فاطمه ( 17 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

السلام عليكم هل صحت الروايه التي تقول أن الامام المهدي عليه السلام يضل على الأرض سبع سنين وما معنى وتمتعه فيها طويلا في دعاء الفرج


ينبغي علينا في هذا الموضوع أن نُميِّز بين أمرين: الأمر الأوَّل: مدَّة الدولة المهدوية العادلة: وهنا يمكن القول بأنَّ الدولة ستبقىٰ إلىٰ يوم القيامة، إذا لاحظنا التالي - مع الالتفات إلىٰ أنَّ المقصود من الدولة المهدوية ما يشمل حكم الإمام المهدي  وحكم الأئمَّة  في الرجعة -: أوَّلاً: ما ورد من أنَّ دولتهم  هي آخر الدول علىٰ الأرض، ممَّا يعني عدم قيام دولة أُخرىٰ بعدها. عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله  أنَّه قال: «ما يكون هذا الأمر حتَّىٰ لا يبقىٰ صنف من الناس إلَّا وقد ولّوا علىٰ الناس حتَّىٰ لا يقول قائل: إنّا لو ولّينا لعدلنا، ثمّ يقوم القائم بالحقِّ والعدل»( ). وعن أبي جعفر ، قال: «دولتنا آخر الدول، ولن يبقَ أهل بيت لهم دولة إلَّا ملكوا قبلنا، لئلَّا يقولوا إذا رأوا سيرتنا: إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء، وهو قول الله : وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ 128 [الأعراف: 128]»( ). ثانياً: ما ورد من تصـريح بكونها ستبقىٰ إلىٰ يوم القيامة، مثل الحديث القدسي الشريف: «ولأُطَهِّرَنَّ الأرض بآخرهم من أعدائي، ولأُمَكِّنَّنَه مشارق الأرض ومغاربها، ولأُسَخِّرَنَّ له الرياح، ولأُذَلِلَنَّ له السحاب الصعاب، ولأُرَقِيَّنَّه في الأسباب، ولأنصـرنَّه بجندي، ولأمدنَّه بملائكتي حتَّىٰ تعلو دعوتي ويجتمع الخلق علىٰ توحيدي، ثمّ لأديمنَّ ملكه، ولأُداولنَّ الأيّام بين أوليائي إلىٰ يوم القيامة»( ). ثالثاً: أنَّ قيام دولة أُخرىٰ بعدها يعني رجوع الأرض إلىٰ الظلم والجور ولو بالتدريج، وهذا خلاف ما ورد من أنَّ الأرض ستكون نهايتها بيد الصالحين، الأمر الذي يستدعي قيام مهدي آخر ليُحقِّق هذا الوعد الإلهي، ومن الواضح أنَّه لا مهدي بعد مهدي آل محمّد . الأمر الثاني: مدَّة ملك الإمام المهدي : والروايات الواردة في هذا المجال جاءت بلفظ: «يملك القائم». وقد اختلفت الروايات في تحديد تلك المدَّة بين سبع وثمان وتسع وتسع عشرة سنة وأشهراً وسبعين وثلاثمائة وتسع سنين. وقد يكون سبب اختلاف الروايات في تحديد هذه المدَّة راجعاً إلىٰ أحد الأُمور التالية: أ - إمكان حصول البداء في هذه المدَّة. ب - أنَّ الصحيح منها رواية واحدة في علم الله تعالىٰ ذكرت مدَّة معيَّنة، ولكن نحن لا نعلمها لسبب وآخر. ج - تعمّد إخفاء أهل البيت  المدَّة الحقيقية لسبب ما، ولعلَّه إشارة إلىٰ أنَّه ليس مهمّاً طول الفترة التي يملك بها الإمام المهدي ، بل المهمُّ أنَّه سيُثبِّت أركان الدولة العادلة، ليستلمها من بعده من يستمرُّ بها من دون أن يزيغ عن الحقِّ قيد أنملة. والأرجح من هذه الروايات هي الروايات التي قالت: إنَّه يملك ثلاثمائة وتسع سنين، لأنَّها واردة في كتبنا، وأكثر الروايات الأُخر واردة في كتب العامَّة. فعن أبي الجارود، قال: قال أبو جعفر : «إنَّ القائم يملك ثلاثمائة وتسع سنين كما لبث أهل الكهف في كهفهم، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما مُلِئَت ظلماً وجوراً...»( ). مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام

5