جعفر ( 23 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

صفة الجنة والدنيا في الروايات

السلام عليكم كيف يصف اهل البيت ( عليهم السلام ) الدنيا والجنة ؟


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في برنامجكم المجيب النصوص في وصف الجنة والدنيا كثيرة لا يمكن ان نحصيها في رسالة سواء من القران الكريم او من الروايات الشريفة ونذكر لكم بعض ما ورد عن اهل بيت العصمة عليهم السلام. ونهج البلاغة فيه الكثير من الاوصاف العظيمة للدنيا والجنة نذكر لكم شيئا منها ونبين بعض الخطب ونذكر لكم بعض الروايات الشريفة أيضا. من كلام امير المؤمنين عليه السلام في خطبة من خطبه وهي الخطبة 28 في وصف إدبار الدنيا قال عليه السلام: ((أما بعد فإن الدنيا قد أدبرت وآذنت بوداع وإن الآخرة قد أشرفت باطلاع ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق، والسبقة الجنة، والغاية النار، أفلا تائب من خطيئته قبل منيته ؟ ألا عامل لنفسه قبل يوم بؤسه؟ ألا وإنكم في أيام أمل من ورائه أجل، فمن عمل في أيام أمله قبل حضور أجله نفعه عمله، ولم يضرره أجله، ومن قصر في أيام أمله قبل حضور أجله فقد خسر عمله، وضره أجله، ألا فاعملوا في الرغبة كما تعملون في الرهبة، ألا وإني لم أر كالجنة نام طالبها، ولا كالنار نام هاربها، ألا وإنه من لا ينفعه الحق يضرره الباطل، ومن لم يستقم به الهدى يجر به الضلال إلى الردى، ألا وإنكم قد أمرتم بالظعن، ودللتم على الزاد، وإن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل، تزودوا من الدنيا ما تحرزون أنفسكم به غدا. ونهج البلاغة يفيض بلاغة وفيه الكثير من الخطب في الدنيا والجنة ونذكر لكم بعض ما ورد من خطبه في الدنيا: 1- خطبة 42 ومن كلام له في اتباع الهوى وفي ادبار الدنيا وكلام في الأناة بالحرب مع لزوم الاستعداد. 2- خطبة 45 ومن خطبة له في تعظيم الله وتصغير الدنيا. 3- خطبة 52 ومن خطبة له في الدنيا. 4- خطبة 62 ومن خطبة له في الدنيا. 5- خطبة 99 ومن خطبة له في وصف الدنيا. 6- خطبة 111 ومن خطبة له في وصف الدنيا. 7- خطبة 112 ومن خطبة له في التحذير من الدنيا. 8- خطبة 86 ومن خطبة له في صفة الجنة والحث على العمل. قال الصادق (ع) : مَن أصبح وأمسى والدنيا أكبر همّه ، جعل الله تعالى الفقر بين عينيه ، وشتّت أمره ، ولم ينل من الدنيا إلاّ ما قسم له ، ومَن أصبح وأمسى والآخرة أكبر همّه ، جعل الله تعالى الغنى في قلبه وجمع له أمره (الكافي، الكليني، ج2/ص319.) قال الباقر (ع) : مَثَل الحريص على الدنيا كمثل دودة القزّ ، كلّما ازدادت من القزّ على نفسها لفاّ ، كان أبعد لها من الخروج حتى تموت غمّاً . (الكافي، ج2/ص316.) قال الصادق (ع) : مَن تعلّق قلبه بالدّنيا تعلّق قلبه بثلاث خصال : همّ لا يغني ، وأمل لا يُدرك ، ورجاء لا يُنال.(الكافي، ج2/ص320.) عن جابر قال : دخلت على الباقر (ع) فقال : يا جابر !..والله إني لمحزون وإني لمشغول القلب ، قلت : جعلت فداك !..وما شغلك وما حزن قلبك ؟.. فقال : يا جابر !..إنه مَن دخل قلبه صافي خالص دين الله ، شغل قلبه عمّا سواه . يا جابر !.. ما الدنيا وما عسى أن تكون الدنيا ؟!..هل هي إلا طعام أكلته ، أو ثوب لبسته ، أو امرأة أصبتها ؟.. يا جابر !..إنّ المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا ببقائهم فيها ، ولم يأمنوا قدومهم الآخرة . يا جابر !..الآخرة دار قرار والدنيا دار فناء وزوال ، ولكنّ أهل الدنيا أهل غفلة ، وكأنّ المؤمنين هم الفقهاء أهل فكرة وعبرة ، لم يصمّهم عن ذكر الله ما سمعوا بآذانهم ، ولم يُعمهم عن ذكر الله ما رأوا من الزينة ، ففازوا بثواب الآخرة كما فازوا بذلك العلم . واعلم يا جابر !..أنّ أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤنة ، وأكثرهم لك معونة ، تذكر فيعينونك ، وإن نسيت ذكّروك ، قوّالون بأمر الله ، قوّامون على أمر الله ، قطعوا محبّتهم بمحبّة ربهم ، ووحشوا الدنيا لطاعة مليكهم ، ونظروا إلى الله تعالى وإلى محبّته بقلوبهم ، وعلموا أنّ ذلك هو المنظور إليه لعظيم شأنه ، فأنزل الدنيا كمنزلٍ نزلته ثم ارتحلت عنه ، أو كمال وجدته في منامك واستيقظت وليس معك منه شيء . إني إنما ضربت لك هذا مثلا لأنها عند أهل اللبّ والعلم بالله كفيئ الظلال. يا جابر !..فاحفظ ما استرعاك الله من دينه وحكمته ، ولا تسألنّ عمّا لك عنده إلا ما له عند نفسك ، فإن تكن الدنيا على غير ما وصفت لك ، فتحوّل إلى دار المستعتب ، فلعمري لربَّ حريص على أمر قد شُقي به حين أتاه ، ولربّ كاره لأمرٍ قد سعد به حين أتاه ، وذلك قول الله تعالى : { وليمحّص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين } (الكافي ج2/ص132) اما ما ورد في الجنة ورد عن الامام الصادق عليه السلام قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله عليه وآله وسلم:‏ لَمَّا أُسْرِيَ‏ بِي‏ إِلَى‏ السَّمَاءِ دَخَلْتُ‏ الْجَنَّةَ، فَرَأَيْتُ‏ فِيهَا قَيْعَانَ‏ تفق [يَقَقٍ‏] - وَرَأَيْتُ فِيهَا مَلَائِكَةً يَبْنُونَ لَبِنَةً مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةً مِنْ فِضَّةٍ - وَرُبَّمَا أَمْسَكُوا، فَقُلْتُ لَهُمْ: مَا لَكُمْ رُبَّمَا بَنَيْتُمْ، وَرُبَّمَا أَمْسَكْتُمْ؟ فَقَالُوا: حَتَّى تَجِيئَنَا النَّفَقَةُ، فَقُلْتُ: وَمَا نَفَقَتُكُمْ؟ فَقَالُوا: قَوْلُ الْمُؤْمِنِ فِي الدُّنْيَا سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، فَإِذَا قَالَ بَنَيْنَا وَإِذَا أَمْسَكَ أَمْسَكْنَا.[ القمي، تفسير القمي، ج 1، ص 21.] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ آبَائِهِ عليهم السلام قَالَ: قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام:‏ طُوبَى شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ أَصْلُهَا فِي دَارِ النَّبِيِّ صلی الله عليه وآله وسلم، وَلَيْسَ مِنْ مُؤْمِنٍ إِلَّا وَفِي دَارِهِ غُصْنٌ‏ مِنْهَا لَا تَخْطُرُ عَلَى قَلْبِهِ شَهْوَةُ شَيْ‏ءٍ إِلَّا أَتَاهُ بِهِ ذَلِكَ الْغُصْنُ، وَلَوْ أَنَّ رَاكِباً مُجِدّاً سَارَ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ عَامٍ مَا خَرَجَ مِنْهَا، وَلَوْ طَارَ مِنْ أَسْفَلِهَا غُرَابٌ مَا بَلَغَ أَعْلَاهَا حَتَّى يَسْقُطَ هَرِماً أَلَا فَفِي هَذَا فَارْغَبُوا الْخَبَرَ.[ الصدوق، الخصال، ج 2، ص 483.] عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِيٍّ عليهم السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله عليه وآله وسلم:‏ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفاً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا يَسْكُنُهَا مِنْ أُمَّتِي مَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَفْشَى السَّلَامَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ، وَالنَّاسُ نِيَامٌ.[ المجلسي، بحار الأنوار، ج8، ص119.] عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلی الله عليه وآله وسلم قَالَ: إِنَّ حَلْقَةَ بَابِ الْجَنَّةِ مِنْ يَاقُوتَةٍ حَمْرَاءَ عَلَى صَفَائِحِ الذَّهَبِ، فَإِذَا دُقَّتِ الْحَلْقَةُ عَلَى الصَّفْحَةِ طَنَّتْ وَقَالَتْ: يَا عَلِيُّ.[ الصدوق، الأمالي، ص 588.] عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ قال: قَالَ‏ رَسُولُ‏ اللَّهِ‏ صلی الله عليه وآله وسلم: مَكْتُوبٌ‏ عَلَى‏ بَابِ‏ الْجَنَّةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ‏ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ صلی الله عليه وآله وسلم قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ‏ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ.[ العلامة الحلي، كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام، ص 9] ورُوِيَ عن الإمام الصادق عليه السلام، عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: "إنَّ للجنة ثمانية أبواب: بابٌ يدخل منه النبيّون والصدِّيقون، وبابٌ يدخل منه الشهداء والصالحون، وخمسة أبواب يدخل منها شيعتنا ومحبّونا، فلا أزال واقفاً على الصِّراط أدعو، وأقول: ربّ سلّم شيعتي ومحبيَّ، ومن تولاني في دار الدنيا، فإذا النداء من بطنان العرش: قد أجيبت دعوتك وشفعت في شيعتك. ويشفع كل رجل من شيعتي ومن تولاني، ونصرني، وحارب مَن حاربني بفعل أو قول، في سبعين ألفاً من جيرانه وأقربائه.وباب يدخل سائر المسلمين ممّن يشهد أن لا إله إلاّ الله ولم يكن في قلبه مقدار ذرّة من بغضنا أهل البيت". (المجلسي محمد باقر بحار الأنوار مؤسسة الوفاء، الطبعة الثانية المصححة ج8، ص39.) وعن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك يا بن رسول الله شوّقني. فقال عليه السلام: يا أبا محمّد إنَّ من أدنى نعيم الجنّة يوجد ريحها من مسيرة ألف عام من مسافة الدنيا. وإنَّ أدنى نعيم الجنَّة منزلاً لو نزل به أهل الثقلين الجن والإنس لوسعهم طعاماً وشراباً ولا ينقص مما عنده شيء. وإنَّ أيسر أهل الجنّة منزلاً لو نزل به أهل الثقلين الجن والإنس لو سعهم طعاماً وشراباً ولا ينقص مما عنده شيء. وانّ أيسر أهل الجنّة منزلةً من يدخل الجنّة فيرفع له ثلاث حدائق، فإذا دخل أدناهن رأى فيها من الأزواج والخدم والأنهار والأثمار ما شاء الله مما يملأ عينه قرة، وقلبه مسرّةً، فإذا شكر الله وحمده قيل له: إرفع رأسك إلى الحديقة الثانية ففيها ما ليس في الأخرى. فيقول: يا ربِّ أعطني هذه. فيقول الله تعالى: إن أعطيتك إيَّاها، سألتني غيرها. فيقول: ربِّ هذه، هذه. فإذا هو دخلها شكر الله وحمده. قال: فيقال: افتحوا له باب الجنّة، ويقال له: إرفع رأسك، فإذا قد فتح له باب من الخلد، ويرى أضعاف ما كان فيما قبل، فيقول عند تضاعف مسرَّاته: ربِّ لك الحمد الذي لا يحصى إذ مننت عليّ بالجنان ونجيتني من النيران. قال أبو بصير: فبكيت، ......) (تفسير علي بن إبراهيم32ج2، ص 82 ـ 83.) وغير هذه الروايات الكثير مما جمع في الكتب الحديثية. يمكنكم مراجعة كتاب الجنة والنار في الكتاب والسنة للشيخ محمد الريشهري. تحياتي لكم دمتم بحفظ الله ورعايته