احمد - الأردن
منذ 4 سنوات

 أليس هم: آل عليّ، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عبّاس؟

الـســؤال ( كيف تكون الولاية لهم (ع) شرط قبول الأعمال؟! ) السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ما هو دليل ان الأعمال لا تقبل إلا بولاية علي عليه السلام.؟ فهو يريد دليلا من كتب السنة ودليلا صحيحا أرجو مساعدتي 1- ان كلامكم اعلاه غير مقنع البته وذلك ان احاديث محبة اهل البيت عندنا نحن السنه اكثر مما هي عندكم. 2- السؤال يدور حول اعظم موضوع في حياة المسلم انه لا يقبل عمل الا لمن اعترف بولاية اهل البيت رضي الله عنهم ولم يذكر القران كلمة واحدة صريحة تدل على ذلك مع انه ذكر كل شيء ولم يذكر اهم شيء في حياة المسلم فلو كان كلامكم صحيح لقال الله لنا انه لا يقبل من عبد عمل الا باتباع الائمه الاثني عشر من آل بيت محمد صلى الله عليه وسلم. 3- ثم ان علماء اهل السنه تكلموا على البيعة لامام الزمان الذي يكون قد تولى الحكم الفعلي في ذلك الزمان فاين الامام الذي نبايعه الان وهو غير موجود. 4- الامام كما قال علي رضي الله عنه انه من ارتضاه المسلمين حاكما وسموه اماما فهو لله رضا مما يثبت ان كلمة امير المؤمنين تطلق على الحاكم الذي يختاره المسلمون اماما لهم. 5- ثم وضعكم للاحاديث غير موثق كما ان عندكم احاديث غير صحيحه اقحمتوها في النص لاثبات رأيكم من احاديثكم وليس من احاديث السنه وتحتجون بها على السنه فاذا كانت احاديثكم صحيحه فمن اي مصدر اخذتموها بالصفحة ورقم الحديث وهل ذكر راوي الحديث انه ضعيف ام صحيح واين. مثل هذه الاحاديث: فقال(صلى الله عليه وآله) كما رواه الحاكم في مستدركه: (إن وليتموها علياً فهادٍ مهدي يقيمكم على طريق مستقيم). وعند الحاكم أيضاً بلفظ: ((قالوا استخلف علينا علياً؟ قال: (إنكم لا تفعلوا وإن تفعلوا تجدوه هادياً مهدياً يسلك بكم الطريق المستقيم)). وفي لفظ عند أبي نعيم في (فضائل الصحابة) : (إن تستخلفوا علياً وما أراكم فاعلين تجدوه هادياً مهدياً يحملكم على المحجة البيضاء). وفي لفظ عند الخطيب وابن عساكر: (وإن تولوا علياً تولوه هادياً مهدياً يحملكم على المحجة). وعند الحاكم أيضاً بلفظ آخر: (وإن تولوها علياً تجدوه هادياً مهدياً يسلك بكم الطريق). وعند أحمد بلفظ: (وإن تؤمروا علياً ولا أراكم فاعلين تجدوه هادياً مهدياً يأخذ بكم الطريق المستقيم). وعند أبي داود بلفظ: ((قالوا: ألا نستخلف علياً؟ قال: (إن تستخلفوه ولن تفعلوا ذلك يسلك بكم الطريق وتجدوه هادياً مهدياً)). فاين سندها واين ذكرت في تلك الكتب. وفي النهاية انت تعطي مثلا عن الخوارج فما دخل محبي اهل البيت من اهل السنه (كلهم الان) بالخوارج.


الأخ احمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً : هناك جملة متضافرة من الأحاديث الصحيحة عند الفريقين تؤكد على لزوم محبة أهل البيت (عليهم السلام)، وقد ذكرت بعضها في الجواب - محل التعليق من قبلكم - . وقد قلت: إن أحاديث محبة أهل البيت عندنا (نحن السنة) أكثر مما عندكم .. وهذا شيء حسن، وإقرار يقتصر علينا مساحة المناقشة .. فهنا نقول: إذا كان حب أهل البيت (عليهم السلام) لازماً وواجباً عليكم - يا أهل السنة - وأنه يحرم بغضهم ومعاداتهم وهذا المعنى متظافر ومستفيض في مروياتكم فلماذا هذه الإزدواجية في المعايير؟! فإن الحب بحسب الفهوم القرآني شرطه الإتباع وليس مجرد التعظيم والتوقير المجردين عن الإتباع، وهذا المعنى تجده واضحاً في قوله تعالى : (( قُل إِن كُنتُم تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ اللّهُ )) (آل عمران:31) ، فالحب في المفهوم القرآني شرطه الإتباع وليس مجرد العواطف المجردة عن ذلك .. فهل أهل السنة يتبعون أهل البيت (عليهم السلام) ؟! بل نقول في مرحلة سابقة على هذا السؤال: هل أهل السنة يحبون أهل البيت (عليهم السلام) حقاً ؟! فإن قلت : نعم، نقول: فلماذا إذا يودون في نفس الوقت أعدائهم من بني أمية وأمثالهم الذين حاربوهم وقتلوهم وشردوهم وأعلنوا سبهم على المنابر..!! هل تجد معنى للحب - في العالم كله وعلى مر الأزمان والأقوام - يجيز مثل هذه التصرفات للجمع بين الأضداد ، من حب الشخص وحب عدوه في آن واحد ؟! (( ماجَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلبَينِ فِي جَوفِهِ )) (الأحزاب:4) ، بحيث يمكنه أن يحب بهذا شخصاً، ويحب بالآخر عدو هذا الشخص ومبغضه ومحاربه؟! إن هذا السلوك مخالف للشرع والعرف ، بل هو يكشف - في واقع الأمر - عن ضياع حقيقي في فهم الدين وأهله .. ولعلك ستستعين بالجواب الهروبي المعروف، والذي يلجأ إليه البعض إذا ضاقت به المذاهب وتقول: تلك أمة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما إكتسبت .. وهذا الجواب يسقط المناقشة بالمرة , فإذا كان البناء على أن تلك أمة قد خلت فلماذا نحن الآن نتحدث عن مفاهيم تتعلق بها وقد جائت بها الأحاديث من لزوم الحب وحرمة البغض .. والحال أننا لا مناص لنا من تقرير هذه المفاهيم كما هو المطلوب منا شرعاً وعرفاً وعقلاً لننتهي إلى حقيقة الإمتثال بلحاظها .. وإلا فإذا كان الجواب هو تلك أمة قد خلت, فلا حاجة لكل هذه المناقشات في مسألة لزوم حب أهل البيت (عليهم السلام) ووجوب إتباعهم .. وعلينا أن نضرب هذه الأحاديث النبوية الصحيحة عرض الجدار، لأن الالتزام بها لازمه بغض أعدائهم والتبرء من مناوئيهم من بني أمية وأمثالهم,وإلا كان هذا الحب ناقصاً بل لا حبّ - حقيقية - في المقام , هذا كله في بيان مفردة (الحب ) في هذا السؤال ،وللكلام تتمه لكننا آثرنا الاكتفاء بهذا المقدار . ثانياً : قولك إن القرآن لم يذكر كلمة واحدة صريحة في حق ولاية أهل البيت (عليهم السلام).  نقول: هذه دعوى باطلة فالقرآن قد ذكر ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) في الآية المعروفة بآية الولاية وهي قوله تعالى : (( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) ( المائدة:55) ، وهذه الآية قد نزلت بإجماع المفسرين في علي (عليه السلام), انظر في ذلك: ما ذكر القاضي عضد الدين الأيجي في (المواقف: 405) ، وقوله: (( وأجمع أئمة التفسير أن المراد علي )) . وايضاً ما ذكره الشريف الجرجاني في شرحه للمواقف (8: 360)، وما ذكره التفتازاني في (شرح المقاصد 5: 170) ، وأيضاً ما ذكره القوشجي السمرقندي في (شرح تجريد الإعتقاد : 368)، وأيضاً ما ذكره الشهاب الآلوسي في (روح المعاني 6: 186)، وكل هؤلاء من أئمة الكلام والتفسير عند أهل السنة، قد أجمعوا على أن الآية المتقدمة نزلت في علي (عليه السلام) عندما تصدق بخاتمه على السائل . . وهذه الولاية هي ولاية الأمر، إذ لا يليق توجيهها إلا بذلك لمحل ((إنما)) التي تفيد الحصر .. وقد جاءت - هذه الآية - تخبر عن مصاديق ولاة الأمر,وهم: الله عز وجل ، ورسوله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) .. فهؤلاء هم الذين بأيديهم الأمر وإليهم ولاية الناس وإدارة شؤونهم .. وقد تسأل فأين النص على ولاية باقي الأئمة (عليهم السلام) ؟ نقول: يجيبك عن ذلك من حديث العدد حديث: ( الخلفاء من بعدي إثنا عشر) رواه البخاري ومسلم . ومن حيث الإنتساب: حديث الثقلين الذي جاء فيه ( إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما فلن تضلوا بعدي أبداً ، وقد انبأني اللطيف الخبير إنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض). وهذا الحديث صحيح رواه مسلم والترمذي والحاكم وغيرهم وله ألسنة متقاربة.  فإذا جمعت - أيها الأخ الكريم - بين حديث الخلفاء من بعدي إثنا عشر، وحديث الثقلين لانقلبت على هدى ونور من أمرك, فحديث الخلفاء إثنا عشر يؤكد وجود إثني عشر إماماً أو خليفة - المعنى واحد - يكونون بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتستمر إمامتهم إلى يوم القيامة .. وحديث الثقلين يخبرنا أن الكتاب والعترة لن يفترقا إلى يوم القيامة .. وطريقة الجمع بين الأحاديث النبوية تستلزم أن يكون هؤلاء الخلفاء الإثني عشر هم العترة الطاهرة التي عناها رسول الله (صلى الله عليه وآله) في كلامه .. وإلا فلن تجد لهذين الحديثين تفسيراً صحيحاً غير ما ذكر لو جبت مشارق الأرض ومغاربها .. فإذا عرفت هذا وعرفت الأحاديث الصحيحة التي ربطت حسن العاقبة بمعرفة الإمام ، انقلبت - أيها الأخ في الله - على مصباح هدى من أمرك. فدونك هذه النعمة في البيان فأغتنمها وأبحث عما ينجيك .. ونحن بخدمتك حول أي تفسير أو سؤال بهذا الصدود .         ودمتم في رعاية الله

2