حيدر - استراليا
منذ 4 سنوات

افضلية من نام بدل الرسول أو من صاحبه

السلام عليكم لماذا ذكر الله تعالى صحبة الرجل الآخر للرسول بالهجرة في القرآن ولم يذكر نومة علي ابن أبي طالب في نفس القرآن أبدا لا بالتصريح ولا بالتلميح؟ فأيهما أولى عند الله تعالى ؟ الرجل الآخر أم الولي والوصي بعد الرسول ؟ لماذا يضحى رسول الله بالوصي الذى نزلت الرسالة من اجله و يضعه فى مكانه يوم هجرته و فضل ان يكون ابو بكر هو صاحبه فى الهجرة و فضل ان يكون على رضى الله عنه مكانه يفتديه اى انه ينتظر الموت بدل رسول الله صلى الله عليه و سلم و لماذا يضحى رسول الله بالوصى الذى نزلت من اجله الرسالة ؟


الأخ حيدر المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته القول بأن الله تعالى قد ذكر صحبة من صحبه في الغار ولم يذكر نوم علي (عليه السلام) وفدائه لرسول الله (صلى الله عليه وآله) لا نسلم به أبداً ! فقد ورد عند السنة ان قوله تعالى: (( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ )) ، في علي(عليه السلام) حينما نام في فراش النبي (صلى الله عليه وآله) . وقد رجحه الثعلبي في تفسيره بعد ان ذكر الكثير من الأقوال في تفسير هذه الآية الكريمة حتى قال في (2/126) : وقال الثعلبي ورايت في الكتب ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما اراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب بمكة... فامره أن ينام على فراشه (صلى الله عليه وآله).... وأنزل الله على رسوله (صلى الله عليه وآله) وهو متوجه إلى المدينة في شان علي (عليه السلام) ((وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ)) واخرجه الحسكاني في (شواهد التنزيل بعدّة طرق 1/123و 129و130 و131و132).ثم قال: قال ابن عباس: نزلت في علي بن أبي طالب حين هرب النبي (صلى الله عليه وآله) من المشركين إلى الغار مع أبي بكر ونام علي على فراش النبي (صلى الله عليه وآله). وذكره القرطبي بين عدة تفاسير للآية الكريمة فقال في تفسيره (3/21): وقيل نزلت في علي(رض) حين تركه النبي(ص) على فراشه ليلة خرج الى الغار وذكره ابو حيان الاندلسي في تفسيره (البحر المحيط 2/ 127) قال: وقيل: في علي حين خلّفه رسول الله(ص). وذكر ما قاله الثعلبي ابن حجر العسقلاني في (العجاب في بيان الأسباب (1/259) . وقال الآلوسي في تفسيره (2/97): وقال الامامية وبعض منا: انها نزلت في علي كرم الله تعالى وجهه حين استخلفه النبي(ص) على فراشه بمكة لما خرج الى الغار. وذكره ابن عساكر في (تاريخ دمشق 42/67) عن ابن عباس وبسند اخر عن ابن عباس (42/ 68). وذكره ابن الاثير في (اسد الغابة 4/25) والمقريزي في (امتاع الاسماع 1/ 57) وذكره الحلبي في (السيرة الحلبية 2/ 192) ونقل تكذيب ابن تيمية له ورد عليه قوله فقال: ولا مانع من تكرار نزول الآية في حق علي وفي حق المصطفى (ص) وفي حق صهيب, ونزول هذه الآية بمكة لا يخرج سورة البقرة عن كونها مدنية لان الحكم يكون للغالب ثم قال الحلبي في سيرته (3/ 161) وتقدم انه قيل إنها نزلت في علي كرم الله وجهه لما نام على فراشه (ص) ليلة ذهابه إلى الغار. وقد ورد وصح ما يؤيد سبب النزول هذا حيث أخرج الحاكم في (مستدركه 3/4) عن ابن عباس قال: شرى عليٌّ نفسه ولبس ثوب النبي(ص) ثم نام مكانه وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وروى الحاكم بعده عن علي بن الحسين (عليه السلام) قوله: إن أول من شرى نفسه أبتغاء رضوان الله علي بن أبي طالب. وأخرجه السيوطي في (الدر المنثور 3/ 180) وقال: وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس قال: شرى علي نفسه..... ثم قال: وأخرج الحاكم عن علي بن الحسين.... (بما ذكرناه من الحاكم). وأخرجها ابن مردويه في (مناقب علي(ع) ص224) في سبب نزول قوله تعالى: ((وَ مِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ )) عن أبن عباس وعلي بن الحسين وقال عن علي بن الحسين: أول من شرى نفسه ابتغاء مرضات الله عزوجل علي بن أبي طالب.... أما مسألة وجود أبي بكر مع رسول الله (ص) في الغار فقد اختلفت روايات العامة أنفسهم في ذلك حتى نفى البخاري في إحدى رواياته في صحيحه كونه مع النبي (ص) حيث روى أن أبا بكر كان يصلي خلف سالم مولى أبي حذيفة في مسجد قباء مع الصحابة قبل وصول النبي(ص) إلى المدينة راجع البخاري(8/ 115) حيث روى عن ابن عمر قوله: كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي(ص) في مسجد قباء فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة. وقد نص ابن عمر بأن ذلك كان قبل هجرة النبي(ص) فقال كما يروي ذلك البخاري (1/ 170): لما قدم المهاجرون الأولون العصبة موضع بقباء قبل مقدم رسول الله (ص) كان يؤمهم سالم مولى أبي حذيفة وكان أكثرهم قرآناً. ثم إن روايات الهجرة النبوية المباركة تثبت أن النبي (صلى الله عليه وآله) خرج دون علم ابي بكر حتى ذهب أبو بكر إلى بيت النبي (صلى الله عليه وآله) وقد أحاطه المشركون ليقتلوه فوجد عليّاً قد نام في مكان النبي (صلى الله عليه وآله) فدلّه علي(عليه السلام) على مكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) حينها. فقد روى ذلك الإمام أحمد في (مسنده 1/ 331) والحاكم في (مستدركه 3/ 133) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ورواه ابن أبي عاصم في (كتاب السنة ص589) عن ابن عباس قال: وشرى بنفسه لبس ثوب النبي(صلى الله عليه وآله) ونام مكانة فجعل المشركون يرمونه كما كانوا يرمون رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهم يحسبون أنه نبي الله عليه السلام قال فجاء أبو بكر فقال: يا نبي الله! قال: فقال علي: إنّ نبي الله قد ذهب نحو بئر ميمون فبادر (أبو بكر) فاتّبعة فدخل معه الغار ورواه الهيثمي (9/ 120) وقال: رواه أحمد والطبراني في (الكبير والأوسط) باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي بلج الفزاري وهو ثقة وفيه لين. أقول: وثقه كل من ابن معين ومحمد بن سعد والنسائي والدارقطني وقال أبو حاتم: صالح الحديث لا بأس به وقال البخاري: فيه نظر. وأقول : ولكنه يكفيه توثيق هؤلاء الأئمة ورواية شعبة عنه وهو لا يروي الإّ عن ثقة. كما ذكر ذلك الذهبي في (الكاشف 1/42) وابن حجر ايضاً في (تهذيب التهذيب 1/4) و(لسان الميزان 1/15) ونقول بعد هذا كله: لا يمكن بعد هذا أن ياتي شخص ويدعي بأن رسول الله(صلى الله عليه وآله) هو الذي اختار ابا بكر صاحباً له في الهجرة ولا هو من استصحبه، بل إنه (صلى الله عليه وآله) قد هاجر دون ان يعلم ابو بكر بهجرته (صلى الله عليه وآله) بذلك وكان قبل ذلك موقف مهم من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي ذلك الظرف الصعب والحرج لم يقبل عرض أبي بكر الراحلة عليه ورفضها إلا ان يأخذ ثمنها فقبل أبو بكر البيع . ورواية البخاري ايضاً تسجل ان ابا بكر كان قد هاجر مع عمر واصحابه خصوصاً وهو يسميهم ( المهاجرون الأولون) حيث كانوا يصلون خلف سالم في قباء قبل مقدمه (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة! وقد ذكر في الهجرة مع النبي(صلى الله عليه وآله) رجل من كبار السابقين الأولين في الاسلام وهو عامر بن فهيرة وكان حافظاً للقران وقد استشهد فيمن استشهد في بئر معونة فلماذا يغفل الله تعالى ذكره لو كان ثالث ثلاثة كما يروى!!؟ والنبي(صلى الله عليه وآله) حينما استخلف علياً (عليه السلام) في فراشه يعلم جيداً ان لا أحد يجرؤ على هذا الموقف سواه وقد روى السنة أنفسهم ان جبرئيل وميكائيل لم يستطيعا فعل ذلك بعد ان اختبرهما الله تعالى بأن يؤثر احدهما الآخر ويموت قبله. وقالوا : بخ بخ مَن مثلك يا بن أبي طالب؟ ثم ان الله تعالى ذكر خروج النبي (صلى الله عليه وآله) من مكة وعدم نصر الناس له فيما عدا أمير المؤمنين وعامر بن فهيرة إنما كان لأنه مفصل أساسي ورئيسي في تاريخ الاسلام والرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) وتحولٌ مرحليٌ مهم في مسيرة الدعوة الاسلامية المباركة وبدء مرحلة جديدة في الدين والدعوة الى الله تعالى وتطور أحكامه وبناء نواة دولة اسلامية بقيادة الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) وليس لأجل أبي بكر ابداً بل لم يذكر ابو بكر في اية الهجرة بخير ومدح ان سلمنا بهجرته مع النبي (صلى الله عليه وآله) والتحاقه به في الغار. ودمتم في رعاية الله

3