من المتوارد في كتب السنه والأحاديث التي تواردناها اثناء الدراسة الأبتدائية والمتوسطة ان عثمان بن عفان لُقب بذي النورين لأنهُ تزوج ببنتي رسول الله هل هذا الكلام لهُ وجهاً من الصحه ؟
إن المطالع للسيرة النبوية بدقة شديدة ووضع نصب عينيه طلب الحقيقة المجردة يدرك أن بني أمية سعوا في بدء الدعوة النبوية الشريفة وفي كل مراحلها وحتى بعد وفاة النبي الأعظم (ص) إلى الإساءة إليه (ص) وإلى كل من تبعه مخلصا منيبا لله سبحانه فحاولوا تحزيب الأحلاف والأحزاب لوأد الدولة الجديدة وإطفاء النور المحمدي ولكن محاولاتهم كلها باءت بالفشل لعوامل عديدة أهمها التأييد الإلهي وأصدق مقال هو ما قاله أبو سفيان((كنا وبني هاشم كفرسي رهان فإذا جاءوا بمنقبة جئنا بمثلها حتى جاءوا بالنبوة فأين لنا منها)) أو بتعبير آخر كيف نحصل عليها فعمد الحزب الأموي إلى طرق المكر والخديعة ودس الجواسيس والمنافقين بين ظهراني النبي وذريته الطاهرة وصحبه المخلصين وأخذوا بقلب الأحداث وتزييفها ولما استتب لهم الأمر بإنتزاع الحكم ووصول معاوية ( لع ) لسدة الحكم عمد الأخير إلى تجييش العديد من القصاصين والنساخ يفعلون ما يأمرهم بدراهم قليلة باعوا دينهم بها فأخذوا بإخفاءالعديد من الروايات التي تشيد بالبيت العلوي وتذكر فضله بل قام بشطبها وإقصاء كل من يرويها ويحدث بها ويحرمه عطاءه ويعرضه للقتل ، وفي المقابل اظهروا ودونوا أحاديث ملفقة كاذبة عن لسان نبي الرحمة يتبين فضائل وصنوعة الخلفاء الثلاثة ، وكان الحظ الأوفر من هذه الموسوعات هو عثمان بن أبي معيط والذي تربطه أواصر القربى مع البيت السفياني
إن الدعوة الإسلامية التي قامت بالمد الغيبي والسند القوي والتي ارتكزت أول ذي بدء على أربعة أقطاب فلولا هم لما صمدت الدعوة وهم سيدنا محمد (ص) والسيدة خديجة (رض) وسيدنا أبي طالب (رض) والإمام علي ( ع )
فهولاء هم الاقطاب الأوائل الذين ساندوا الدعوة والنبوة فلولا مال خديجة (رض ) ورعايتها الدقيقة لمجريات الأموروللنبي الأعظم (ص) ما بدأ الإسلام وصمد المستضعفين أمام المستكبرين وعدوهم المتمثل بالحزب الأموي ومن والاه
وقد بين رسول الله(ص) شدة حبه واحترامه للسيدة خديجة عندما قالت له عائشة ما تذكرمن عجوز حمراء الشدقين هلكت في الدهر قد بدلك خيرا منها
فقال رسول الله (ص) ما أبدلني الله خيرا منها ، قد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بحالها إذ حرمني الناس ورزقني الله ولدها إذ حرمني أولاد النساء.
ولولا نصرة أبي طالب (رض) ومكانته وشخصيته النافذة وقوته وحزمه لقتل النبي الأعظم ( ص) ووأدت الدعوة في مهدها
والدور المتمم الذي قام به الإمام علي (ع) لدور أبيه ونصر ابن عمه فكان سعي بني أمية وعلى رأسهم معاوية ابن أبي سفيان (لع) إلى الإساءة إلى النبي الأعظم (ص) في شتى المراحل فمرة عبر شخصه المقدس ومرة عبر شخصية السيدة خديجة (رض) بإظهارها بمظهر المرأة الثيب الكبيرة بالسن والمتزوجة بعددمن الرجال قبل النبي (ص) وكل ذلك من أجل رفع شأن عائشة بنت أبي بكر وإعطاءها ميزة الزوجة البكر الحسناء والتي لا مثيل لها وقد عبرت عائشة عن حسدها وحقدها للسيدة خديجة ففي أكثر من مورد فاختلفت مع ابي هريرة رواية عن حبيب مولى عروة بن الزبير أنه قال ( لما ماتت السيدة خديجة حزن عليها النبي (ص) فأتاه جبرئيل (ع) بعائشة في مهد فقال هذه تذهب بعض حزنك وأن فيها لخلف من خديجة ولعمري أنها أسأت للنبي بهذا الحديث
وصوروه أنه رجل نساء وأن جبرئيل (ع) مهمته أن يأتي بصور للنساء يعرضها للرسول الأعظم كي يتسلى ويفرج عن نفسه وينشرح صدره برؤية البنات الصغار في مهدها .
فحاولوا تارة أن يظهروا أن السيدة خديجة لها ابنتان من زواجها السابق ، وتارة أخرى نراهم يختلقون ابنتان للنبي محمد (ص) غير السيدة الزهراء (ع) كرها وحسدا على الإمام علي (ع) وكل ذلك في سبيل اختلاق فضيلة عثمان تداني فضل الإمام علي (ع) بل وتسبقه فالأمام تزوج ابنة واحدة للنبي (ص) بينما عثمان تزوج اثنتين ليصبح ((ذو النورين )) ولعمري إن تخبطهم هذا وإضطرابهم في طريقة اثبات البنتين للنبي محمد (ص) من خديجة (رض) دليل على عدم صدقية الخبر والرواية التي جاؤوا بها ولتنفيذ إدعاءاتهم نقول أن السيدة خديجة الزوجة البكر الأولى لقد ذكرت بعض كتب التاريخ أن السيدة خديجة كانت زوجة ثيبة وأظهروا النبي بمظهر الطامع لأجل المال فقالوا تزوجها لمالها فقد كانت كبيرة بالسن بينما نجد القضية كانت غير ذلك وكل ما وضعوه هو صدا وبغيا وافتراء
يقول صاحب كتاب الإستغاثة في ج1 // 70
(( لقد أجمع الخاص والعام ممن نقل الأخبار والآثار النبوية على أنه لم يبق من أشراف قريش وسادتهم وذوي النجدة منهم إلا من خطب السيدة خديجة (رض) ورغب بزواجها. فكانت تمتنع عنهم ))
بينما نراها تبادر لأن تخطب رسول الله (ص) لنفسها ، وعندما تزوجها حنقت وغضبت نساء قريش وهجرها
وقالوا لها : خطبك أشراف قريش وأمراؤهم فلم تتزوجي أحدا منهم وتزوجت محمد يتيم أبي طالب ، فقيرا لا مال له
فهذا دليل واضح وقوي على أن السيدة خديجة (رض) لم تكن زوجة لأحد قبل رسول الله (ص) وبالتالي لم يكن لها أولاد وبنات نعم هناك روايات تقول أنها كانت متزوجة ولكن لم ترقى لمصاف القوة الروائية والمنطقية ضعيفة.
والدليل على ذلك انه قبل زواجها من النبي (ص) كان قد خطبها أبو جهل وأبو سفيان وعقبة بن أبي معيط وهذا بيان واضح على كونها الزوجة البكر الأولى ولم تكن متزوجة سابقا
فالعقل يحكم هنا بالقضية أن المسألة كلها مجرد حقد وبغض للإمام علي (ع) والسيدة الزهراء (ع) ولرفع منزلة عثمان وعائشة
ونجد أن البلاذري يقول أن خديجة (رض) تزوجت النبي محمد (ص) وكانت عذراء وأما زينب ورقية هما ابنتي هالة أخت خديجة
(وقال الأصبهاني في كتابه دلائل النبوة ص 178 ط الرياض )
(( كانت خديجة امرأة باكرا))
حتى أنهم يضطربون في تحديد عمر السيدة خديجة وقت زواجها وكل ذلك لا جل الإساءة لشخصها وبشخص الرسول (ص) ولرفع مكانة عائشة .
ولإن السيدة خديجة أماً للزهراء (ع), زوجة علي بن أبي طالب (ع) قاتل القوم من ساداتهم فقد اقلوا بالروايات التي تظهر فضائلها وامروا كاتبهم شيخ المضيرة أبو هريرة باختلاق حديث أنها في الجنة في بيت من قصب ، فلو كانت أما حقيقية لزوجتي عثمان لكان وضعها مختلف بغض النظر عن حقيقة وجود الزوجتين المنسوبتين أولا.