علي
منذ 4 سنوات

الدليل على وجود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)

ما هو الدليل على وجود الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه)؟


إن الدليل على وجود الإمام المهدي أو القضية المهدوية أو "المخلص العالمي " هي قضية متفق عليها عند أصحاب الشرائع السماوية، وبعض الديانات الوثنية على سبيل المثال لا الحصر البوذية والجينية، ولذلك نجد تجسيد هذه الفكرة (المنقذ أو المخلص) في دياناتهم، إلا أن هذه القضية حازت على أبحاث ودراسات بمختلف الطرق والأوجه، وامتاز المذهب الشيعي بأبحاثه، في تحديد هذه الشخصية المنتظرة، ببحوث كانت الأقرب من الواقع، والأدق في السرد التأريخي والأدلة القرآنية والروائية والعقلية. في مسألة إثبات الحجة (عجل الله تعالى فرجه), يستدل عليها بأدلة كثيرة منها بالأخبار المتواترة عند المسلمين,وأنها ليست عشرات الروايات، بل مئات الروايات واردة في ذلك، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أي أنه يوجد إجماع عند المسلمين أن الدنيا لا تنتهي إلا على يد الحجة من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم), حتى أن ابن باز - وكان شيخ الوهابيين في السعودية,قبل أكثر من عشرين عاماً - عندما سئل عن مسألة المهدي (عليه السلام)قال: (نعم نحن نعتقد بالمهدي (عليه السلام)، والذي ينكر المهدي عليه السلام جاهل). وأن بعض إخواننا من علماء السنة قد صرح أن منكر المهدي (عليه السلام) كافر؛ لأن من ينكر المهدي (عليه السلام) فقد أنكر ضرورة في الإسلام، وإجماع المسلمين يقول بذلك. فنكتفي في صدد الجواب عن سؤالكم ببيان البعض من أهم الأدلّة التي تطرح لإثبات وجود الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه). الدليل الأول: الذي يمكن بيانه من خلال كلٍّ من الدليلين العقلي والنقلي، حيث جاء في الدليل العقلي، أنّ وجود الإمام الحجّة(عجل الله تعالى فرجه) لطفٌ، ولذلك يجب نصبه من الله تعالى في كل زمانٍ، وهذا يعني ضرورة وجود الإمام الحجّة(عجل الله تعالى فرجه) بشكلٍ دائمٍ، وعدم خلوِّ الأرض من حجّةٍ. أمّا أنّ وجوده لطفٌ، فلأنّ وجود الإمام العادل، العالم بالكتاب، وتأويله الحق، والعارف بالسنّة والصحيح منها، سوف يقود إلى إقامة العدل، وبيان ما هو حقٌّ من الدين، والتأويل الصحيح للكتاب، وتبيان الصواب في الاختلاف فيه، والهداية إلى الله تعالى وإلى الحقّ والصراط المستقيم. أمّا في الدليل النقلي فقد جاء في العديد من الروايات الواردة عن أهل البيت(عليهم السلام )، حتى جعل الشيخ الكليني باباً بعنوان: (أن الأرض لا تخلو من حجة) (ج١ ص١٧٨)، أي من شخصٍ يمتلك مواصفاتٍ معنويةً، وعلميةً، وأخلاقيةً... يحتجّ به الله تعالى على عباده، أي يكون قادراً على بيان الدين، وفعل الهداية الإلهية، غيرَ مشوبةٍ بأيِّ خطأٍ، أو نقصٍ، أو خللٍ، يُخرجها عن مسارها، وحدودها؛ حتى لا يبقى لأيِّ إنسانٍ حجّةٌ على الله تعالى أنّه لم يبيّن له الطريق إليه والصراط المستقيم، وما هو حقٌّ من الدين، وما هو خيرٌ وصلاحٌ له في دنياه وآخرته. وهذا يعني أنه لا يمكن لأيِّ عصرٍ أن يخلوَ من حجّةٍ لله تعالى على خلقه، سواءً كان نبيّاً، أو رسولاً، أو وصيّاً. بما في ذلك العصر الذي نعيش، وإلى آخر الزمان ونهايته. ومن الأدلة النقلية: الدليل الأول: حديث الثقلين: في حديث الثقلين وهو خبر متواتر ليس فقط عند الشيعة، بل هو متواتر عند السنة أيضاً, وجاء عن طريق السنة بـ٣٥ طريقاً يفيد القطع, وقد ثبت في محله أن الخبر المتواتر مثل القرآن, وفيه يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي ألفاظ مختلفة: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، لا تقدموهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم)، ويمكن بيان معنى الحديث وبشكل موجز بثلاث نقاط: أولاً: الأشخاص الذين قرنهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرآن يجب أن يكونوا معصومين مثل القرآن. ثانياً: فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول أنتم إذا اتبعتم القرآن والعترة لن تضلوا, فإذا كان العترة أنفسهم غير معصومين أيمكن أن يعصمونا من الضلال؟! إذاً يجب في العترة أن يكونوا معصومين ١٠٠% عن الضلال فيعصموا الأُمّة عن الضلال, فلا شك ولا ريب أنّ حديث الثقلين يدل على عصمة العترة (عليهم السلام), عصمة أهل البيت عليهم السلام هذا أمر, والأمر الآخر فإن نفس حديث الثقلين يدل على وجود المهدي عليه السلام بالفعل؛ لأنه من العترة التي أوصى النبي التمسك بهما، فإن النبي ترك هذين العنصرين بعد وفاته حتى يعصمونا من الضلال، وأنه ترك هذين العنصرين إلى يوم القيامة؛ لأن رسالته (عليه السلام) خاتمة, وحديثه (صلى الله عليه وآله وسلم) حقيقة وصدق، فلابد من وجود المهدي (عليه السلام)حتى لا تتحقق الضلالة. ثالثاً: ما يقوله الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث الثقلين أيضاً (وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)، ويعني أن القرآن موجود مع العترة إلى يوم القيامة وأنهما لن يفترقا, ومعنى ذلك أن القرآن موجود، ولكن واحداً من العترة وهو معصوم أيضاً يجب أن يكون موجوداً، وأنهما، أي القرآن والمعصوم لن يفترقا حتى يردا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الحوض يوم القيامة. وهو دليل التلازم. والدليل الثاني: هو الحديث النبوي الشريف المعروف بين المسلمين أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)قال: (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية), هناك مصادر لمفكرين، وفي مصادر سنية إسلامية فيها (في الحديث) جاءت فقرة (ولكل زمان إمام)، فإذا كان المهدي (عليه السلام) غير موجود الآن فمن حقنا أن نسال المسلمين من هو إمام زمانكم الآن؟ إذن أن الإمام الذي إذا لم نكن نعرفه فسنموت ميتة جاهلية هو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام, محمد بن الحسن المهدي (عليه السلام). الدليل الثالث: وجود نصوص صحيحة في صحيح البخاري وصحيح مسلم, نصوص متواترة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (لا يزال الدين قائماً أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة وكلهم من قريش عددهم كنقباء بني إسرائيل)، وهذا الحديث القطعي الذي ورد في صحيح البخاري وصحيح مسلم لا ينطبق إلا على أئمة أهل البيت عليهم السلام, أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم محمد المهدي (عليه السلام). هذه أدلة قطعية علمية على أن لنا إماما في هذا الزمان، إماماً معصوماً نصبه الله, عينه الله عزّ وجلّ,وفي هذا راجع كتاب المجالس للسيد محسن الأمين فقد جاء فيه أن علماء السنة ومنهم ابن طلحة الشافعي ومنهم صاحب الفصول المهمة, وآخرون منهم قد اعترفوا بولادة المهدي عليه السلام. وقد ذكر الشيخ لطف الله الصافي في كتابه (منتخب الأثر حول الإمام المنتظر) خمسةً وستين عالماً من إخواننا علماء السنة, يعترفون أيضاً بولادة الإمام المهدي عليه السلام في ليلة النصف شعبان سنة ٢٥٥هـ في مدينة سامراء. وللتفاصيل أكثر راجع كتاب (الغيبة والانتظار) للسيد محمد علي الحلو من خلال الرابط التالي تفضلوا: www.m-mahdi.net/main/books-5 ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

17