logo-img
السیاسات و الشروط
( 25 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

الحسرة والندم في الجنة

السلام عليكم هل يوجد ندم في الجنة حيث العبد يشعر بأنه نادم في الجنة لانه لم يستغل وقته في الدنيا للحصول على مرتبة اعلى في الجنة ؟


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في برنامجكم المجيب ان الجنة ليست درجة واحدة بل هي درجات يوم القيامة فاذا كان كذلك فان الدرجة النازلة التي ينالها العبد يوم القيامة ما هي الا لتقصير في عبادة او لمعصية صدرت منه ولذا يذكر القران ان من اسماء يوم القيام هو يوم التغابن (( يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَ يَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ))( سورة التغابن: 9) وايضا انه يوم الحسرة ((أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى‏ عَلى‏ ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ))( سورة الزمر:56) أي يوم يشعر فيه الناس بانه مغبون ويوم يكون الناس فيه بحسرة اما اهل جهنم فواضح الحسرة والشعور بالغبن فانهم لما صرفوا حياتهم في البعد عن الله تعالى والملذات والمعاصي فانه يتحسرون على انفسهم واما اهل الجنة فانهم يتحسرون على ما فات من اعمارهم ولم يغتنموا الاوقات في زيادة الطاعة وعمل الخير وقد وردت روايات تبين حال الانسان يوم القيامة وكيف انه يندم على ما فاته من العمر فقد ذكر المجلسي في البحار ج7/ص262 ((أنه يفتح للعبد يوم القيامة على كل يوم من أيام عمره أربعة وعشرون خزانة - عدد ساعات الليل والنهار - فخزانة يجدها مملوءة نورا وسرورا فيناله عند مشاهدتها من الفرح والسرور ما لو وزع على أهل النار لأدهشهم عن الاحساس بألم النار ، وهي الساعة التي أطاع فيها ربه ، ثم يفتح له خزانة أخرى فيراها مظلمة منتنة مفزعة فيناله عند مشاهدتها من الفزع والجزع ما لو قسم على أهل الجنة لنغص عليهم نعيمها ، وهي الساعة التي عصى فيها ربه ، ثم يفتح له خزانة أخرى فيراها فارغة ليس فيها ما يسره ولا ما يسوؤه وهي الساعة التي نام فيها أو اشتغل فيها بشيء من مباحات الدنيا ، فيناله من الغبن والأسف على فواتها حيث كان متمكنا من أن يملاها حسنات ما لا يوصف ، ومن هذا قوله تعالى : " ذلك يوم التغابن". فعلى الانسان ان يغتنم الفرصة في هذه الحياة الدنيا قبل ان ياتي يوم نناد رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت فانه ليس للانسان الا ما سعى وان سعيه سوف يرى ثم يجزيه الله الجزاء الاوفى فهنيئا لمن اغتنم عمره في الصالحات وعمل الخيرات فانه الناجي يوم الحسرات والندامات. حفظكم الله ورعاكم وجعلكم من المغتنمين لاوقاتهم.

9