وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إبنتي الكريمة..
ننقل لكم بعض من مناقبه عليه السلام :
عن المناقب قال له رجل من أهل الكتاب أنت بقر قال لا أنا باقر قال أنت إبن الطباخة قال ذاك حرفتها قال أنت إبن السوداء الزنجية البذية قال إن كنت صدقت غفر الله لها وإن كنت كذبت غفر الله لك..
وأما التسليم لأمر الله روى أبو نعيم في الحلية بسنده قال محمد بن علي ندعوا الله فيما نحب فإذا وقع الذي نكره لم نخالف الله عز وجل فيما أحب..
وفي الجود والسخاء قال المفيد في الإرشاد : كان في الخاصة والعامة مشهور الكرم في الكافة معروفاً بالتفضل والإحسان مع كثرة عياله وتوسط حاله..
حدثني الشريف أبو محمد الحسن بن محمد حدثني جدي حدثنا أبو نصر حدثني محمد بن الحسين حدثنا اسود بن عامر حدثنا حنان بن علي عن الحسن بن كثير : شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) الحاجة وجفاء الإخوان فقال بئس الأخ أخاً يرعاك غنياً ويقطعك فقيراً ثم أمر غلامه فأخرج كيساً فيه سبعمائة درهم وقال استنفق هذه فإذا نفذت فاعلمني..
قال وقد روى محمد بن الحسين : حدثنا عبد الله بن الزبير قال حدثونا عن عمرو بن دينار وعبد الله بن عبيد بن عمير انهما قالا : ما لقينا أبا جعفر محمد بن علي إلا وحمل إلينا النفقة والصلة والكسوة ويقول هذه معدة لكم قبل أن تلقوني .
قال وروى أبو نعيم النخعي عن معاوية بن هشام عن سليمان بن دمدم كان أبو جعفر محمد بن علي يجيزنا بالخمسمائة درهم إلى الستمائة إلى الألف درهم وكان لا يمل من صلة اخوانه وقاصديه ومؤمليه وراجيه (اه) الإرشاد..
وفي مطالب السؤول عن الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في معالم العترة عن سلمى مولاة أبي جعفر (عليه السلام) قالت كان يدخل عليه إخوانه فلا يخرجون من عنده حتى يطعمهم الطعام الطيب ويلبسهم الثياب الحسنة ويهب لهم الدراهم فأقول له في بعض ما يصنع فيقول يا سلمى ما يؤمل في الدنيا بعد المعارف والاخوان وفي رواية مطالب السؤول فأقول له في ذلك ليقل منه فيقول يا سلمى ما حسنت الدنيا إلا صلة الاخوان والمعارف .
وفي كثرة الصدقات روى الصدوق في ثواب الأعمال بسنده عن أبي عبد الله (عليه السلام) : كان أبي أقل أهل بيته مالا وأعظمهم مؤونة وكان يتصدق كل جمعة بدينار وكان يقول الصدقة يوم الجمعة تضاعف كفضل يوم الجمعة على غيره من الأيام .
وفي الهيبة في القلوب عن المناقب عن أبي حمزة الثمالي في خبر لما كانت السنة التي حج فيها أبو جعفر محمد بن علي (عليه السلام) ولقيه هشام بن عبد الملك اقبل الناس ينثالون عليه فقال عكرمة من هذا عليه سيماء زهرة العلم لأجربنه فلما مثل بين يديه ارتعدت فرائصه وأسقط في يده وقال يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقد جلست مجالس كثيرة بين يدي ابن عباس
وغيره فما أدركني ما أدركني آنفا فقال له أبو جعفر (عليه السلام) ويلك يا عبيد أهل الشام انك بين يدي بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه.
قال : ابن شهر اشوب في المناقب : كان أصدق الناس لهجة وأحسنهم بهجة وأبذلهم مهجة ، وكان أقلّ أهل بيته مالاً وأعظمهم مؤونة ، وكان يتصدّق كلّ جمعة بدينار ، وكان يقول الصدقة يوم الجمعة تضاعف لفضل يوم الجمعة على غيره من الأيّام ، وكان إذا أحزنه أمر جمع النساء والصبيان ثمّ دعا فأمنوا ، وكان كثير الذّكر ، كان يمشي وإنّه ليذكر الله ويأكل الطعام وإنّه ليذكر الله ، ولقد كان يحدث القوم وما يشغله عن ذكر الله ، وكان يجمع ولده فيأمرهم بالذكر حتّى تطلع الشمس ، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منهم ومن كان لا يقرأ منهم أمره بالذكر ، ويأتي قول المفيد : وكان ظاهر الجود في الخاصّة والعامّة مشهور الكرم في الكافّة ، معروفاً بالتفضّل والإحسان مع كثرة عياله وتوسّط حاله ، ويأتي عن سليمان بن دمدم أنّه عليه السلام كان يجيز بالخمسمائة درهم إلى الستمائة إلى الألف ، وكان لا يمل من صلة إخوانه وقاصديه ومؤمليه وراجيه ، وكان إذا ضحك قال : « اللـهم لا تمقتني ».
وقال الأبي في كتاب نثر الدرر : كان إذا رأى مبتلى أخفى الإستعاذة ، وكان لا يسمع من داره يا سائل بورك فيك ولا يا سائل خذ هذا وكان يقول : « سمّوهم بأحسن أسمائهم ». ( كتاب في رحاب أئمّة أهل البيت سيرة الباقر : [ ص ٦ ].)
وحينما يذكر أبو نعيم في كتابه الحلية الإمام يصفه بهذا النعت : الحاضر الذاكر الخاشع الصابر أبو جعفر محمّد بن علي الباقر. (بحار الأنوار : [ ج ٤٦ ، ص ۲۸۹ ] نقلاً عن حلية الأولياء : [ ج ۳ ص ۱۸۰ ].)
وكان من شدّة خشوعه ما يذكره « أفلح » مولى أبي جعفر أنّه قال : خرجت مع محمّد بن علي حاجّاً فلمّا دخل المسجد نظر إلى البيت فبكى حتّى علا صوته ، فقلت : بأبي أنت وأمّي إنّ الناس ينظرون إليك فلو رفعت بصوتك قليلاً (۳) ، فقال لي : « ويحك يا أفلح ولم لا أبكي لعلّ الله تعالى أن ينظر إليّ منه برحمة فأفوز بها عنده غداً » ، قال ـ أفلح ـ ثمّ طاف بالبيت ثمّ جاء حتّى ركع عند المقام فرفع رأسه مـن سجوده فإذا موضع سجوده مبتل من كثرة دموع عينه ويضيف أفلح قائلاً : كان إذا ضحك قال : « اللهم لا تمقتني ».
ودمتم موفقين.