موسى حسين زهران - فلسطين
منذ 4 سنوات

المقصود من ال ياسين في سورة الصافات

أرجو منكم الإفادة بشأن الآية في سورة الصافات: (( سَلاَمٌ عَلَى إِل يَاسِينَ... إِنَّهُ مِن عِبَادِنَا المُؤمِنِينَ )) (الصافات:120-132)؟علماً بأنّ الهمزة في (ال) هي تحت حرف الألف، فهل هو سيّدنا محمّد عليه وعلى آله السلام.؟


الأخ موسى المحترمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهإنّ رسم الخط القرآني لـعثمان طه المتداول في شرق العالم الإسلامي بقراءة حفص عن عاصم لهذه الآية جاء على هذه الصورة: (( سَلاَمٌ عَلَى إِل يَاسِينَ )) ، بكسر الهمزة وسكون اللام، ورسم الخط القرآني بالخط المغربي على قراءة ورش لهذه الآية جاء على هذه الصورة: (ءَالِ ياسين) بفتح ومدّ الهمزة وكسر اللام، فتكون الهمزة بالمدّ (آل)، وهو رسم الخط القرآني في المصحف المطبوع عن دار المعرفة في سوريا على قراءة قالون، و(إل) في كلّ خطوط النسخ القرآنية جاءت مفصولة عن (ياسين)، وهو مؤيّد لقراءة المدّ. وقد نصّ علماء القراءات والتفسير على أنّ قراءة نافع، وابن عامر، ويعقوب، وورش، وسفينة، وزيد بن عليّ بالمدّ، أي: (آل ياسين) (1) .ووردت روايات في تفسير معنى قراءة: (آل ياسين)، كما في (المعجم الكبير) للطبراني: ((حدّثنا عبد الرحمن بن الحسين الصابوني التستري، ثنا عبّاد بن يعقوب، ثنا موسى بن عمير، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عبّاس: (( سَلاَمٌ عَلَى إِل يَاسِينَ )) ، قال: نحن آل محمّد (صلى الله عليه وآله) )) (2) ، ورواه عن ابن عبّاس ابن أبي حاتم في تفسيره (3) . ورواه الحاكم الحسكاني، قال: ((أخبرني أبو بكر المعمري، حدّثنا أبو جعفر القمّي، حدّثنا أبي، حدّثنا عبد الله بن الحسن المؤدّب، عن أحمد بن علي الأصبهاني، قال: أخبرنا محمّد بن أبي عمر النهدي، قال: حدّثني أبي، عن محمّد ابن مروان، عن محمّد بن السائب، عن أبي صالح: عن ابن عبّاس في قوله: (سلام على آل ياسين)، قال: على آل محمّد)).ورواه بطريق آخر، عن داود بن علية، عن الكلبي، عن أبي صالح، وبعدّة طرق عن عبّاد، عن موسى بن عثمان، عن الأعمش، عن مجاهد. ثمّ قال: ((قال أبو بكر المعمري: وحدّثنا أبو جعفر إملاءاً في المجلس الثاني والسبعين، قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق، حدّثنا عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى أبو أحمد الجلودي البصري، حدّثنا محمّد بن سهل، حدّثنا الخضر بن أبي فاطمة البلخي، حدّثنا وهيب بن نافع، قال: حدّثني كادح، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه: عن عليّ (عليهم السلام) في قوله: (سلام على آل ياسين)، قال: (ياسين: محمّد، ونحن آل ياسين) )). ثمّ رواه عن فرات بطريقه: ((عن أبان، عن سليم بن قيس العامري، قال: سمعت عليّاً يقول: (رسول الله ياسين، ونحن آله) )).وأورده بطريقه عن ميمون بن مهران، عن ابن عبّاس؛ وسفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد، عن ابن عبّاس (4) .ورواه الصدوق بطريقه: ((عن أبي عبد الرحمن السلمي: أنّ عمر بن الخطّاب كان يقرأ: (سلام على آل ياسين)، قال أبو عبد الرحمن السلمي: آل ياسين: آل محمّد (عليهم السلام) )) (5) . وهو التفسير الوارد عن أهل البيت (عليهم السلام) من طرقنا. فقد روى الصدوق في أماليه بطريقه: ((عن كادح، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ (عليهم السلام)، في قوله عزّ وجلّ: (( سَلاَمٌ عَلَى إِل يَاسِينَ )) ؟ قال: (ياسين محمّد (صلى الله عليه وآله) ونحن آل ياسين) )) (6) .وروى أيضاً احتجاج الإمام الرضا (عليه السلام) على جماعة العلماء عند المأمون، بطريقه إلى الريان بن الصلت، وفيه: ((قال أبو الحسن (عليه السلام) : نعم، أخبروني عن قول الله عزّ وجلّ: (( يس * وَالقُرآنِ الحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ المُرسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ )) (يس:1-4)، فمن عنى بقوله: (( يس )) ؟ قالت العلماء: (( يس )) محمّد (صلى الله عليه وآله) ، لم يشكّ فيه أحد.قال أبو الحسن (عليه السلام) : فإنّ الله أعطى محمّداً (صلى الله عليه وآله) وآل محمّد من ذلك فضلاً لا يبلغ أحد كنه وصفه إلّا من عقله، وذلك أنّ الله لم يسلّم على أحدٍ إلّا على الأنبياء (عليها السلام)، فقال تبارك وتعالى: (( سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فِي العَالَمِينَ )) (الصافات:79)، وقوله: (( سَلاَمٌ عَلَى إبراهيم )) (الصافات:109)، وقوله: (( سَلاَمٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ )) (الصافات:120)، ولم يقل: سلام على آل نوح، ولم يقل: سلام على آل موسى، ولا على آل إبراهيم، وقال: (سلام على آل ياسين)، يعني آل محمّد (صلى الله عليه وآله) )) (7) . وروى الطبرسي في احتجاجه، احتجاج عليّ (عليه السلام) على الزنديق، قال له: وكذلك قوله: (سلام على آل يس)، لأنّ الله سمّى به النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، حيث قال: (( يس * وَالقُرآنِ الحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ المُرسَلِينَ )) ، لعلمه بأنّهم يسقطون قول الله: سلام على آل محمّد، كما أسقطوا غيره (8) .فهذا استشهاد من أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) على معنى: (( سَلاَمٌ عَلَى إِل يَاسِينَ )) من القرآن الكريم، لاتّفاق أغلب المفسّرين على أنّ (( يس )) في سورة يس يراد بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بشهادة الآية بعدها، فـ (( يس )) اسم من أسماء محمّد (صلى الله عليه وآله) .مع أنّ هناك من قال: إنّ (( إِل يَاسِينَ )) مخفّف من (آل ياسين) (9) ، أو أنّ المراد به (آل إلياس)، أو أن (ياسين) اسم أب إلياس، فالمراد بـ (( إِل يَاسِينَ )) : (آل ياسين)، وهو نبيّ الله إلياس (عليه السلام) لأنّه من آله (10) .ولكن (ياسين) اسم لمحمّد (صلى الله عليه وآله) بشهادة سورة (يس)، ولا دليل على أنّ اسم أب إلياس (عليه السلام) ياسين، وإنّما فرضوه فرضاً على تفسير الآية.ودمتم في رعاية الله

4