فارس - الكويت
منذ 5 سنوات

وجود الأئمة ع قبل الخلق

ما هو رأيكم بالأحاديث التي تقول: إنّ الأئمّة ع خُلقوا قبل آدم من أنوار، مع ملاحظة قول الشيخ المفيد في كتابه (المسائل العكبرية) حيث نعت القائلين بهذا القول بالغلوّ؟ (1)


الأخ فارس المحترمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهيمكن أن يحمل كلام الشيخ المفيد على أنّ الذي أنكره، هو كون محمّد وآل محمّد كانوا موجودين بهيئاتهم وأجسادهم التي وجدوا فيها في الدنيا، فقال: ((فأمّا أن يكون ذواتهم (عليهم السلام) كانت قبل آدم موجودة، فذلك باطل بعيد من الحقّ)) (1) . فالشيخ المفيد يريد أن ينكر القول بتماثل وجودهم السابق واللاحق، ومن البعيد أن يكون إنكار الشيخ المفيد وجودهم النوري قبل خلق الخلق، فالروايات عندنا كثيرة في ذلك:ففي (الكافي) عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: (إنّ الله خلقنا من نور عظمته، ثمّ صوّر خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش، فأسكن ذلك النور فيه، فكنّا نحن خلقاً وبشراً نورانيين ... المزید) (2) . وفي رواية أُخرى عنه (عليه السلام)، أنّه قال: (قال الله تبارك وتعالى: يا محمّد أنّي خلقتك وعليّاً نوراً - يعني أرواحاً بلا بدن - قبل أن أخلق سماواتي وأرضي وعرشي وبحري، فلم تزل تهلّلني وتمجّدني) (3) .وفي رواية أُخرى عن أبي جعفر (عليه السلام)، أنّه قال: (...ثمّ خلق محمّداً وعليّاً وفاطمة، فمكثوا ألف دهر، ثمّ خلق جميع الأشياء) (4) .وفي رواية عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: (كيف كنتم حيث كنتم في الأظلّة، فقال: يا مفضّل! كنّا عند ربّنا ليس عنده أحد غيرنا، في ظلّة خضراء، نسبّحه ونقدّسه ونهلّله ونمجّده، وما من ملك مقرّب ولا ذي روح غيرنا، حتّى بدا له في خلق الأشياء) (5) . وفي رواية أُخرى عن أبي جعفر (عليه السلام)، أنّه قال: (يا جابر! إنّ الله أوّل ما خلق، خلق محمّداً (صلى الله عليه وآله) وعترته الهداة المهتدين، فكانوا أشباح نور بين يدي الله.قلت: وما الأشباح؟قال: ظلّ النور أبدان نورانية بلا أرواح، وكان مؤيّداً بروح واحدة وهي روح القدس) (6) .ودمتم في رعاية الله

2