معنى (قسيم الجنة والنار)
السلام عليكم الحديث الذي ذكرته اخي لا صحة له فيه : الحسن بن علي بن صالح بن زكريا أبو سعيد العدوي كذَّاب يسرق الحديث وكل الاحاديث الواردة في كتبنا حول هذا الشان ضعيف لا يحتج به ولم يرد مثله في الصحيحين . هذا من حيث الثبوت اما من حيث الدلالة فأحيلك الى ما كتبه بعض اخواننا في هذا نظرا لضيق الوقت: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد : فقد اطلعت عن طريق محرك البحث ( جوجل ) على العديد من المواقع الرافضية التي بنت على هذا الحديث قصورا من الأوهام، وجعلته أعظم الأدلة على تفضيل علي رضي الله عنه على جميع الأنبياء عدا محمدا، ومن باب دحض حجتهم من جميع الجوانب، فبالإضافة إلى دحضها من جهة الثبوت كما تفضل أخونا الشيخ خالد بن عمر الفقيه - حفظه الله - فإني أشارك في دحضها من جهة الدلالة، فمن باب ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) سنقول لهؤلاء الروافض : من أين أخذتم من هذا الحديث لو افترضنا - جدلا - أنه صحيح أن عليا أفضل من جميع الأنبياء عدا محمد ؟ 1) فإن قالوا لأنه كان نورا، قلنا لهم فجميع الأنبياء كانوا نورا بل إن أضوأهم كان نبي الله داود وكونه أضوأهم لم يلزم منه أنه أفضلهم، جاء ذلك في الحديث الذي رواه الترمذي وقال حسن صحيح وصححه الألباني في صحيح الترمذي 2683 قال : " لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس فقال الحمد لله فحمد الله بإذنه فقال له ربه يرحمك الله يا آدم اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملأ منهم جلوس فقل السلام عليكم قالوا وعليك السلام ورحمة الله ثم رجع إلى ربه قال إن هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم فقال الله له ويداه مقبوضتان اختر أيهما شئت قال اخترت يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين مباركة ثم بسطها فإذا فيها آدم وذريته فقال أي رب ما هؤلاء فقال هؤلاء ذريتك فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه فإذا فيهم رجل أضوؤهم أو من أضوئهم قال يا رب من هذا قال هذا ابنك داود قد كتبت له عمر أربعين سنة قال يا رب زده في عمره قال ذاك الذي كتب له قال أي رب فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة قال أنت وذاك قال ثم أسكن الجنة ما شاء الله ثم أهبط منها فكان آدم يعد لنفسه قال فأتاه ملك الموت فقال له آدم قد عجلت قد كتب لي ألف سنة قال بلى ولكنك جعلت لابنك داود ستين سنة فجحد فجحدت ذريته ونسي فنسيت ذريته قال فمن يومئذ أمر بالكتاب والشهود" . إذن كون علي رضي الله عنه كان نورا ليس خصيصة له دون الأنبياء حتى يفضل عليهم . 2) وإن قالوا لأنه خلق قبل آدم، قلنا إيجاده على هيئة النور قبل ولادته لا تعني أنه مخلوق قبل آدم، ثم إن إبليس - لعنه الله - كان مخلوقا قبل آدم، ولم يلزم من ذلك فضيلة له . 3) فإن قالوا لأنه هو والنبي كانا نورا واحدا وقسم إلى جزأين فدل على أنه في منزلة النبي، قلنا كونه قسم إلى جزأين لا يفيد أن الجزأين متساويان بل منهما جزء فاضل وجزء مفضول، وغاية ما يفيده الحديث على افتراض صحته أن جزءا من نور النبي وجد في علي والمراد به حينئذ أن النبي له ذرية ستخرج من صلب علي رضي الله عنه، وأما لماذا لم يقسم النور بين الأنبياء ؟ فالجواب أنهم أسبق زمانا، فكأن نور كل مؤمن ظل يقسم على ذريته، وليس في ذلك أي دلالة على أن عليا أفضل من الأنبياء 4) ثم نقول لهم كيف تقدمون هذه الاستنباطات الظنية من حديث مكذوب على نصوص القرآن والسنة القطعية الثبوت القطعية الدلالة الدالة على تفضيل الأنبياء على غيرهم، نحو قول الله تعالى بعد ذكر ثمانية عشر نبياً في سورة الأنعام آية 83 وما بعدها: (وتلك حجتنا آتيناها ابراهيم على قومه........ واسماعيل واليسع ويونس ولوطاً، وكلاً فضلنا على العالمين) فكل نبي مفضل عند الله على العالمين"، وقد حكم القاضي عياض والإمام الطحاوي رحمهما الله تعالى بكفر من اعتقد تفضيل بشر غير نبي على نبي لأنه تكذيب لصريح القرآن . 5) ثم إن هذا الحديث مخالف لظواهر القرآن، وعهدنا بالرافضة أنهم يطعنون فيما لا يوافق أهواءهم من نصوص السنة الصحيحة بزعم أنها تخالف القرآن، فما بالهم هنا تغاضوا عن هذا لحاجة في نفوسهم ؟ فالقرآن أفاد أن الله تعالى خلق كل دابة من ماء وأن الإنسان خلق من تراب ومن ماء مهين، فما بالهم يقولون مخلوق من نور ؟ كما أن القرآن أفاد أن الله تعالى خلق بني آدم من نفس واحدة هي نفس آدم فكيف يكون علي مستثنى من هذه العمومات الصريحة ؟ والسلام
الاخ د. احمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو دققت في جوابنا لرأيت أننا لانريد الحديث الذي رواه عبد الله بن احمد بن حنبل في زوائده في فضائل الصحابة : حدثنا الحسن, قثنا احمد بن المقدام العجلي, قثنا الفضيل بن عياض. قثنا ثور بن يزيد, عن خالد بن معدان, عن زاذان, عن سلمان : قال : سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله