الدليل على وجود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
ما هو الدليل على وجود الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه)؟
إن فكرة "المخلّص العالمي " أو القضية المهدوية هي قضية متفق عليها عند أصحاب الشرائع السماوية، وبعض الديانات الوثنية على سبيل المثال لا الحصر البوذية والجينية، ولذلك نجد تجسيد هذه الفكرة (المنقذ أو المخلّص) في دياناتهم، إلا أن هذه القضية حازت على أبحاث ودراسات بمختلف الطرق والأوجه، وامتاز المذهب الشيعي بأبحاثه في تحديد هذه الشخصية المنتَظَرة، ببحوث كانت الأقرب إلى الواقع، والأدق في السرد التأريخي والأدلة القرآنية والروائية والعقلية.
وقد استدل على وجود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بأدلة كثيرة،
منها: بالأخبار المتواترة عند المسلمين، وأنها ليست عشرات الروايات، بل مئات الروايات واردة في ذلك، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أي أنه يوجد إجماع عند المسلمين أن الدنيا لا تنتهي إلا على يد الحجة من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم), حتى أن ابن باز - وهو شيخ الوهابيين في السعودية قبل أكثر من عشرين عاماً - عندما سُئل عن مسألة المهدي (عليه السلام)قال: (نعم نحن نعتقد بالمهدي (عليه السلام)، والذي ينكر المهدي (عليه السلام) جاهل).
وأن بعض علماء السنة قد صرّح أن منكر المهدي (عليه السلام) كافر؛ لأن من ينكر المهدي (عليه السلام) فقد أنكر ضرور إسلامية يقول بها جميع المسلمين.
ونكتفي في صدد الجواب عن سؤالكم ببيان البعض من أهم الأدلّة التي تطرح لإثبات وجود الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه).
الدليل الأول:
الذي يمكن بيانه من خلال كلٍّ من الدليلين العقلي والنقلي، حيث جاء في الدليل العقلي، أنّ وجود الإمام الحجّة(عجل الله تعالى فرجه) لطفٌ، ولذلك يجب نصبه من الله تعالى في كل زمانٍ، وهذا يعني ضرورة وجود الإمام الحجّة(عجل الله تعالى فرجه) بشكلٍ دائمٍ، وعدم خلوِّ الأرض من حجّةٍ.
أمّا أنّ وجوده لطفٌ، فلأنّ وجود الإمام العادل، والعالم بالكتاب وتأويله بالحق، والعارف بالسنّة والصحيح منها، سوف يقود إلى إقامة العدل، وبيان ما هو حقٌّ من الدين، والتأويل الصحيح للكتاب، وتبيان الصواب في الاختلاف فيه، والهداية إلى الله تعالى وإلى الحقّ والصراط المستقيم.
أمّا في الدليل النقلي فقد جاء في العديد من الروايات الواردة عن أهل البيت(عليهم السلام )، حتى جعل الشيخ الكليني باباً بعنوان: (أن الأرض لا تخلو من حجة) (ج١ ، ص١٧٨)، أي من شخصٍ يمتلك مواصفاتٍ معنويةً، وعلميةً، وأخلاقيةً