علامات الظهور
السلام عليكم هل يمكننا ان نعد ما يحدث اليوم من خلاف بين الشيعة على انه احد مصاديق الروايات التي تذكر انه يختلف الشيعة و يبرء بعضهم من بعض و يلعن بعضهم بعضا و يتفل بعضهم في وجوه بعض و يشهد بعضهم لبعض بالكفر ، حيث يوجد خلاف واضح بين العلماء و بين اتباع فلان الذين لعلهم يسمون انفسهم باصحاب النهج البرائي و يجهرون بالبراءة و بين اتباع فلان ، حيث نجد ان اصحاب المنهج الاول يكفرون و يلعنون و يسبون من يخافهم و يصفون هذا بالبتري و ذاك بالكافر ، و اصحاب المنهج الثاني المعارضين لهم منهم من يصف اولئك بالضال او المنحرف ، هل هذه احد المصاديق على الخلاف بين الشيعة الذي تحدثت عنه الروايات و الذي لا يُرفع الا بظهور القائم عجل الله فرجه الشريف ؟
بسمه تعالى
الاختلاف الذي سيحصل قبل عصر الظهور والذي سجلته الروايات لن يكون خاصا بين الشيعة فقط بل هو مظهر عام في جميع مناحي الحياة المتاخمة لزمان ظهوره عليه السلام فقد روى النعماني في الغيبة عن الامام الباقر ع ((وسيف قاطع بين العرب ، واختلاف شديد بين الناس ، وتشتت في دينهم وتغير من حالهم))1 وانما جرى التأكيد على الاختلاف الذي سيقع بين الشيعة بالخصوص لان هذه الطائفة الحقة لا يفترض في حقها الاختلاف والتناحر لتوفرها على جامع مشترك فيما بينهم كفيل برفع كل ما من شأنه توليد الشقاق والنزاع وهي ولاية اهل البيت عليهم السلام وكما ورد ذلك في الخطبة المعروفة للزهراء عليها السلام ((وطاعتنا نظاما للملة ، وإمامتنا أمانا من الفرقة)) فيكون الامر تحذيرا وارشادا لتجنبه او حصره في اضيق دوائره حتى لا تتسع مدياته بالشكل الذي يخرجه عن طبيعته العقلائية المعهودة والمقبولة فيما يصح فيه الاختلاف كالذي يقع بين العلماء والفقهاء في المسائل الجزئية والفرعية تبعا لاجتهاداتهم الخاصة وحتما هذا المقدار غير مقصود من الروايات لانه من الظواهر الواضحة في جميع العصور والازمنة وانما الاختلاف المذموم هو الذي يكون ناشئا من مداخلات الجهل او الاختلاف الذي يؤدي الى البراءة والتكفير المتبادل فقد روى الكليني عن الامام الصادق ع :((ما أنتم والبراءة ، يبرء بعضكم من بعض ، إن المؤمنين بعضهم أفضل من بعض وبعضهم أكثر صلاة من بعض وبعضهم أنفذ بصرا من بعض وهي الدرجات))2