( 25 سنة )
- العراق
منذ 4 سنوات
مراتب الجنان والندم في الجنة
السلام عليكم اتمنى الاجابة على اسئلتي
س١/ هل يختلف مقدار نعيم كل شخص في الجنة حسب عمله في الدنيا ؟
س٢/ هل يزداد نعيم اهل الجنة دون حدود حيث يزيد النعيم عليهم ؟
س٣/ ما هو الفرق بين جنة الفردوس وغيرها من الجنان من ناحيه مقدار النعيم ؟
س٤/ ما هو عدد طبقات الجنة و اسمائها ؟
س٥/ هل سيكون هناك ندم في الجنة مثل عدم العمل في الدنيا للحصول على أعلى مراتب الجنة مثل الفردوس او لن يكون هناك ندم او حسرة في الجنة ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في برنامجكم مالمجيب
الجنة مراتب بحسب مراتب العباد فمنهم من يسكن في اعلى المراتب وهم الانبياء والاوصياء ومنهم من يسكن في مراتب اقل ويصرح القرآن بذلك (( هم يومئذ درجات )) (( ولكل درجات مما عملوا )).
وكما نلاحظ القرآن الكريم يتدرج في ذكر مراتب الجنان فمرة يشير الى الفردوس وتارة يذكر جنة عدن وتارة يشير الى جنة المأوى .
فيذكر الفردوس في سورة المؤمنون فيقول الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون . ويذكر جنة عدن ومساكن طيبة في جنات عدن ... المزید.. ويشير اليها احداها احدى عشرة مرة في الكهف وطه ومريم والبينة وهكذا . ثم يشير تارة اخرى لجنات اخرى (المأوى) (الخلد) (دار السلام) وهكذا . وورد عندنا انه يقال لقاري القران (أقرأ وأرق) وهذا انه إلى ان منازل الآخرة درجات وبالتالي فالجنات ايضا درجات. وقد قال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) سلو لي الوسيلة . والوسيلة اعلى درجة من كل باقي الجنان وهي اعلى الجنان في جنة الفردوس التي تحوي على اربع جنان اعلاها الوسيلة. وهي مسكن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) واهل بيته الطيبين الطاهرين.
اما سؤالكم عن طبقات الجنة:
الجنة طبقاتها متعددة بتعدد أصناف الناس فيها والآيات وقد دلت على أن الجنة درجات:
1- قوله تعالى: (( وَعَدَ اللّهُ المُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجرِي مِن تَحتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدنٍ وَرِضوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكبَرُ ذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ )) (التوبة:72).
حيث يظهر أن جنات عدن صنف من الجنات.
2- قوله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَت لَهُم جَنَّاتُ الفِردَوسِ نُزُلاً)) (الكهف:107).
وهذا صنف آخر من الجنات هو جنات الفردوس.
3- قوله تعالى: (( وَفَضَّلَ اللّهُ المُجَاهِدِينَ عَلَى القَاعِدِينَ أَجراً عَظِيماً * دَرَجَاتٍ مِّنهُ وَمَغفِرَةً وَرَحمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً )) (النساء:95-96).
4- قوله تعالى: (( أُولَـئِكَ هُمُ المُؤمِنُونَ حَقّاً لَّهُم دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِم وَمَغفِرَةٌ وَرِزقٌ كَرِيمٌ )) (الأنفال:4).
5- قوله تعالى: (( انظُر كَيفَ فَضَّلنَا بَعضَهُم عَلَى بَعضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكبَرُ تَفضِيلاً )) (الإسراء:21).
فهذه الآيات تبين وجود تفاوت بين المؤمنين من جهة الرفعة والمقام والدرجة يوم القيامة وهذا يقتضي أن تكون الجنات التي يدخلونها متفاوتة من جهة النعيم بحسب اختلاف الدرجات.
ودمتم في رعاية الله (انتهى جواب مركز الأبحاث العقائدية بتصرف)
اما سؤالكم عن الندم في الجنان:
اتضح مما سبق ان الجنة ليست درجة واحدة بل هي درجات يوم القيامة فاذا كان كذلك فان الدرجة النازلة التي ينالها العبد يوم القيامة ما هي الا لتقصير في عبادة او لمعصية صدرت منه ولذا يذكر القران ان من اسماء يوم القيام هو يوم التغابن (( يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ وَ مَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَ يَعْمَلْ صالِحاً يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئاتِهِ وَ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ))( سورة التغابن: 9) وايضا انه يوم الحسرة ((أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَ إِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ))( سورة الزمر:56) أي يوم يشعر فيه الناس بانه مغبون ويوم يكون الناس فيه بحسرة اما اهل جهنم فواضح الحسرة والشعور بالغبن فانهم لما صرفوا حياتهم في البعد عن الله تعالى والملذات والمعاصي فانه يتحسرون على انفسهم واما اهل الجنة فانهم يتحسرون على ما فات من اعمارهم ولم يغتنموا الاوقات في زيادة الطاعة وعمل الخير وقد وردت روايات تبين حال الانسان يوم القيامة وكيف انه يندم على ما فاته من العمر فقد ذكر المجلسي في البحار ج7/ص262 ((أنه يفتح للعبد يوم القيامة على كل يوم من أيام عمره أربعة وعشرون خزانة - عدد ساعات الليل والنهار - فخزانة يجدها مملوءة نورا وسرورا فيناله عند مشاهدتها من الفرح والسرور ما لو وزع على أهل النار لأدهشهم عن الاحساس بألم النار ، وهي الساعة التي أطاع فيها ربه ، ثم يفتح له خزانة أخرى فيراها مظلمة منتنة مفزعة فيناله عند مشاهدتها من الفزع والجزع ما لو قسم على أهل الجنة لنغص عليهم نعيمها ، وهي الساعة التي عصى فيها ربه ، ثم يفتح له خزانة أخرى فيراها فارغة ليس فيها ما يسره ولا ما يسوؤه وهي الساعة التي نام فيها أو اشتغل فيها بشيء من مباحات الدنيا ، فيناله من الغبن والأسف على فواتها حيث كان متمكنا من أن يملاها حسنات ما لا يوصف ، ومن هذا قوله تعالى : " ذلك يوم التغابن".
فعلى الانسان انا يغتنم الفرصة في هذه الحياة الدنيا قبل ان ياتي يوم نناد رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت فانه ليس للانسان الا ما سعى وان سعيه سوف يرى ثم يجزيه الله الجزاء الاوفى فهنيئا لمن اغتنم عمره في الصالحات وعمل الخيرات فانه الناجي يوم الحسرات والندامات.
حفظكم الله ورعاكم وجعلكم من المغتنمين لاوقاتهم.