logo-img
السیاسات و الشروط
م/ منتظر - العراق
منذ 5 سنوات

شرط قبول الأعمال

أريد منكم توضيح معنى كلمة أمير المؤمنين (عليه السلام) : (أنا الذي لا تقبل الأعمال إلّا بولايتي)؟


الأخ المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنّ الولاية تعني اتّباع الإمام وطاعته، ومعلوم - حسب ما ثبت في محلّه - أنّ التكاليف والأحكام عموماً لا تؤخذ إلّا من الطريق الذي نصبه الله حجّة وهو المعصوم، رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوّلاً ومن بعده الأئمّة (عليهم السلام)، فاتّباع الإمام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعني الأخذ بما أوضحه من أحكام إلهية، وما بيّنه من تكاليف مولوية، فإذا شذّ الإنسان عن اتّباع الإمام وطاعته فسوف يسلك سبيلاً آخر يأخذ من خلاله أحكاماً لا تنسب إلى الله تعالى، إذ الإمام منصوب من قبل الله تعالى بواسطة النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فكلّ ما يفرضه الإمام مفروضٌ من قبل الله تعالى؛ حاكياً عن الواقع الذي لا التباس فيه، واتّباع غير الإمام لا يعني إلّا اتّباع وليجةً من دون الله وطريقاً غير الواقع، قال تعالى: (( وَلَم يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ المُؤمِنِينَ وَلِيجَةً )) (التوبة:16).قال أبو جعفر (عليه السلام) لأبي الصباح الكناني: (إيّاكم والولائج فإنّ كلّ وليجة دوننا فهي طاغوت، أو قال: ند) (1) ، ومعلوم أنّ معنى الوليجة هي الدخيلة أو الجهة، فاتخاذ أية جهة دونهم لا يعني إلّا الانحراف عن الصراط واتّباع الطاغوت. وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال في أثناء كلام له في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيام خلافة عثمان: (فأنشدكم الله عزّ وجلّ أتعلمون حيث نزلت: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمرِ مِنكُم )) (النساء:59) ، وحيث نزلت: (( إنّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) (المائدة:55)، وحيث نزلت: (( وَلَم يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ المُؤمِنِينَ وَلِيجَةً )) (التوبة:16)؟ قال الناس: يا رسول الله: أهذه خاصّة لبعض المؤمنين أم عامّة لجميعهم؟ فأمر الله عزّ وجلّ نبيّه (صلى الله عليه وآله) أن يعلمهم ولاة أمرهم، وأن يفسّر لهم من الولاية ما فسّر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجّهم، فنصبني للناس بغدير خمّ ... المزید) (2) إلى آخر الحديث. وعن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام)، قال: (نزل جبرئيل على النبيّ (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمّد! السلام يقرئك السلام، ويقول: خلقت السماوات السبع وما فيهن والأرضين السبع وما عليهن، وما خلقت موضعاً أعظم من الركن والمقام، ولو أنّ عبداً دعاني هناك منذ خلقت السماوات والأرضين ثمّ لقيني جاحداً لولاية عليّ لأكببته في سقر) (3) . وعن أبي عبد الله (عليه السلام)، أيضاً، قال: (إنّ أوّل ما يسئل عنه العبد إذا وقف بين يدي الله جلّ جلاله الصلوات المفروضات وعن الزكاة المفروضة، وعن الصيام المفروض، وعن الحجّ المفروض، وعن ولايتنا أهل البيت، فإن أقرّ بولايتنا ثمّ مات عليها قبلت منه صلاته وصومه وزكاته وحجّه، وإن لم يقرّ بولايتنا بين يدي الله جلّ جلاله لم يقبل الله عزّ وجلّ منه شيئاً من أعماله) (4) . وبذلك تبيّن أنّ ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) وأهل بيته من بعده تُؤطّر أعمال الشخص دون أن تزيغ أو تنحرف عن الواقع وعن حكم الله تعالى.وبهذا يمكن تفسير قول أمير المؤمنين (عليه السلام) .جعلنا الله وإيّاكم من المتمسّكين بولايته والسائرين على نهجه.ودمتم في رعاية الله

1