( 14 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

التوبة

أفعل الذنب وأتوب إلى الله، وأفعل الذنب وأتوب إلى الله، وأفعل الذنب وأتوب إلى الله. أنا الآن أريد أنْ أتوب إلى الله توبةً نصوحةً، وتوبة من كلّ قلبي، ولكنَّني خائف من أنَّني إذا تبت سوف أعود إلى فعل الذنب، فما الذي عليّ فعله كي لا أذنب؟


إنَّ تكليف الإنسان، هو أنْ يكون مطيعاً لله تعالى في كل شيء، وإذا عصى فعليه التوبة بالندم على ما وقع، والإصرار على عدم العودة إلى المعصية، وأداء حقوق الخالق والمخلوق السابقة واللاحقة، والاستغفار، ومجرَّد احتمال عودته إلى الذنب مرَّة أخرى، لا يعفيه من لزوم التوبة، ولا بدَّ من الإلتفات إلى أنَّ تكرُّر التوبة بعد تكرُّر المعصية من الإنسان، لا يمنع من قبولها ما لم تصل إلى حدِّ الاستخفاف بالله تعالى، والاستهانة به، وقد رُوي عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: ((يا محمد بن مسلم ذنوب المؤمن، إذا تاب منها مغفورةٌ له فلْيَعمل المؤمن لِما يستأنف بعد التوبة والمغفرة، أَمَا والله إنَّها ليست إلّا لأهل الإيمان، قلت: فإنْ عاد بعد التوبة والاستغفار من الذنوب وعاد في التوبة؟ فقال: يا محمد بن مسلم أتَرى العبدَ المؤمن يندم على ذنبه، ويستغفر منه ويتوب ثُمَّ لا يَقْبَل الله توبته؟ قلت: فإنَّه فعل ذلك مِراراً، يُذنب ثمَّ يتوب ويستغفر [الله]، فقال: كلَّما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة، عاد الله عليه بالمغفرة وإنَّ الله غفور رحيم، يَقْبَل التوبة ويعفو عن السيِّئات، فإيّاك أنْ تُقْنِط المؤمنين من رحمة الله))، الكافي للشيخ الكلينيّ، ج ٢، ص ٤٣٤، ثُمَّ إنَّ الشيطان له صولات، يهدف من خلالها إلى إيقاع الإنسان في اليأس من رحمة الله تعالى، وإجباره على الاستسلام المطلق للمعاصي، ولا يجدر بالإنسان أنْ يُمكِّن الشيطان من نفسه، حتَّى لو عاد إلى المعصية، فعليه أنْ يُجَابِهَ الشيطان بالتوبة وحسن الظن بالله تعالى، ومجاهدة النفس وإخضاعها طاعة الله، والابتعاد عن معصيته مهما أمكن، وأمَّا الخوف من العودة إلى الذنب مرَّة أخرى، فهو يُعَبِّر عن رغبة الإنسان في الابتعاد عن المعصية، وحَذَارِ أنْ يَتَحَوَّل الخوف إلى عامل من عوامل اليأس والقنوط من رحمة الله.

29