طلب نصيحة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إبنتي الغالية.. سؤالكم يمكن تلخيصه بعبارة واحدة، وهي : (كيف أعيش بصورة صحيحة).. وللإجابة عن ذلك.. ننصحكم بما هو آتٍ : ١) العمل بالواجبات وتجنب المحرمات.. فإن بذلك عيش كريم في الدنيا، وفوز في الآخرة. يقول تعالى : {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.. ٢) تجنب الخوض في فضول الكلام مما لا يقدم ولا يؤخر، وليس فيه منفعة دنيوية ولا أُخروية.. وعدم سماع الكلام المحرم من الغيبة والنميمة وغير ذلك. يقول تعالى : {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ}.. ٣) تقوية النفس على الطاعة، وجعلها صلبة في ذات الله.. فلا أهتم للذين يستهزءون أو ينتقصون من إلتزامي وطاعتي لربي سبحانه.. يقول تعالى : {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95)}.. فالذي يلتزم بما يأمره الله به، ويمشي على سراطه المستقيم، فإن الله سبحانه هو يكفيه مؤنة المستهزئ.. ٤) عدم الإعتزال مطلقاً، وعدم الإختلاط المطلق.. إنما يكون التعامل مع الناس أمر بين أمرين.. فلا إفراط ولا تفريط في التعاطي معهم.. روي عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) : (خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ).. وهذه صفات تكون فيمن نصح لله وتجنب محارم الله وأدى طاعته، ولا يخاف في الله لومة لائم. ٥) أما الخوف من المستقبل.. فهذا أمر مرفوض جملةً وتفصيلاً.. فعلى الإنسان التوكل على الله والدعاء له والتوسل به، وتلاوة القرآن الكريم.. يقول تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).. وفقكم الله لكل خير.. ودمتم في رعاية الله وحفظه.