احمد جعفر - الكويت
منذ 4 سنوات

المقصود من (ال يس )في القران

(( سَلاَمٌ عَلَى إِل يَاسِينَ )) (الصافات:130)، من هو أو من هم؟ هل هو نبيّ الله إلياس (عليه السلام) ؟ أم المقصود بهم هم آل محمّد (عليه السلام) ؟وإن كانوا آل محمّد (عليهم السلام) فهل تدلّ على عصمتهم؟ما هو قول العلاّمة الطباطبائي في تفسير الميزان؟


الأخ احمد المحترمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهنقل الشيخ الصدوق(رحمه الله) في كتاب (الأمالي) بسنده عن الإمام عليّ (عليه السلام) في قوله عزّ وجلّ: (( سَلاَمٌ عَلَى إِل يَاسِينَ )) قال: (ياسين محمّد (صلى الله عليه وآله) ونحن آل ياسين) (1) .وروى أيضاً بسنده عن ابن عبّاس في قوله تعالى: (( سَلاَمٌ عَلَى إِل يَاسِينَ )) ؟ قال: ((على آل محمّد (صلى الله عليه وآله) )) (2) . وقال العلاّمة الطباطبائي في (تفسير الميزان): وهو [القول بأنّ آل ياسين هم آل محمّد] مبني على قراءة آل ياسين، كما قرأه نافع وابن عامر ويعقوب وزيد (3) .وياسين: اسم من أسماء نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) بلغة طي (4) ، وبهذه اللغة نزلت الآية: (( يس * وَالقُرآنِ الحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ المُرسَلِينَ )) (يس:1-3). وهذه الآية لا تدلّ على عصمتهم (عليهم السلام) بالصراحة، بل تدلّ عليها من باب أنّ المولى عزّ وجلّ لم يسلّم إلّا على الذوات المعصومة، كما في قوله: (( سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فِي العَالَمِينَ )) (الصافات:79)، وقوله: (( سَلاَمٌ عَلَى إبراهيم )) (الصافات:109)، وقوله: (( سَلاَمٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ )) (الصافات:120). فقد روى الصدوق عن الإمام الرضا (عليه السلام) في احتجاجه على العلماء بمحضر المأمون، أنّه (عليه السلام) قال: ((أخبروني عن قول الله عزّ وجلّ: (( يس * وَالقُرآنِ الحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ المُرسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ )) (يس:1-4)، فمن عنى بقوله: (( يس )) ؟قالت العلماء: (( يس )) ، صلّى الله عليه وآله وسلّم، لم يشكّ فيه أحد.قال أبو الحسن: فإنّ الله عزّ وجلّ أعطى محمّداً وآل محمّد من ذلك فضلاً لا يبلغ أحد كنه وصفه إلّا من عقله، وذلك أنّ الله عزّ وجلّ لم يسلّم على أحد إلّا على الأنبياء صلوات الله عليهم، فقال تبارك وتعالى: (( سَلاَمٌ عَلَى نُوحٍ فِي العَالَمِينَ )) ، وقال: (( سَلاَمٌ عَلَى إبراهيم )) ، وقال: (( سَلاَمٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ )) . ولم يقل: سلام على آل نوح، ولم يقل: سلام على آل إبراهيم، ولا قال: سلام على آل موسى وهارون، وقال عزّ وجلّ: (سلام على آل ياسين)، يعنى: آل محمّد صلوات الله عليهم)) (5) .ودمتم في رعاية الله

17