خادمة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
منذ 4 سنوات

رؤية الإمام المهدي عجّل الله فرجه في زمن الغيبة الكبرى

ورد في الأحاديث أن من ادّعى رؤية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فهو كاذب، ومن ناحية أخرى نقرأ في الكتب أن هناك أشخاصاً التقوا بالإمام (عجّل الله فرجه) أو أن هناك أشخاصاً متى ما أرادوا رؤية الإمام (عجّل الله فرجه) تمكنوا من ذلك. فكيف نجمع بين هذين الأمرين؟


في ضمن الحديث عن رؤية صاحب الطلعة البهية لا يمكن بأيّ حال إنكار لقاء مجموعة من العلماء به، بل وأهل الصلاح والتقوى من عامّة الناس وتشرفهم بلقاء المولى (عجّل الله فرجه)، لكن ينبغي الالتفات والاحتياط كثيراً في أدعياء اللقاء؛ فإنّه غير متيسر بسهولة كما يظن البعض، نعم قد يحصل عند بعض البسطاء أوهام وتخيلات يحسب من خلالها أنه رأى الإمام والتقى به ويقوم بتصديق ذلك ويحاول نشره ليكسب من خلاله قبولاً ورواجاً بين الناس. أمّا قضية أن هناك أشخاصاً متى أرادوا رؤية الإمام تمكنوا من ذلك فهو غير وارد، لأنّه (عجّل الله فرجه) هو الذي يشخّص المصلحة وعدمها في اللقاء، وهذا قد يحصل للأوحدي من الناس أو للأبدال أو غيرهم ممن عَلِم الإمام بعلمه اللدنّي بوجود المصحلة العامّة أو الخاصّة بتشرفهم بلقائه عليه السلام . وأمّا التكذيب الصادر من الناحية المقدسة فهو يُحمل على الرؤية التي تحمل معنى النيابة الخاصة، ونقل الأحكام الشرعية والأوامر والنواهي الصادرة منه، لا بمعنى الرؤية التشرفية. فطاهر قول الإمام المهدي (عليه السلام) كما في التوقيع الشريف الوارد لعلي بن محمد السمري: (ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر ..) خاصّ بمن يدّعي المشاهدة مع النيابة وإيصال الأخبار من جانبه (عليه السلام) الى شيعته على نحو السفراء والنواب, فهذا هو المعنى الظاهر من النص الذي يفهم من كلام الإمام (عليه السلام), وإلا فقد استفاضت الاخبار وتظافرت الآثار عن جمع كثير من الثقات الأبرار من المتقدمين والمتأخرين ممّن رأوه وشاهدوه في الغيبة الكبرى في حالات مختلفة, في بعض منها يجهلون حاله إلا بعد اختفائه وغيبته عن ناظرهم, وبعضهم يحاوره ويسأله ويعرف أنه الإمام المهدي (عليه السلام), وقد دوّنت في ذلك بعض الكتب وذكر جانباً من هذه القصص العلاّمة المجلسي في أحد مجلدات كتابه (بحار الأنوار).

2