السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اكو بعض الروايات يقولون إن الإمام المهدي صلوات الله وسلامه عليه عندما يظهر ويأخذ بالثأر وتعيش الأمة أخوه فيما بينهم وبعدين يقتل(يستشهد ) الإمام عجل الله فرجه الشريف نفس آبائه عليهم السلام هل هذا الشي صحيح ومن هو قاتل الإمام وبعض الروايات تقول عندما يظهر الإمام يقتل الشيطان إذا الشيطان مات من يوسوس للإنسان بأن يرتكب جرائم بحق إمام زمانهم
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جواب سؤالكم الأول:
الراجح أنه (عجّل الله فرجه) يموت مقتولاً للروايات الصريحة في أنهم (عليهم السلام) ما منهم إلّا مقتول أو مسموم، ففي بحار المجلسي عن الإمام الحسن (عليه السلام): والله، لقد عهد إلينا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد علي وفاطمة، ما منا إلّا مسموم أو مقتول.
وأمّا ما ذُكر في إلزام الناصب من أن الإمام سيقتل على يدي امرأة من بني تميم اسمها سعيدة ولها لحية كلحية الرجل ... المزیدفهو ليس رواية ولم تنسب إلى أي إمام من أئمتنا (عليهم السلام).
نعم، هناك روايات تذكر أنه (عجّل الله فرجه) يموت من دون تصريح بأنه يقتل أو يموت حتف أنفه، مثل ما عن تفسير العياشي: فإذا استقر عند المؤمنين أنه الحسين لا يشكون فيه وبلغ عن الحسين الحجة القائم بين أظهر الناس وصدقه المؤمنون بذلك، جاءت الحجة الموت، فيكون الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه وإيلاجه حفرته الحسين (عليه السلام) ولا يلي الوصي إلّا الوصي...
جواب سؤالكم الثاني:
لقد خلق الله تعالى هذا العالم وفق نظام الاختيار الانساني، وهذا الاختيار الانساني أسّس لمسؤولية الانسان عن أفعاله الصادرة عنه، وبالتالي صحّ توجيه التكليف إلى الإنسان، ليحيى من حيّ عن اختياره، وليهلك من هلك كذلك.
وهذا الاختيار الإنساني –وبالتالي التكليف والاختبار- يبقى حتى في زمن ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وبالتالي فإنه حتى لو قلنا بأن عموم المجتمع سيكون مؤمناً، لكن هذا لا ينفي وجود الاختيار الانساني وبالتالي إمكان أنْ يخطيء الإنسان عندما يسيء استغلال إرادته واختياره.
ولذلك نجد بعض الروايات تصرح بأنَّ الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يقضي بين الناس بعلمه، مما يعني وجود اختلاف بين الناس، وهذا نابع من الأهواء.
وهذا يعني إنَّ الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سيعمل على تقليل مقتضيات المعاصي، وتوفير مقتضيات الطاعة على أعلى مستوياتها، ليفسح المجال أمام الإنسان ليفعّل اختياره باتجاه الخير والصلاح، ولكنَّ كل ذلك سيكون وفق النظام العام لهذه الحياة الدنيا، والذي يستبطن ترك الاختيار الإنساني ليأخذ دوره في توجيه دفة حياة الإنسان باتجاه الخير، أي ان الإمام (عجّل الله فرجه) سوف لن يلغي دور النفس الإنسانية وشهواتها وغرائزها، بل سيفسح المجال لها ضمن الظروف الموضوعية المناسبة للنجاح والفلاح، وتبقى الخطوة الأهم والأخيرة هي بيد الإنسان نفسه، فيمكنه أن يختار فعل الخير، كما يمكنه أن يختار الطريق الآخر.
مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام