زهراء محمد ( 18 سنة ) - العراق
منذ سنة

الشعور بعدم حب الله لي !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي هو : أحياناً أشعر بأن الله لا يريدني أو لا يحبني.. مع العلم أنا أحبه وأخافه في الكثير من الأمور وأحاول قدر الإمكان أن ألتزم بأوامره.. فلماذا هذا الشعور؟ أرجو الرد وجزاكم الله ألف خير


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب.. إبنتي الكريمة: ١. لغة الحب من أجمل وأروع اللغات في قاموس القرآن الكريم والسنّة النبوية المقدسة والأحاديث الشريفة المروية عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام)، فهناك الكثير من الآيات الكريمة والأخبار الشريفة تحدّثنا عن الحبّ بصوره ونماذجه المختلفة والرائعة. ٢. ومن العلامات التي يجب معرفتها على حب الله تعالى لعبده هي بأن يوفق العبد لذكر الله وطاعته، وأن يراه الله تعالى حيث أمره ويبتعد عمن نهاه من الذنوب والمعاصي وحب الدنيا واهلها، فهذا كله لا يكون إلا بتوفيق وحب من ألله سبحانه وتعالى لعبده.. - فعن رسولنا الأكرم (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: "يا ربّ وددت أن أعلم من تحبّ من عبادك فأحبّه؟ فقال عزّ وجلّ: (إذا رأيت عبدي يكثر ذكري فأنا أذنت له في ذلك وأنا أحبّه، وإذا رأيت عبدي لا يذكرني فأنا حجبته وأنا أبغضته)". - وعن مولانا الإمام الصادق ( عليه السلام) قال: من سره أن يعلم أن الله يحبه فليعمل بطاعة الله وليتبعنا، ألم يسمع قول الله عز وجل لنبيه (صلى الله عليه وآله): (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ).. - وعنه (عليه السلام) قال: "إذا أحبّ الله عبداً ألهمه الطاعة، وألزمه القناعة، وفقّهه في الدين، وقوّاه باليقين، فاكتفى بالكفاف واكتسى بالعفاف، وإذا أبغض الله عبداً حبّب إليه المال، وبسط له، وألهمه دنياه، ووكله إلى هواه، فركب العناد، وبسط الفساد، وظلم العباد". ٣. وأما علامات حب العبد لله سبحانه وتعالى وهي بأن يحب العبد ذكر الله وطاعته ويحب أهل الله ويحب كل شيء يذكره بالله، وأما العكس فهي علامة المبغض لله سبحانه وتعالى. - فعن رسولنا الأكرم (صلى الله عليه وآله) : "علامة حبّ الله تعالى حُب ذكر الله، وعلامة بغض الله تعالى بغض ذكر الله عزّ وجلّ". ٤. عليكم بترديد هذا الدعاء في صلواتكم وغيرها فإنه نافع ومجرب إن شاء الله تعالى: ( اللهم ارزقني حبك وحب كل من أحبك، وحب كل عمل يقربني إلى حبك، واجعل حبك أحب الأشياء إليٌّ بمحمد وآل محمد ). - وعليك بحسن الظن بالله تعالى من أنه يحبك لأنه سبحانه يشتاق إلى المدبرين من خلقه بأن يرجعوا إليه فكيف بالمقبلين عليه، فما أكرمك يارب؟؟ - فقد جاء في الحديث القدسي: ( يا داوودُ ، لَو يَعلَمُ المُدبِرونَ عَنّي كَيفَ انتِظاري لَهُم ، ورِفقي بِهِم ، وشَوقي إلى‏ تَركِ مَعاصيهِم ، لَماتُوا شَوقاً إلَيَّ وتَقَطّعَت أوصالُهُم مِن مَحَبّتي). * وفقنا الله وإياكم لِما يحب ويرضى. * ودُمتم في رعاية الله وحفظه.

1