سحر
منذ 4 سنوات

...من يقتل الإمام (عجّل الله فرجه) إذا لم يكن الشيطان...

إذا قلنا بأن يوم الوقت المعلوم هو يوم مقتل الشيطان على يد الإمام (عجل الله فرجه)، فكيف نفسّر وجود عدد من الانتفاضات التي تحدث في دولة الإمام (عجل الله فرجه)؟ والبعض يسأل من يقتل الإمام (عجّل الله فرجه) إذا لم يكن الشيطان وهو أساس الشر موجوداً؟ صحيح هناك ثالوث للجريمة ولكن مانع الخير هو الشيطان الذي يوسوس للإنسان الأضرار بالغير.


بسم الله الرحمن الرحيم في الجواب عن هذا السؤال نقول: هنا احتمالان: الاحتمال الأول: إن الذي يقتل (إبليس) هو الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وهو ما أشارت له بعض الروايات، من قبيل ما روي في تفسير قوله تعالى: ﴿قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قالَ فَإِنَّكَ مِنَ المُنْظَرِينَ * إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ المَعْلُومِ﴾ [الحجر: 36-38]، عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنَّه قال: الوقت المعلوم يوم قيام القائم، فإذا بعثه الله كان في مسجد الكوفة وجاء إبليس حتَّى يجثو على ركبتيه، فيقول: يا ويلاه من هذا اليوم، فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه، فذلك يوم الوقت المعلوم منتهى أجله. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج52، ص376 و377، ح 178] وقريب منه ما عن الإمام الصادق (عليه السلام) أيضاً: يا وهب، أتحسب أنَّه يوم يبعث الله فيه الناس؟ إنَّ الله أنظره إلى يوم يبعث فيه قائمنا، فإذا بعث الله قائمنا كان في مسجد وجاء إبليس حتَّى يجثو بين يديه على ركبتيه فيقول: يا ويله من هذا اليوم، فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه، فذلك اليوم هو الوقت المعلوم. [تفسير العيّاشي: ج2، ص242، ح 14] وفي هذا الاحتمال يُقال: 1- ربما يكون قتل إبليس في أواخر الدولة المهدوية. 2- وحتى لو كان قتله في بداياتها، فإن النفس الأمارة بالسوء ما زالت موجودة عند الإنسان، وما زالت تعمل على الوسوسة له وتزيين عمله الطالح على أنه عمل صالح، والمعنى: إن الدوافع نحو فعل الخطأ والحرام لا تنتهي بقتل إبليس. الاحتمال الثاني: بعض الروايات تشير إلى أنَّ الذي يقتل إبليس هو الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعد معركة تدور له مع أمير المؤمنين (عليه السلام)، فيهرب فيتبعه النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيقتله. [مختصر بصائر الدرجات: ص26 و27] بل وفي رواية أُخرى أنَّ الذي يقتله أمير المؤمنين (عليه السلام). وقد جمع بينها سماحة الشيخ محمّد السند في كتابه (الرجعة بين الظهور والمعاد) بأنَّ لإبليس رجعات يُقتَل عدَّة مرّات خلالها. وعلى هذا، يكون المقتضي لفعل الحرام موجوداً في رجعته، بالإضافة إلى وجود النفس الأمارة بالسوء. ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

7