منتصر صباح الحسناوي - ايسلندا
منذ 4 سنوات

حول الأسماء و الألقاب لأميرالمؤمنين عليه السلام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من خلال عملي في مجال تربية النحل ووظيفتي كرئيس لجمعية نحالي النجف الاشرف كان هناك في ذهني اشكال واجهني في سبب تلقيب امير المؤمنين بأمير النحل والاشكال الاهم هو لقب يعسوب التي تارة وردت بلفظ يعسوب الدين واخرى بيعسوب المؤمنين فقد وصف الرسول الكريم (ص) النحلة بالأوصاف الحميدة ومثل المؤمن بها لأنها لا تأكُل إلا طيباً....وهكذا المؤمن لا يدخل إلى قلبهِ إلا ما كان طيباً ولا تضع إلا طيباً.... وهكذا المؤمن لا يخرج إلى العالم منه إلا المفيد وإن وقعت على عودٍ نخر لم تكسره.... وهكذا المؤمن إذا رأى الفاسدين من الناس لم يكن من مقاصدهِ إهلاكهم لأنه يأخذ النافع منهم ويترك الفاسد ويرغب في إصلاحهم. (أخرجه احمد في مسنده, وأبن داود, وابن الأثير في النهاية ج 5 ص29 مادة النحل) وقال الرسول (ص) مثل المؤمن كمثل النحلة إن صاحبته نفعك وإن شاورته نفعك وإن جالسته نفعك وكل شأنه منافع وكذلك النحلة كل شأنها منافع.(سفينة البحار) قال الصادق (عليه السلام) في حديث: (( إنما أنتم في الناس كالنحل في الطير،لو أن الطير تعلم ما في أجواف النحل ما بقى منها شى‏ء إلا أكلته، ولو أن الناس‏علموا ما في أجوافكم أنكم تحبونا أهل البيت،لأكلوكم بألسنتهم ولنحلوكم (نحله القول كمنعه نسبه إليه، ونحل فلانا:سابه وفي بعض النسخ (نجلوكم) بالجيم، وفي القاموس نجل فلانا،ضربه بمقدم رجله وتناجلوا:تنازعوا.هامش اصول الكافى ج 2 ص 218 ذيل الحديث في السر والعلانية،رحم الله عبداً منكم كان على ولايتنا )) (اصول الكافى ج 2 ص 218 والبحار عنه ج 24 ص.112). ومن هنا جاء لقب أمير النحل للإمام علي (ع) وأمير النحل هنا المراد به أمير المؤمنين لأن مثل المؤمنين مثل النحل. وأما لقب يعسوب الدين أو يعسوب المؤمنين المتمثل بقول الرسول صلى الله عليه واله وسلم : (( عَليٌّ يَعسُوبُ المُومِنِينَ )). (أخرجه الديلميّ من حديث الحسن وابن عساكر من حديث سلمان وابن عباس كذا في زيادة الجامع الصغير للسيوطي / فصل في أشياء لم تدخل في الحروف.) وجاء في مجمع البحرين : اليعسوب أمير النحل وكبيرهم وسيدهم تضرب به الأمثال لأنه إذا خرج الأمير كوره تبعه النحل باجمعه، ومعنى الحديث:يلوذون بى كما تلوذ النحل بيعسوبها وهو مقدمها وسيدها.(مجمع البحرين ج 2 ص 121 مادة عسب) وفي معجم المحيط :اليَعسُوبُ مَلِكةُ النّحل وهي أنثى وكان العرب يظنّونها ذكَراً لضخامَتِها/ هو يَعسوبُ قومِهِ، أي رئيسُهم وكبيرهم ومقدّمهم ج يَعَاسيببُ.(معجم المحيط ل أديب اللجمي – شحاذة الخوري : مادة / عسب ) يَعسُوبٌ - ج: يَعَاسِيبُ 1. : حَشَرَةٌ مِن فَصِيلَةِ اليَعسُوبِيَّاتِ، لَهَا أَربَعَةُ أَجنِحَةٍ غِشَائِيَّةٍ، تَعِيشُ قُربَ المِيَاهِ الهَادِئَةِ، تَصطَادُ الحَشَرَاتِ الصَّغِيرَةَ جَوّاً. 2."يَعسُوبُ النَّحلِ" : مَلِكَةُ النَّحلِ. 3."كَانَ يَعسُوبَ قَومِهِ" : أَي رَئِيسَهُم، كَبِيرَهُم، زَعِيمَهُم.(المعجم الغني / الدكتور عبد الغني أبو العزم مادة /(ع س ب)) قال الشارح المعتزلى: هذه كلمة قالها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بلفظين مختلفين،تارة :أنت يعسوب الدين وتارة:أنت يعسوب المؤمنين، والكل راجع إلى معنى واحد،كأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) جعله (عليه السلام) رئيس المؤمنين وسيدهم، أو جعل الدين يتبعه ويقفو أثره حيث سلك،كما يتبع النحل اليعسوب، وهذا نحو قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) :(( وأدر الحق معه كيف دار )) ((شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 19 ص.224) ) قال ابن الجوزى : ويسمى علي (ع) يعسوب المؤمنين،لأن اليعسوب أمير النحل وهو أحزمهم يقف على باب الكوارة كلما مرت به نحلة شم فاها،فإن وجد منها رائحة منكرة علم أنها رعت حشيشة خبيثة،فيقطعها نصفين ويلقيها على باب الكوارة ليتأدب بها غيرها، وكذا علي (عليه السلام) يقف على باب الجنة فيشم أفواه الناس،فمن وجد منه رائحة بغضه ألقاه في النار.(تذكرة الخواص ص.16), هناك عدد من الروايات حول هذه التسمية منها : روي أنه وجد في غار نحل فلم يطيقوا به, فقصده علي عليه السلام وشار منه عسلا كثيرا, فسماه رسول الله صلى الله عليه واله أمير النحل واليعسوب, ويقال : هو يعسوب الآخرة, وهذا في الشرف في أقصى ذروته, واليعسوب ذكر النحل وسيدها ويتبعه سائر النحل( بحار الأنوار - العلامة المجلسي - - ج 35 ص 56 / عن مرتضى علي الباشا/ أمير النحل). وقيل انه عليه السلام كان غزاة فتقوى الكفار عليه وكان لهم نحل كثير فأوحى الله اليه اخرج لنصرة علي بن ابي طالب, فخرج وصار يلسع القوم حتى أهلكهم الله عز وجل ولذلك لقب علية السلام بأمير النحل يعسوب الدين.(نزهة المجالس عن معجم حياة الحيوان عند أهل البيت ص 328) وبعد تتبعي لمعاجم اللغة القديم منها والحديث وكذلك أراء المفسرين وجدت إن إجماعاً يؤكد دلالة لفظ يعسوب على ذكر النحل بوصفه قائداً وأميراً لخلية النحل وهو أمر أتاح لهذه اللفظة أن تتعدى خلية النحل لتطلق على كل من يتمتع بالقيادة والأمارة بيد أني وبعد أن تابعت علمياً منظومة أعمال هذه الخلية بكل تفاصيلها التنظيمية والعلمية وجدت أن نظام مملكة النحل هو نظام اجتماعي مستمد من الوحي الإلهي لأنه ليس للنحل أمير أو سيد والذكور كما ذكر مسبقاً ليس لها عمل يذكر سوى تلقيح الملكات العذارى حتى إنها لا تملك القدرة على التغذية بمفردها لذلك تستعين بالشغالات لتغذيتها وهي لا تملك آله لسع للدفاع عن نفسها, أما الملكة فهي في الواقع أٌم النحل ومسؤولة عن وضع البيض وإفراز الفيرمونات التي تميز الخلية عن غيرها (أعلن Butler سنة 1958 م أن الشغالات تميز وجود الملكة برائحتها )وهي لاتحكم الخلية كما هو شائع فبمجرد الإحساس بكبر سنها أو ضعفها تجبرها النحلات العاملات على وضع البيوض في البيوت الملكية لإستبدالها, أما هجرة النحل فهي بالواقع لا تتبع الملكة فيها إنما تُقاد الملكة من قبل الشغالات. ولا اعلم بعد كل ذلك أصلاً لتلقيب أمير المؤمنين بيعسوب (الدين او المؤمنين)؟ علماً ان هذه ليست اول رسالة ابعثها لحظرتكم ولم يأتيني رد لحد الان فأرجو التوضيح ان امكن ولكم فائق الشكر و التقدير


الأخ منتصر المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لقب أمير المؤمنين (عليه السلام) (يعسوب الدين) بحسب ما يفهمه العرف من معنى اليعسوب، وهذا التركيب له دلالة بلاغية أكثر مما له دلالة واقعية، فالمعروف أن اليعسوب هو أمير النحل أو قائدها، والعرب لا يعرفون لليعسوب معنى آخر، أما وظيفة اليعسوب في الخلية ودوره من وجهة نظر العلم الحديث فأمر غير منظور له ولا معول عليه عرفاً. والنكتة البلاغية في تلقيب أمير المؤمنين (عليه السلام) باليعسوب، أن اليعسوب يكون دائماً متبوعاً من قبل سائر النحل، وليس في الخلية إلا يعسوب واحد، وهكذا فأمير المؤمنين (عليه السلام) واجب الاتباع من قبل المؤمنين لأنه أميرهم، ولا ينبغي للمؤمنين ولا للدين من أمير غيره (عليه السلام)، فإمام الناس واحد ومرجع الدين واحد. ودمتم في رعاية الله

1