logo-img
السیاسات و الشروط
حسين حسين ( 20 سنة ) - العراق
منذ سنتين

من هم المقصرين

السلام عليكم عندي سؤال محير، من هم المقصرة؟ وهل من لا يعتقد بأن أهل بيت يخلقون ويرزقون يكون مقصراً؟ وردت أحاديث كثيرة في ذلك.. فهل نحن مقصرة في مقامات أهل البيت عليهم السلام؟ وإذا كانت صفة الخلق ربوبية فكيف عيسى إبن مريم عليه السلام خلق طيراً؟ أتمنى الإجابة.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً وسهلاً بالسائل الكريم المقصرة في لسان أهل البيت (عليهم السلام)، هم: الذين هداهم الله إلى فضل علمنا وأفضى إليهم سرنا فشكوا فينا وأنكروا فضلنا وقالوا: لم يكن الله ليعطيهم سلطانه ومعرفته.. قال المفضل قلت للصادق (عليه السلام) يا مولاي من المقصرة والمرتفعة؟ قال: يا مفضل المقصرة هم الذين هداهم الله إلى فضل علمنا وأفضى إليهم سرنا فشكوا فينا وأنكروا فضلنا وقالوا: لم يكن الله ليعطيهم سلطانه ومعرفته. وأما المرتفعة: هم الذين يرتفعون بمحبتنا وولايتنا أهل البيت وأظهروه يغير حقيقة وليس هم منا ولا نحن منهم ولا أئمتهم أولئك يعذبون بعذاب الأمم الطاغية حتى لا يبقى نوع من العذاب الا وعذبوا به. قال المفضل: يا مولاي أليس قد روينا عنكم أنكم قلتم الغالي نرده إلينا والتالي نلحقه بنا؟ قال: يا مفضل ظننت أن التالي هم المقصرة؟! قال: كذا ظننت يا سيدي، قال: كلا، التالي هم من خيار شيعتنا القائلين بفضلنا المستمسكين بحبل الله وحبلنا الذين يزدادون بفضلنا علماً وإذا ورد على أحدهم خبر قبله وعمل به ولم يشك فيه فإن لم يطقه رده إلينا ولم يرد علينا، فذلك هو التالي.. وأما الغالي فليس، فقد إتخذنا أرباباً من دون الله، وإنما اقتدى بقولنا إذ جعلونا عبيداً مربوبين مرزوقين فقولوا بفضلنا ما شئتم فلن ندركوه.. وإليكم الروايات الشريفة في حق الغلاة.. نذكر بعضاً منها : ١) روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله : « إياكم والغلو ، فإنّما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين» [الطبقات الكبرى | ابن سعد 2 : 180 ـ 181 . والسنن الكبرى | البيهقي 5 : 127]. ٢) روي عن أمير المؤمنين عليه السلام : « بني الكفر على أربع دعائم : الفسق ، والغلو ، والشك ، والشبهة» [اُصول الكافي 2 : 391 | 1]. ٣) وعن أمير المؤمنين عليه السلام : « إياكم والغلو فينا ، قولوا : عبيد مربوبون ، وقولوا في فضلنا ما شئتم » [الخصال : 614 | 10 . وتحف العقول عن آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم | ابن شعبة الحراني : 104 ، المطبعة الحيدرية ـ النجف الاَشرف ط5 . وغرر الحكم : 2740]. ٤) وعن الاِمام الصادق عليه السلام : « قل للغالية توبوا إلى الله ، فانكم فسّاق كفار مشركون » [رجال الكشي : 297 | 527]. ٥) وعن الصادق عليه السلام وقد سأله سدير : إنّ قوماً يزعمون أنكم آلهة ، يتلون بذلك علينا قرآناً ( وَهُوَ الَّذِي في السَّماءِ إلَهٌ وفي الاَرضِ إلَهٌ )؟ فقال عليه السلام : « ياسدير ، سمعي وبصري وبشري ولحمي ودمي وشعري من هؤلاء براء ، وبريء الله منهم ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي ، والله لا يجمعني الله وإياهم يوم القيامة إلاّ وهو ساخط عليهم » [اُصول الكافي 1 : 269 | 6]. ٦) وقال عليه السلام : « احذروا على شبابكم الغلاة لا يفسدونهم ، فان الغلاة شرّ خلق الله ، يصغّرون عظمة الله ويدّعون الربوبية لعباد الله ، والله إنّ الغلاة شرّ من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا» [أمالي الطوسي : 650 | 1349]. أما مسألة نبي الله عيسى (عليه السلام) فإن القرآن الكريم ذاته يشرح الأمر في قوله تعالى : (وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) آية (49) سورة آل عمران.. فتأمل من بداية الآية إلى آخرها.. فقد جاء (عليه السلام) بآيات من الله سبحانه.. وهو مأمور بها.. وكون كل ذلك إنما يكون بإذن الله عز وجل.. ولا توجد استقلالية له (عليه السلام)، كما جاء في الذكر الحكيم : وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120) ... المزید. سورة المائدة ودمتم موفقين.

7