الأخ محمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وردت هذه الرواية في كلمات العرفاء بلا سند عن لسان أحد الأئمّة (عليهم السلام) .
وعلى كلّ فإنّ بعضاً منهم كالسيّد الخميني(رحمه الله) يأتي بها كشاهد على حضور جهة الوحدة مع جهة الكثرة عند الكمّل من الأولياء الشامخين، فبعد أن ذكر أنّ الحكماء (الفلاسفة) لما كان نظرهم إلى الكثرة فذكروا أنّ الصادر الأوّل هو العقل المجرّد، ثمّ النفس إلى آخر مراتب الكثرة، وأنّ العرفاء الشامخين لما كان نظرهم إلى الوحدة وعدم شهود الكثرة لم ينظروا إلى تعينات العوالم، قال: ((وأمّا الذي يشاهد الكثرة بلا احتجاب عن الوحدة، ويرى الوحدة بلا غفلة عن الكثرة، يعطي كلّ ذي حقّ حقّه، فهو مظهر (الحكم العدل) الذي لا يتجاوز عن الحدّ، وليس بظلاّم للعبد، فحكم تارة بأنّ الكثرة متحقّقة، وتارة بأنّ الكثرة هي ظهور الوحدة، كما نقل عن المتحقّق بالبرزخية الكبرى، والفقير الكلّ على المولى والمرتقى بـ(قاب قوسين أو أدنى) المصطفى المرتضى المجتبى بلسان أحد الأئمّة (عليهم السلام) : لنا مع الله حالات هو هو ونحن نحن، وهو نحن ونحن هو)) (1) .
نقول: من المناسب حسب قواعدهم الالتزام بأنّ الواقع في هذه المرتبة لا يغفل عن الوحدة بالانشغال بالكثرة، ولا يغفل عن الكثرة بالفناء في الوحدة، ومنه يظهر النظر في كلامه (رحمه الله): ((فحكم تارة بأنّ الكثرة متحقّقة، وتارة بأنّ الكثرة هي ظهور الوحدة))، ولعلّ هذا هو مراده (رحمه الله) بالنظر إلى أوّل كلامه، وما كانت العبارة إلّا من ضيق التعبير والبيان، ثمّ إنّه ليس في هذه المرتبة عند النبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمّة (عليهم السلام) حالات دون حالات، فربّما - والله العالم - كان للحديث: (لنا مع الله حالات هو هو ... المزیدالخ). معنى آخر، غير ما ذكره.
ولكن يبقى الكلام كلّ الكلام في إثبات صدور الحديث من معين تلك النفوس الكاملة والأرواح الشامخة، وهو صعب حسب ما بأيدينا من مصادر.ودمتم في رعاية الله