logo-img
السیاسات و الشروط
ام مريم ( 28 سنة ) - العراق
منذ سنتين

طلب المساعدة

ربما يكون سؤالي غريباً نوعاً ما.. لكن لا يوجد من يريحني في الجواب غير سماعه منكم عسى أن أرتاح.. لدي وسواس قهري، وسوف أموت بسببه.. متزوجة وأم لبنتين (الله يحفظهم).. أنا وأبوهم نحبهم كثيراً بصورة مفرطة.. بحيث وصلت الحالة بي بأنه أقل شيء يصيبهم أموت قهراً وأتأذى كثيراً، وأدعو على نفسي بالموت.. مثلاً : إذا صعدت أحداهن أو كليهما إلى الدرج، أقول لزوجي : قم لهن، لأني لا أستطيع ذلك بسبب وجود رجال، وزوجي كان يأكل فتأخر قليلاً، وأنا تأذيت لتأخره وبكيت لأجل ذلك وتشاجرت معه لأنه تأخر.. وفي كل مرة يحصل ما يشبه هذا الوضع لأبسط الأسباب.. أناجي ربي بأن أتخلص من هذه الحالة.. ماذا أفعل؟


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إبنتي الكريمة.. تشخيصكم للحالة، اختصر لنا الجواب كثيراً.. فها أنتم تقولون بأنكم مصابون بالوسواس القهري.. وهو مرض (وليس حالة طبيعية) كما هو واضح جداً.. فلا حاجة للتشخيص، بل ندخل إلى سبل العلاج بعد التوكل على الله سبحانه.. فنقول : مرض الوسواس القهري (كما يُسمى طبياً) أو كثير الشك أو الوسواسي (كما يُعبر عنه فقهياً).. يمكن علاجه بمراجعة الطبيب المختص الحاذق، واتباع إرشاداته وتعاليمه وأخذ العلاج سواء أكان بصورة عقاقير أم عن طريق الجلسات.. ولقد تعافى الكثير منه كما هو الواقع فعلاً.. ثم إن أي مرض أكان عضوياً أم نفسياً، فإن سرعة التشافي منه تعتمد بنسبة لا بأس بها على ذات الشخص بالإرادة والثقة والعقل والتفكير الصحيح.. ثم السير بخطوات سليمة نحو التخلص منه بأسرع وقت ممكن.. ولا ننسى أن مثل هذا النوع من الأمراض، يكون العلاج منه باتباع طريقين : الطب (لكونه سبباً مأمورين باتباعه).. والطريق الآخر هو العقلي والشرعي.. فعليكم بالاطلاع على ما ورد عن أهل البيت (عليهم السلام) بما يخص هذا الجانب.. وننقل لكم بعض الروايات الشريفة : ورد عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) : « إذا وسوس الشيطان إلى أحدكم فليتعوّذ بالله وليقل آمنت بالله وبرسوله مخلصاً له الدين ».. وورد قول : « هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن وهو بكلّ شيء عليم ».. وعليكم بقراءة هذا الدعاء : « توكّلت على الحيّ الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتّخذ ولداّ ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له وليّ من الذلّ وكبّره تكبيراً ».. وفي الحديث : قال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) : « يا كميل إذا وسوس الشيطان في صدرك فقل : أعوذ بالله القويّ من الشيطان الغوي وأعوذ بمحمّد صلى الله عليه وآله الرضي من شرّ ما قدر وقضي وأعوذ باله الناس من شرّ الجنّة والناس أجمعين ».. وجاء في كتاب أمالي الصدوق: ابن شاذويه، عن محمد الحميري، عن أبيه، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما أن بعث الله عيسى عليه السلام تعرض له الشيطان فوسوسه، فقال عيسى عليه السلام: " سبحان الله ملء سماواته وأرضه، ومداد كلماته، وزنة عرشه، ورضا نفسه " قال: فلما سمع إبليس ذلك ذهب على وجهه لا يملك من نفسه شيئاً حتى وقع في اللجة الخضراء ".. وعن كتاب مكارم الأخلاق : لوسوسة القلب يقول : " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " ويقرأ المعوذتين. وقال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا وسوس الشيطان لاحدكم فليتعوذ بالله، وليقل بلسانه وقلبه " آمنت بالله ورسوله مخلصاً له الدين. وكذلك لضيق القلب: يقرأ سبعة عشر يوماً " ألم نشرح " إلى آخره كل يوم مرتين: مرة بالغدا (الصبح) ، ومرة بالعشاء.. وروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) : لا تعودوا الخبيث من أنفسكم.. وروي عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) : صوم ثلاثة أيام من كل شهر - أربعاء بين خميسين، وصوم شعبان - يذهب بوسواس الصدر، وبلابل القلب.. نسأل الله تعالى أن يرزقكم الأمان والإطمئنان.. وأن يبعد عنكم وساوس الشيطان. ودمتم في رعاية الله وحفظه.

1