logo-img
السیاسات و الشروط
هادي محمد - الكويت
منذ 5 سنوات

صحة الاسانيد لخطبة البيان

هل لخطبة البيان والطتنجية سند ؟ واذا كان لها سند الا تفيد الغلو ؟ شكراً لمساعيكم .


الأخ هادي محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كثيراً ما يتسائل عن خطبة البيان والخطبة الطتنجيّة سنداً ودلالة .. بل كل ما هناك من ألفاظ وصفات إلهية نسبت للمعصومين (عليهم السلام) مما تفيد الغلو, بل الشرك والكفر لو أريد منها معانيها الظاهرية أمثال قولهم (عليهم السلام) : نحن الأول, و الآخر, والظاهر, والباطن وإلى غير ذلك. فنقول وبالله التوفيق وعليه التوكل : أن الامة المحمّدية على سيدها الآف السلام والتحية قد خصّت من دون الأمم بفضيلة الإسناد و ففضلت على سائر الشرائع بنعمة الاستناد والاتصال بالمعصومين (عليهم السلام) بالرجال الثقاة والممدوحين .. وعليه فكل خبر مالم يكن مسنداً متصلاً لا قيمة له ولا حجيّة من أي أحد صدر و لأي شخص نسب, وما أرسل منه أو رفع أو وقف له أحكامه الخاصة به مذكورة في محلها .. وعليه : أولاً : لم يذكر لأمثال هذه الخطب سنداً معتبراً, بل قد نجده أرسل - بالمعنى الأعم - مع أنا نجد غالب كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام) وخطبه مسندة في مواطن و إن كانت مرسلة في النهج وغيره . ثانياً : صرف وجود خطبة أو رواية في كتاب - مهما كان - لا يكفي على مذهب الإمامية للحجيّة مالم يقرن بقرائن خاصة مذكورة في محلها .. وهذا ما يسمى بـ : الوجادة .. التي لا حجيّة فيها ولا سندية لها في نفسها. ثالثاً : إن إعراض الأعلام - وخصوصاً مشايخنا العظام - موهن للخبر, بل قد يسقطه عن الحجيّة, خصوصاً وهو في مرأى ومسمع منهم .. وأيضاً عدم وجوده في كتب الأصول (الأم) عند الطائفة وعدم درجه فيها مضعّف له . رابعاً : وجود طائفة كبيرة من أخبار العرض ( الأخبار العلاجية ) وما ورد عنهم (عليهم السلام) مستفيضاً من قولهم عن الحديث ( ما خالف كتاب الله ) فهو : زخرف : لم نقله, وأضربه عرض الجدار, و.. وهي أحاديث لاتحصى كثرةً كما لنا أحاديث جمّة في إسقاط كل حديث خالف العقول أو لزم منه الشرك والكفر .. إلاّ إذا أمكن تأويله أو حمله على محمل صحيح .. هذا بشكل عام, و هي فائدة تنفع في موارد متعددة ومقامات أخرى . وأمّا ما يخص المقام فنقول : أولاً : لقد نسب للسيد الخوئي (قدس سره) في خصوص خطبة البيان كون ألفاظها ركيكة .. وأنها ليست بعربية فصيحة .. وأنّها مخالفة للسان أهل البيت (عليهم السلام) .. وهو كلام إنّما يتم عند أهل الفن خاصة .. وفيه مجالٌ للرّد والإبرام .. خصوصاً مع كون حديثنا صعب مستصعب .. وقولهم (عليهم السلام) : ردّوه إلينا .. كما ويخشى من تعميمه في مواطن أخرى من غير من هو أهل لذلك. ثانياً : وجود روايات صريحة صحيحة كثيرة مقابل هذه الأخبار الشاذة النادرة, وهذا كاف لإسقاطها عن الحجيّة . ثالثاً : إنها مخالفة للعقل, ولا يمكن القول بظاهرها من موحد .. إلى غير ذلك من الوجوه الكثيرة التي لاغرض لنا هنا باحصاءها, إذ لا نجد ثمة ضرورة في ذلك . والحاصل, أن عمدة الإشكال هنا أنهم مع قوله سبحانه وتعالى: (( وانه هو أضحك وأبكى * وأنه هو أمات وأحيا ... المزید )) (النجم:43-44), وقوله عزّ من قائل : (( هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء قدير )) (الحديد:3) ، وقوله : (( إذ قال إبراهيم ربي الذي يحي ويميت )) (البقرة:257).. وغيرها, مثلاً وما أكثرها .. فكيف يرد التعبير عنهم (عليهم السلام) أمثال هذه الألفاظ التي يستشم منها الغلو والكفر .. والعياذ بالله . ولب الجواب عليه ـ فضلاً عمّا سلف ـ هو أنه وردت في كتبنا روايات كثيرة عنهم (عليهم السلام) صحيحة عندما ذكروا هذه الألفاظ فيها فسّروها لنا وقالوا نقصد منها كذا, فلو فسّرت بغير هذا من أي كان أو أخذ بظواهرها .. لكان رداً عليهم (عليهم السلام), ولابد من الأخذ بتأويلهم وبما فسّروه وإلاّ لكان باطلاً لم يقصدوه ولايريدوه .. بل تقوّل عليهم وافتراء .. مثال ذلك: أ- قوله (صلّى الله عليه وآله) كما في (بحار الأنوار: 16/120) عن كشف الغمة : 4: أنه قال ( صلّى الله عليه وآله ) : ( أنا الأول والآخر) ثم فسره بقوله : ( أوّل في النبوة وآخر في البعثة .. ). ب- ما جاء في (المناقب لابن شهر آشوب : 1/512) وحكاه عنه في (بحار الأنوار : 39/347) حيث عدّ مجموعة من الصفات ثم فسّرها (عليه السلام) . سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) كيف أصبحت ؟ فقال : ( أصبحت وأنا الصديق الأول (الأكبر), والفاروق الأعظم, وأنا وصي خير البشر, وأنا الأول وأنا الآخر, وأنا الباطن وأنا الظاهر, وأنا بكل شيء عليم, وأنا عين الله, وأنا جنب الله, وأنا أمين الله على المرسلين, بنا عبد الله, ونحن خزان الله في أرضه وسمائه, وأنا أحيي, وأنا أميت وأنا حي لا أموت ..). فتعجب الإعرابي من قوله, فقال (عليه السلام) : (أنا الأول ؛ أول من آمن برسول الله (صلى الله عليه وآله), وأنا الآخر ؛ آخر من نظر فيه لمّا كان في لحده, وأنا الظاهر ؛ ظاهر الإسلام, وأنا الباطن ؛ بطين من العلم, وأنا بكل شيء عليم ؛ فإني عليم بكل شيء أخبر الله به نبيّه فأخبرني به, فأما عين الله ؛ فأنا عينه على المؤمنين والكفرة, وأما جنب الله ؛ فأن تقول نفس : يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله .. ومن فرّط فيّ فقد فرّط في الله, ولم يجز لنبي نبوة حتى يأخذ خاتماً من محمّد (صلى الله عليه وآله) فلذلك سمّي خاتم النبيين سيد النبيين وأنا سيد الوصيين, وأما خزان الله في أرضه ؛ فقد علمنا ما علمّنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقول صادق . وأنا أحيي ؛ أحيي سنة رسول الله . وأنا أميت ؛ أميت البدعة . وأنا حي لا أموت .. لقوله تعالى : (( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون .. )) ) . ج ـ ما جاء في (الاختصاص للشيخ المفيد ( رحمه الله ) 163): روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان قاعداً في المسجد وعنده جماعة (من أصحابه), فقالوا له : حدثنا يا أمير المؤمنين .. فقال لهم : ويحكم أن كلامي صعب مستصعب, لايعقله إلاّ العالمون . قالوا : لابد من أن تحدثنا . قال : قوموا بنا فدخل الدار فقال : أنا الذي علوت فقهرت ..., أنا الذي أحيي وأميت, أنا الأول والآخر والظاهر والباطن .. ؟ فغضبوا وقالوا : كفر !! وقاموا, فقال علي (عليه السلام) للباب: يا باب استمسك عليهم ! فاستمسك عليهم الباب . فقال : ألم أقل لكم إن كلامي صعب مستصعب لا يعقله إلاّ العالمون ؟! تعالوا أفسر لكم, أما قولي : أنا الذي علوت فقهرت, فأنا الذي علوتكم بهذا السيف فقهرتكم حتى أمنتم بالله ورسوله . وأما قولي : أنا أحيي وأميت ؛ فأنا أحيي السنة وأميت البدعة . أما قولي : أنا الأول ؛ فأنا أول من آمن بالله وأسلم وأما قولي : أنا الآخر ؛ فأنا آخر من سجّى على النبي (صلى الله عليه وآله) ثوبه ودفنه . وأما قولي : أنا الظاهر والباطن, فأنا عندي علم الظاهر والباطن . قالوا : فرجت عنا فرّج الله عنك . وحكاه عنه في (بحار الأنوار : 42/189 ح 8 و 53/68 ح 65) . د ـ ما جاء في رجال الكشي ( اختيار معرفة الرجال : 138) مسنداً عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : (أنا وجه الله .. و أنا جنب الله, وأنا الأول وأنا الآخر, وأنا الظاهر, وأنا الباطن, وأنا وارث الأرض, وأنا سبيل الله وبه عزمت عليه ... ) قال الراوي ( معروف بن خربوذ ) : ولها تفسير غير ما يذهب فيها أهل الغلو ... وعلق عليه في (بحار الأنوار : 39/349) قوله : وبه عزمت عليه .. أي بالله أقسمت على الله عند سؤال الحوائج عنه ... ودمتم في رعاية الله

2