( 26 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

الفرح للظلم و الجور

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هناك ظاهرة في الآونة الاخيرة ظهرت عند بعض الاشخاص و هو فرحهم للظلم و الجور و القتل الذي يحدث في زماننا الحالي و يتمنون أن يكثر الفساد اكثر و اكثر و يفرحون لكل مصيبة تقع في العالم ، و عندما نسألهم عن سبب فرحهم و بهجتهم يقولون كلما زاد الظلم و الجور و الفساد سيعجل الله سبحانه بظهور الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف ، لذلك نحن نفرح اكثر كلما زاد الظلم و الجور والقتل و الفساد اكثر . هل هذا الفرح للظلم و الجور صحيح ؟


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته هناك مقولة قد يُردِّدها البعض ممَّن يحاول أن يخدع البسطاء من الناس، بأنَّ الروايات ذكرت أنَّ الإمام المهدي لا يظهر إلَّا إذا امتلأت الأرض ظلماً وجوراً، وبالتالي، إذا أردنا أن نُعجِّل بالظهور، فعلينا أن نعمل علىٰ نشـر الفساد عمليّاً، ليتحقَّق السبب المهمُّ للظهور، فعلىٰ الشابِّ أن يرتكب ما يُتاح أمامه من الفواحش، وعلىٰ الشابَّة أن ترمي بالحجاب جانباً، وبالعفَّة علىٰ الجانب الآخر، وسيكونون بذلك من الممهِّدين لدولة الحقِّ المبين! فهل هذه المقولة صحيحة؟! في البداية لا بدَّ أن نضع نُصب أعيننا أنَّ أيَّ مقولة إذا أردنا أن نعرف صحَّتها من سقمها، فعلينا أن نزنها بميزان القرآن الكريم وسُنَّة النبيِّ الأكرم وأهل البيت الطاهرين ، إذ هما المرجع في مثل هذه الأُمور. ووفق هذا المقياس الواضح، نجد التالي: أوَّلاً: أنَّ القرآن الكريم يقول: إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (المائدة: 27). ثانياً: أنَّ الإمام الصادق في ضمن كلامٍ له عن زمن الغيبة الكبرىٰ يقول: «إنَّ لصاحب هذا الأمر غيبة فليتَّق الله عبد وليتمسَّك بدينه»( ). ثالثاً: من الواضح جدّاً أنَّه (لا يُطاع الله من حيث يُعصـىٰ)، إذ العقل يحكم بأنَّ طاعة المولىٰ تكون كما يُحِبُّ هو، لا كما يحلو للعبد ولو كان الفعل مبغوضاً للمولىٰ. ومن هنا ورد عن الإمام الصادق أنَّه قال في رواية: «... قال الله تبارك وتعالىٰ للملائكة: اسجدوا لآدم، فسجدوا له، فأخرج إبليس ما كان في قلبه من الحسد، فأبىٰ أن يسجد، فقال الله ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ، فقال: أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِين [الأعراف: 12]»، قال الصادق : «فأوَّل من قاس إبليس واستكبر، والاستكبار هو أوَّل معصية عُصِـيَ الله بها»، قال: «فقال إبليس: يا ربِّ، اعفني من السجود لآدم وأنا أعبدك عبادةً لم يعبدكها ملك مقرَّب ولا نبيُّ مرسل، فقال الله: لا حاجة لي إلىٰ عبادتك، إنَّما أُريد أن أُعبد من حيث أُريد لا من حيث تريد، فأبىٰ أن يسجد، فقال الله تبارك وتعالىٰ: فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ 34 وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلىٰ يَوْمِ الدِّينِ [الحشر: 34 و35]»( ). ووفق هذه المعطيات، ينكشف بسهولة زيغ وزيف تلك المقولة، وأنَّ هناك أيدٍ خفيَّة تعمل من وراء الكواليس هدفها تمييع القضيَّة المهدوية وتحويلها إلىٰ سبب للفساد والدمار الشامل. فعلىٰ المؤمن أن ينتبه لخدع أبالسة الجنِّ والإنس، ولا يُدخِل يده في جُحر أفعىٰ، فإنَّ اللدغة مميتة. مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام