصادر الأخرى منها:
الأول: اخبار الشيخ الطوسي في الغيبة. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص234]
الشيخ الطوسي بسنده عن أبي عبد الله المطهري [والحديث فيه توقف سندي من جهة الطهوي(او المطهري، وهما شخص واحد) عند البعض، ولكن دل على تحسينه أو توثيقه جملة من كلمات الأعلام من بينهم ما في مستدركات الوسائل الذي قال عنه إنه من أصحاب السر كما في ج7 ص190، وكما في أعيان الشيعة الذي قال عنه إنه القيّم على أمور أبي محمد، وهذا كاشف عما فوق العدالة، وقال: إن العلامة في الخلاصة صحّح سنداً هو فيه، كما في الأعيان ج3ص153 وكذلك في معجم السيد الخوئي ج3ص113 الذي قال: طريق الصدوق إليه صحيح وإنه القيّم على أمور أبي محمد إلّا أنه لا يدل عندي على التوثيق، وكذلك راجع تعليقة على منهج المقال ونقد الرجال في ص78 وفي ج5 ص348]، عن حكيمة بنت محمد بن علي الرضا قالت:
بعث إلي أبو محمد (عليه السلام) سنة خمس وخمسين ومائتين في النصف من شعبان وقال: يا عمة اجعلي الليلة إفطارك عندي فإن الله (عزَّ وجلَّ) سيسرك بوليه وحجته على خلقه خليفتي من بعدي. قالت حكيمة: فتداخلني لذلك سرور شديد وأخذت ثيابي علي وخرجت من ساعتي حتى انتهيت إلى أبي محمد (عليه السلام)، وهو جالس في صحن داره، وجواريه حوله فقلت: جعلت فداك يا سيدي! الخلف ممن هو؟ قال: من سوسن، فأدرت طرفي فيهن فلم أر جارية عليها أثر غير سوسن. قالت حكيمة: فلما أن صليت المغرب والعشاء الآخرة أتيت بالمائدة، فأفطرت أنا وسوسن وبايتها في بيت واحد، فغفوت غفوة ثم استيقظت، فلم أزل مفكرة فيما وعدني أبو محمد (عليه السلام) من أمر ولي الله (عليه السلام) فقمت قبل الوقت الذي كنت أقوم في كل ليلة للصلاة، فصليت صلاة الليل حتى بلغت إلى الوتر، فوثبت سوسن فزعة وخرجت (فزعة) وأسبغت الوضوء ثم عادت فصلت صلاة الليل وبلغت إلى الوتر، فوقع في قلبي أن الفجر (قد) قرب فقمت لأنظر فإذا بالفجر الأول قد طلع، فتداخل قلبي الشك من وعد أبي محمد (عليه السلام)، فناداني من حجرته:
لا تشكي وكأنك بالأمر الساعة قد رأيته إن شاء الله تعالى