حمد - الإمارات
منذ 4 سنوات

مذهب الحق

1- هل السيّد نفيسة من الموالين لأهل البيت (عليهم السلام) ؟2- أليس قول السيّدة للإمام الشافعي: ((متعك الله بالنظر إلى وجهه الكريم))، إشارة بصحّة مذهب الشافعي؟3- هل كانت معاصرة لأحد الأئمّة؟


الأخ حمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالسيّدة نفيسة من ذرّية الحسن المجتبى (عليه السلام)، فهي نفيسة بنت الحسن بن زيد ابن الإمام الحسن (عليه السلام) بن الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (1) ، وكانت سيّدة جليلة لها كرامات، كان زوجها إسحاق بن جعفر الصادق (عليه السلام) من أهل الفضل والصلاح والورع والاجتهاد، وكان يقول بإمامة أخيه موسى بن جعفر (عليه السلام) (2) ، وهو أحد الشهود على الوصيّة للرضا (عليه السلام) (3) ، ومن البعيد أن لا يعرّفها زوجها ولاية الأئمّة من أهل البيت (عليهم السلام)، وأن لا تقبل منه مع ما معروف من صلاحها وعبادتها وكراماتها، وقد نقل مدى طاعتها لزوجها وأنّها ما كانت تأكل إلّا من مال زوجها. وأمّا ما نقل من دخول الشافعي عليها وسماعها منها وأنّه كان يطلب منها الدعاء له عند مرضه، وأنّها قالت لمن أرسله في مرض موته: ((متّعك الله بالنظر إلى وجهه الكريم))، وأنّه عرف أنّها نعت إليه نفسه، وأنّ جنازته أدخلت بيتها فصلّت عليه، أو صلّت عليه مأمومة، وغير ذلك من النقولات (4) ، فكلّها لم تثبت، ونقلت على وجه القيل، ولم نجد فيها وجهاً مُسنّداً.قال ابن حجر: ((حضور الإمام (الشافعي) الوليمة عندها لا أعرفه، بل ورد أنّ الشافعي لمّا مات مرّوا بجنازته عليها فصلّت عليه، ولم يثبت هذا أيضاً (5) .وإن صحّ النقل في كلّ ذلك فهو لا يدلّ على صحّة مذهب الشافعي، بل حتّى حسن حاله، فإنّ هذه الأُمور في نفسها لا تدلّ على ذلك، فسماع الحديث والتحديث لا يدلّ على صحّة مذهب المحدّث أو السامع، والدعاء لشخص بالشفاء أو الصلاة على جنازته يكون للصالح والطالح، ولو سلّمنا الملازمة في مثل هذه الأُمور.. لكنّها لم تصدر عن الإمام المعصوم حتّى تثبت لها الحجّية.هذا وفي ما نقل من قولها: ((متّعك الله بالنظر إلى وجهه الكريم))، نحو إشكال! فإنّ الأخذ بظاهر هذا الدعاء مشكل؛ لما تعتقد الإمامية من عدم إمكان رؤية الله عزّ وجلّ، فلا يصدر هذا الدعاء إلّا من صاحب عقيدة أشعرية أو حشوية. نعم يمكن تصحيحه بالحمل على النظر إلى رحمة الله، كما في قوله تعالى: (( وُجُوهٌ يَومَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )) (القايمة:22-23)؛ فلاحظ! وقد عاصرت هذه السيّدة الكريمة الإمامين الكاظم والرضا (عليهما السلام)، فإنّها ولدت سنة (145هـ)، وتوفّيت في سنة (208هـ) (6) .ودمتم في رعاية الله