logo-img
السیاسات و الشروط
سجاد الجبوري ( 9 سنة ) - العراق
منذ 5 سنوات

هل عند ضهور الامام الموعود عجل الله فرجه ستتوقف جميع الاسلحه ويحارب بسيف الامام علي عليه السلام ارجو الاجابه من فظلكم


ما هو سلاح الإمام المهدي (سلام الله عليه) إذا ظهر؟ الجواب: لقد وردت روايات عديدة تصرح بأن الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) سيقوم بالسيف، من قبيل التالي: عن المفضل بن عمر، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما علامة القائم؟ قال: إذا استدار الفلك، فقيل: مات أو هلك، في أي واد سلك؟ قلت: جعلت فداك، ثم يكون ماذا؟ قال: لا يظهر إلا بالسيف. وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: ما تستعجلون بخروج القائم، فوالله ما لباسه إلا الغليظ، ولا طعامه إلا الجشب، وما هو إلا السيف، والموت تحت ظل السيف. وهذا النوع من اللباس والطعام خاص بالإمام (سلام الله عليه)، أما رعيته فسيلعقهم العسل ولا يتعامل معهم بالشدة, إلا جيشه؛ لأنه يريد منهم رباطة الجأش. ولكن ما المقصود بالسيف؟ هل هو هذا السيف الحقيقي؟ أي الآلة الحديدية, أو إنَّ كلمة السيف رمزٌ يراد به غير المعنى الموضوع له؟ لا شك أن القرآن الكريم والرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وأهل البيت (عليهم السلام) كانت لهم طريقة معينة في إلقاء الخطابات الشرعية وروايات المستقبل، وتلك الطريقة لا شك أنها اتصفت بالخطاب الذي يتناسب مع أفهام المخاطبين وحدودهم العلمية، وإن كانت هناك في بعض الأحيان إشارات لمفاهيم ومعانٍ علمية مستقبلية أوسع بكثير مما كان يفهمه المخاطبون في عصر النص. ولكن الطريقة العامة والمتعارفة في تلك الخطابات هي أن تكون متناسبة مع المستوى العلمي للمخاطبين. وعلى هذا شواهد عديدة، نذكر منها: عن الإمام الصادق : «ما كلَّم رسول الله  العباد بكنه عقله قطُّ»، وقال: «قال رسول الله : «إنّا معاشر الأنبياء أُمِرْنا أن نُكلِّم الناس علىٰ قدر عقولهم»( ). وقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (لا تحدثوا أمتي من أحاديثي إلا بما تحمله عقولهم) ومن هنا نجد أن الروايات الشريفة ذكرت أسلحة البر والبحر، ولم تذكر سلاح الجو رغم أن المتكلم عالم بما ستؤول إليه حالة الأسلحة وتطورها. ومن هذا القبيل ورد في الصحيح أنّ رجلاً من أهل الشام سأل الإمام الحسن عليه السلام: ... المزیدكم بين المشرق والمغرب؟ فقال: بين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس تنظر إليها حين تطلع من مشرقها وحين تغيب من مغربها. فنحن نعتقد أن الإمام (عليه السلام) –باعتبار عصمته وعلمه اللدني- يعلم مقدار المسافة بالميل أو بالكيلو متر مثلاً وبالدقة، ولكنه (صلوات الله عليه) لم يذكر المسافة إلا بما يفهمه الناس والسائل آنذاك. ومن هنا، يتضح لنا جلياً السبب في تعبير أهل البيت (عليهم السلام) عن سلاح الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بأنه يخرج بالسيف، فما ذاك إلا لأن السيف هو رمز القوة والغلبة على مر العصور. وإلا فتصوروا دهشة وحيرة أصحاب الأئمة (عليهم السلام) في ذلك العصر لو كان أهل البيت (عليهم السلام) أخبروهم بأن المهدي يخرج مثلاً بدبابة من طراز كذا! أو أن عنده مسدس ليزر قدرته كذا! أو أن طائراته أسرع من لمح البصر! وبعبارة واضحة: نحن نعتقد أن الإمام صلوات الله عليه سيظهر بأسلحة أقوى بكثير مما هو معروف اليوم، أسلحة لا تقاوم ما هو موجود اليوم وحسب، وإنما تنتصر عليه أيما انتصار. أما أنه يرجع إلى عصر السيف (بالمعنى الحقيقي) فهو رجوع بالحضارة إلى الوراء، وهو مما لا يتناسب مع عصر العلم الذي سيفجره الإمام (عجل الله تعالى فرجه) بصورة لم يسبق لها مثيل، فقد ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: العلم سبعة وعشرون حرفا فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين، فإذا قام القائم (عليه السلام) أخرج الخمسة والعشرين حرفاً، فبثّها في الناس، وضمّ إليها الحرفين، حتى يبثَّها سبعة وعشرين حرفا. وعن جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام) في قول الله تعالى (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِـيَ الْأَمْرُ) [البقرة 210] قال: ينزل في سبع قباب من نور لا يعلم في أيها هو حين ينزل في ظهر الكوفة، فهذا حين ينزل. وقال أبو جعفر (عليه السلام) إنه نازل في قباب من نور حين ينزل بظهر الكوفة. وهكذا ما قد يقال من إنه عندما يخرج بالسيف فإنه وبإشارة واحدة من سيفه فإنه سيوقف جميع أجهزة الاتصالات، وسيوقف عمل جميع الأسلحة، ولو أطلقت عليه قوة غاشمة صاروخاً، فإنه سيرجعه على المنصة التي انطلق منها بإشارة من سيفه، فكل ذلك هو مجرد تخرصات وكلام مضحك للثكلى وألفاظ لا دليل عليها أبداً، ولا يعني هذا أننا لا نعتقد بامتلاك الإمام (عليه السلام) لتلك القدرة، كلا، بل هو صاحب الولاية التكوينية بلا أدنى ريب، ولكن هذا مما لا دليل عليه ولا داعي له، وهو خروج عن النظام العام للدنيا ولحركة الإمام (عجل الله تعالى فرجه) الذي هو نظام الأسباب والمسببات الطبيعية، وأن العصمة استثناء من هذا النظام. فالأولى إذن والصحيح أن نلتزم بالنتيجة التي انتهينا إليها. وهو ما عليه المحققون من العلماء. قال الشيخ محمد السند: (لا ريب أن الإمام لا يرجع الناس إلى حالة متخلفة، ولا محالة أن تكون أسلحته تبعاً للتطور البشري). وقال الشيخ خليل رزق: (لا بد من حمل السيف على المعنى الرمزي الذي يراد به أي سلاح) إشارة: إذا أبى البعض إلا التمسك بظاهر الروايات الواردة في السيف، فيمكن القول: إن الإمام (عليه السلام) سيظهر بالسيف حقيقة – سيف ذي الفقار- ولكنه يظهر به من باب أنه من المواريث المهمة لديه، للدلالة على ارتباط قيامه المبارك بأمير المؤمنين (عليه السلام) الذي يمثل الإسلام المحمدي الأصيل، فيقوم بأحدث التقنيات، لكنه يرتدي ذلك السيف، وهذا الأمر طبيعي جداً، بل نرى اليوم أن الكثير من الرؤساء من يرتدي شيئاً يمثل ارتباطه بقوميته أو بدينه أو حتى ببلده، رغم امتلاكه أنواع الأسلحة الحربية للقتال. مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام

4