قبول الصلاة
ما الفرق بين الصلاة المجزية و الصلاة المقبولة و كيف نعرف ان صلاتنا مقبولة او لا ....ارجو التوضيح و شكرا .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته معنى ان الصلاة مجزية أي أنها مسقطة للتكليف فلا تعاقب فإنك اتيت بالصلاة. أما معنى مقبولة أي أنك حصلت على ثوابها ، فقد تكون الصلاة مجزية لكنها غير مقبولة أي لايحصل المكلف على ثواب من صلاته . وأما بخصوص قبول الصلاة، قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} (العنكبوت: آية45). معنى الفحشاء هو الفجور والمعصية -وأعاذنا الله تعالى وإيّاكم من الفجور والمعصية - فإذا كنّا متأكدين ولله الحمد والمنّة بعدم الفجور، فيمكن أن نقع في المعصية والمعصية من معانيها مخالفة أوامر الله تعالى، فلنعيد حساباتنا وللننظر نحن الخاطئون هل وقعنا في المعصية وخالفنا بعض أوامر الله تعالى أو لا؟ والمنكر معناه: كلُّ ما تحكم العقولُ الصحيحةُ بقُبْحِه أو يُقَبِّحُه الشَّرْعُ أَو يُحرِّمه أَو يكرهُه. فهل راقبنا أنفسنا وأفعالنا بعدم فعل القبيح، من خلال قول أو تصرّف أو حركة أو غمز أو غيرها من الأمور التي يحكم العقل بقبحها. فإذا كنّا على وعي تام بهذه المعاني فلنعد إلى ساحة الربّ ونطلب منه العفو والمغفرة؛ لأنّه يعلم بسرائر الأنفس وما تخفي الصدور، ويعلم بأنّنا غير معصومين، ولكنّه يريدنا أن نراقب أنفسنا ونصفيها من الأدران التي تتكلّس على جدرانها فتكون قاتمة سوداء لا روح فيها، فهو تعالى في الوقت نفسه لا يريدنا أن نتمادى في غيّنا ونجعل عباداتنا مجرد حركات لا نفع فيها ولا خير، بل يريدنا أن نعود إليه في كل يوم لا أقل خمس مرّات في أوقات الصلاة التي تعتبر بمنزلة الماء الذي يغسل تلك الأدران والأوساخ التي علقت بها؛ لنعاود تلك الصلة التي تربطنا بالله تعالى؛ لنكون بحق من العابدين له، ولا نكون كالبهائم التي همّها علفها. فإذا وصلنا إلى هذه الحال علمنا أنّ صلاتنا بحق تنهى عن الفحشاء والمنكر، ودرجة القرب والبعد من الله تعالى تتعلق بصورة مباشرة بمدى مقبولية الصلاة عنده تعالى، ويُعلم مدى مقبوليتها من الباري (عزّ وجلّ) من شدّة ما تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر، فقد ورد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "مَن أحبّ أن يعلم قُبلت صلاته أم لم تُقبل، فلينظر هل منعته صلاته عن الفحشاء والمنكر، فبقدر ما منعته قُبلت صلاته". (المجلسي، بحار الأنوار:ج٧٩،ص١٩٨). وفقكم الله لطاعته