سلام عليكم
سؤالي/
أنا إمرأة متزوجة وأحياناً أحب عمل الحلاوة الفلانية لزوجي وابني.. ولكن قرأت أحاديث كثيرة عن الزهد في هذه الدنيا وأن الإنسان يكتفي بقرص الشعير أو حفنات من التمر ولا يتلذذ بالحلوى وأنواع وألوان الأطعمة..
فهل عندما أعمل حلاوة لعائلتي هل أكون غير زاهدة بحيث لا استحق أغلب الثواب المعد للزاهدين في الدنيا مثل السيدة فاطمة الزهراء وأمير المؤمنين صلوات الله عليهم أجمعين؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب..
إبنتي الكريمة:
١. إن ماتفضلتم به من زهد مولانا أمير المؤمنين والسيدة الطاهرة (صلوات الله عليهم أجمعين) كان من منطلق مسؤليتهم للأمه لأنهم ساداتها ورعاعها.. كما ورد عن رسولنا الأكرم (صلى الله عليه وآله) : قوله:
( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)..
- فإنهم( سلام الله عليهم ) رعية لكل الأمة ، وأنهم يتأسوا بأضعف فرد في المجتمع..
* وأنّ رعايتكم للبيت يستحب فيها التوسعة على عيالكم.. فعن مولانا الإمام الكاظم (عليه السلام): قال:
إنّ عيال الرجل أسراؤه، فمن أنعم الله عليه نعمة فليوسّع على أسرائه، فإن لم يفعل أوشك أن تزول النعمة..
وعن مولانا الإمام الرضا (عليه السلام)، قال : صاحب النعمة يجب عليه التوسعة على عياله..
٢. وينبغي علينا بأن نعرف ماهو حقيقة (الزهد ):
- إنّ مفهوم ( الزهد) في روايات أهل البيت (عليهم السلام)، وفي القرآن الكريم؛ يخيف البعض، حيث يظن أن الزهد في الدنيا، هو الإبتعاد عن نِعمِ الله -عز وجل- وطيباته وزينته التي أخرج لعباده.. وهذا مفهوم خاطئ!..
* والحال أن الزهد هو كما ورد عن معادن الحكمة (عليهم السلام) :
(ليس الزُهد أن لا تملك شيئاً، بل الزُهد ألا يملكك شيء)..
- أي لا يكون الإنسان أسيراً للدنيا..
*فمثلا: البعض إذا افتقد مبلغاً يغضب ويتألم، فما دام غير مقصر، فإن تألمه القلبي معناه أنه أسير للدنيا..
* وإنّ مولانا الإمام علي (عليه السلام) يقول:
(الزهد بين كلمتين من القرآن):
{لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}..
- (ومن لم يأسَ على الماضي ولم يفرح بالآتي؛ فقد أخذ الزهد بطرفيه).
* وفقنا الله وإياكم لِما يحب ويرضى.
* ودُمتم في رعاية الله وحفظه.