um alhassan ( 46 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

نبي الله سليمان (ع) والهدهد

هل حج نبي الله سليمان ع الى بيت الله الحرام في مكة وعندها حدثت قصة الهدهد مع مملكة سبأ ؟؟وهل كان الهدهد يبحث عن الماء لغرض الصلاة ام ان الصلاة في ذلك الزمان كانت عبارة عن دعاء ؟؟


ورد هذا المعنى في بعض التفاسير والكتب التاريخية مثل بحار الانوار ، قال الثعلبي في تفسيره: قالت العلماء بسير الأنبياء: إن نبي الله سليمان عليه السلام لما فرغ من بناء بيت المقدس عزم على الخروج إلى أرض الحرم فتجهز للمسير واستصحب من الجن والإنس والشياطين والطير والوحوش ما بلغ معسكره مائة فرسخ، فأمر الريح الرخاء فحملتهم، فلما وافى الحرم أقام به ما شاء الله أن يقيم، فكان ينحر كل يوم طول مقامه بمكة خمسة آلاف بدنة، وخمسة آلاف ثور، وعشرين ألف شاة، وقال لمن حضر من أشراف قومه: إن هذا مكان يخرج منه نبي عربي صفته كذا وكذا يعطى النصر على جميع من ناواه، (3) ويبلغ هيبته مسيرة شهر، القريب والبعيد عنده في الحق سواء، لا تأخذه في الله لومة لائم، قالوا: فبأي دين يدين يا نبي الله؟ قال: بدين الحنيفية فطوبى لمن أدركه وآمن به وصدقه، قالوا: فكم بيننا وبين خروجه يا نبي الله؟ قال: ذهاب ألف عام، فليبلغ الشاهد منكم الغائب، فإنه سيد الأنبياء وخاتم الرسل، وإن اسمه لمثبت في زبر الأنبياء، قالوا: فأقام بمكة حتى قضى نسكه، ثم أحب أن يسير إلى أرض اليمن فخرج من مكة صباحا وسار نحو اليمن يوم نجم سهيل، فوافى صنعاء وقت الزوال وذلك مسيرة شهر، فرأى أرض حسنة تزهر خضرتها فأحب النزول بها ليصلي ويتغدى فطلبوا الماء فلم يجدوا، وكان دليله على الماء الهدهد، كان يرى الماء من تحت الأرض فينقر الأرض فيعرف موضع الماء وبعده، ثم تجئ الشياطين فيسلخونه كما يسلخ الاهاب،ثم يستخرجون الماء، قالوا: فلما نزل قال الهدهد: إن سليمان عليه السلام قد اشتغل بالنزول فارتفع نحو السماء فانظر إلى عرض الدنيا وطولها، ففعل ذلك ونظر يمينا وشمالا، فرأى بستانا لبلقيس فمال إلى الخضرة فوقع فيه فإذا هو بهدهد فهبط عليه، وكان اسم هدهد سليمان يعفور، واسم هدهد اليمن عنقير، فقال عنقير ليعفور: من أين أقبلت وأين تريد؟ قال: أقبلت من الشام مع صاحبي سليمان ابن داود، قال: ومن سليمان بن داود؟ قال: ملك الجن والإنس والطير والوحوش والشياطين والرياح، فمن أين أنت؟ قال: أنا من هذه البلاد، قال: ومن ملكها؟ قال: امرأة يقال لها بلقيس، وإن لصاحبكم سليمان ملكا عظيما، وليس ملك بلقيس دونه، فإنها ملكة اليمن كلها، وتحت يدها اثني عشر ألف قائد، تحت كل قائد مائة ألف مقاتل فهل أنت منطلق معي حتى تنظر إلى ملكها؟ قال: أخاف أن يتفقدني سليمان في وقت الصلاة إذا احتاج إلى الماء، قال الهدهد اليماني: إن صاحبك ليسره أن تأتيه بخبر هذه الملكة، فانطلق معه ونظر إلى بلقيس وملكها وما رجع إلى سليمان عليه السلام إلا وقت العصر فلما طلبه سليمان عليه السلام فلم يجده دعا عريف (2) الطيور وهو النسر فسأله عنه، فقال: ما أدري أين هو؟ وما أرسلته مكانا، ثم دعا بالعقاب فقال: علي بالهدهد، فارتفع فإذا هو بالهدهد مقبلا فانقض (3) نحوه، فناشده الهدهد بحق الله الذي قواك وأغلبك علي إلا رحمتني ولم تتعرض لي بسوء، قال: فولى عنه العقاب وقال له: ويلك ثكلتك أمك إن نبي الله حلف أن يعذبك أو يذبحك، ثم طارا متوجهين نحو سليمان فلما انتهى إلى المعسكر تلقته النسر والطير فقالوا: توعدك نبي الله، فقال الهدهد: أو ما استثنى نبي الله؟ فقالوا: بلى " أو ليأتيني بسلطان مبين " (4) فلما أتيا سليمان وهو قاعد على كرسيه قال العقاب: قد أتيتك به يا نبي الله، فلما قرب الهدهد منه رفع رأسه وأرخى ذنبه وجناحيه يجرهما على الأرض تواضعا لسليمان، فأخذ برأسه فمده إليه، فقال: أين كنت؟ فقال: يا نبي الله اذكر وقوفك بين يدي الله تعالى، فلما سمع ذلك سليمان عليه السلام ارتعد وعفا عنه ،ثم قص عليه نبأ بلقيس.

1