علي - المغرب
منذ 4 سنوات

تأسيس دولة الشيعة (ادريسية)

نعلم أنّ أوّل دولة شيعية كان تأسيسها بالمغرب من قبل المولى إدريس الأوّل الذي يحظى باحترام كبير لدينا، فهل كانت هذه الدولة بإذن من الإمام آنذاك، أم أنّ الأمر كان بمبادرة شخصية من المولى إدريس؟وإن كان ا...


الأخ علي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كما تعلمون فإنّ إدريس الأوّل - إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) توفّي في الربع الأخير من المائتين للهجرة - قد أتى المغرب بعد ما شهد واقعة فخ وشارك فيها، وهذا الأمر يساعدنا كثيراً في تفسير حركته.إذ أنّ قائد حركة فخ - الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب (عليهما السلام) - قد صرّح في خطبته أبّان خروجه على العبّاسيين بأنّه يدعو إلى الرضا من آل محمّد (صلى الله عليه وآله) (1) .ونقل إبراهيم بن إسحاق القطّان عنه وعن يحيى بن عبد الله بن الحسن إنّهما قالا: ((ما خرجنا حتّى شاورنا أهل بيتنا، وشاورنا موسى بن جعفر، فأمرنا بالخروج)) (2) .وقد أبّنه الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) عندما جاؤوا بالرؤوس أمام موسى بن عيسى العبّاسي، بقوله: (إنّا لله وإنّا إليه راجعون، مضى والله مسلماً صالحاً، صوّاماً قوّاماً، آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، ما كان في أهل بيته مثله) (3) . وعلى ضوء ما ذكرنا فإنّ حركة إدريس في المغرب بما أنّها كانت امتداداً لحركة فخ واستمراراً لها، فإنّها كانت تحظى بتأييد غير مباشر من الأئمّة (عليهم السلام) - كما هو سيرة الأئمّة (عليهم السلام) في تأييد الحركات الثورية السليمة في وجه أعداء الدين في ظروف التقيّة - فهم (عليهم السلام) وإن كانوا لم يشاركوا في هذه النهضة ونظائرها - لمصالح كانت تفرض عليهم - ولكن دعموها بأقوالهم تصريحاً أو تلويحاً.فمثلاً روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنّه قال في حقّ ابنه: (رحم الله إدريس بن إدريس بن عبد الله، فإنّه كان نجيب أهل البيت وشجاعهم، والله ما ترك فينا مثله) (4) ، حتّى أنّه جاءت رواية مرسلة على لسان الرسول (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: (عليكم بإدريس بن إدريس فإنّه نجيب أهل البيت وشجاعهم) (5) . ولا يخفى في المقام أنّ سيرة الأدارسة - وعلى الأخصّ إدريس الأوّل والثاني - خالية من ادّعاء الخلافة أو الإمامة، ممّا يؤيّد علاقتهم بأئمّة زمانهم (عليهم السلام)، كما هو ظاهر بأدنى تأمّل!وعلى هذا فإنّ حركتهم حتّى لو قلنا أنّها كانت بمبادرة شخصية وتشخيص للموضوع، فإنّها جاءت لتأييد خطّ الإمامة والولاية لا الدعوة إلى أنفسهم. نعم، وإن كان هذا لا يدلّ على تصحيح كافّة تصرفاتهم في الحكم من جانب الأئمّة (عليهم السلام)، ولكن يشير إلى مشروعية حركتهم في الأساس.ودمتم في رعاية الله