الأخ د. جواد المحترمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهلا إشكال في دلالة هذه الروايات على كون الأئمّة هم الأسماء الحسنى، وسنبيّن الوجه في ذلك بعد إيراد بعض تلك الروايات:فقد ورد في خبر عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: (نحن الأسماء الحسنى التي إذا سئل الله عزّ وجلّ بها أجاب ... المزید) (1) ، الحديث.وعن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: (نحن الأسماء الحسنى الذين لا يقبل الله من العباد عملاً إلّا بمعرفتنا...) (2) ، الحديث.وعن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: (نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملاً إلّا بمعرفتنا) (3) ، الحديث.
ويؤيّده ما ورد في القرآن الكريم بخصوص الأسماء التي علّمها الله تعالى لآدم (عليه السلام)، فقوله عزّ وجلّ: (( فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسمَاءِ هَؤُلاَءِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ )) (البقرة:31)، يشير كما ورد في بعض التفاسير الروائية إلى معاني الأسماء لا مجرّد الألفاظ، ومنها ذوات أهل البيت (عليهم السلام)، فعن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) : (إنّ الله تبارك وتعالى علّم آدم (عليه السلام) أسماء حجج الله تعالى كلّها، ثمّ عرضهم - وهم أرواح - على الملائكة، فقال: (( فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسمَاءِ هَؤُلاَءِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ )) ، بأنّكم أحقّاء بالخلافة في الأرض لتسبيحكم وتقديسكم من آدم (عليه السلام)، فقالوا: (( سُبحَانَكَ لاَ عِلمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمتَنَا إِنَّكَ أَنتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ )) (البقرة:32)، قال: (( يَا آدَمُ أَنبِئهُم بِأَسمَائِهِم فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسمَائِهِم )) (البقرة:33)، وقفوا على عظيم منزلتهم عند الله تعالى ذكره فعلموا أنّهم أحقّ بأن يكونوا خلفاء الله في أرضه وحججه على بريته...) (4) ، الخبر.
فنقول: إذا كانت الأسماء هي أرواح الحجج الإلهية كلّها كما في الخبر المتقدّم، فإنّ أحسن الأسماء، أو الأسماء الحسنى هي: أرواح محمّد والأئمّة (عليها السلام)، وهذا يؤيّد بل يطابق ما صرّحت به الروايات المتقدّمة في (المحتضر)، و(الكافي).ودمتم في رعاية الله