لم يرد في الروايات الشريفة ما يثبت ذلك أو ينفيه صراحة، وإن كان يمكن القول بعدم علمهم بذلك إلّا في الوقت المناسب (أو قُل: في ساعة الصفر)، فإن الروايات الشريفة أشارت إلى أن الله تعالى سيجمعهم عند الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من غير ميعاد وبصور بعضها غير طبيعية، ومن جميع البلدان ومن مختلف الجنسيات، حملاً على السحاب، ومشياً على الماء، وفقداناً من فرشهم ... المزید
فعن المفضَّل بن عمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لقد نزلت هذه الآية في المفتقدين من أصحاب القائم (عليه السلام)، قوله (عزَّ وجلَّ): ﴿أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعاً﴾ [البقرة: 148]، إنَّهم ليُفتَقدون عن فرشهم ليلاً فيصبحون بمكّة، وبعضهم يسير في السحاب يُعرَف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه، قال: قلت: جُعلت فداك، أيّهم أعظم إيماناً؟ قال: الذي يسير في السحاب نهاراً. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص672، ب58، ح24]
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أيضاً أنَّه قال: بينا شباب الشيعة على ظهور سطوحهم نيام إذ توافوا إلى صاحبهم في ليلة واحدة على غير ميعاد، فيصبحون بمكّة. [الغيبة للنعماني: ص330، ب20، ح11]
على أن التاريخ يشهد بأن الكثير من خُلَّص أصحاب الأئمة (عليهم السلام) لم يعرفوا أنهم كذلك إلّا في آخر اللحظات، فزهير بن القين كان عثماني الهوى، وما كان يحب أن يجتمع بالحسين (عليه السلام) إلى ما قبل يوم عاشوراء بأيام قلائل، بل إن الحر الرياحي لم ينخرط في جيش الحسين (عليه السلام) إلّا قبل ساعة من استشهاده... وغيرهم ممن ذكرهم التاريخ.
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام