كارم محمود - مصر
منذ 4 سنوات

 النص عليهم(صلوات الله عليهم) من كتاب (الكافي)

اقتباس: ((ولكنّ الله، ومن منطلق علمه الأزلي ووجود المصالح الإلهيّة، كان لم يجعل ذلك، وفي نفس الوقت المصلحة العليا تقتضي أن لا يصرّح بهذا الموضوع قبل وفاة السيّد محمّد. ولا يخفى أنّ المصلحة قد تكون هي: بيان مقام السيّد محمّد وعظمته عند الشيعة، حتّى يعرفونه بحدّ قريب لمعرفتهم الإمام(عليه السلام)، أو أنّ المصلحة كانت: في إخضاع الشيعة للاختبار الإلهي في طاعتها وولائها لله عزّ وجلّ، والأئمّة المعصومين(عليهم السلام)، أو غير ذلك...)). من الذي أوحى له الله سبحانه وتعالى: ((كان لم يجعل ذلك، وفي نفس الوقت المصلحة العليا تقتضي أن لا يصرّح بهذا الموضوع قبل وفاة السيّد محمّد))، حتّى يجعل الله سبحانه وتعالى يطلعه على مكنون نفسه؟ وهل يصحّ التكلّم بالبداء من مسلم يعلم يقيناً بأنّ المولى عزّ وجلّ خلق كلّ شيء بقدر، وقدّر لعمارة الأرض في كلّ وقت، وكلّ زمان، بقدر معلوم؟ أرجو الردّ.


الأخ كارم المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنّ فهمك للعبارة التي اقتبستها: من أنّها تدلّ على لا بدّية الوحي للإمام، إن هو إلاّ فهم خاطئ! فلا يوجد في تلك العبارة ما يدلّ على ذلك، وإنّ قولنا: ((كان لم يجعل ذلك))، يعني: أنّ الله سبحانه وتعالى كان في علمه الأزلي أنّ الإمام ليس هو الولد الأكبر للإمام الهادي(عليه السلام)، وأنّ اعتقاد الشيعة بذلك لا يغيّر الواقع عند الله، وعند الإمام أيضاً، فالإمام الهادي(عليه السلام) كان يعلم من آباءه عن رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّ الإمام ليس هو السيّد محمّد، بل هو الحسن العسكري(عليه السلام). نعم، هو لم يصرّح بذلك، وعدم تصريحه بذلك لا يعني أنّ الأمر ملتبس عليه، وأنّه لا يعلم ذلك، بل إنّ علمه بذلك من رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالأخبار التي وصلت عن آباءه(عليهم السلام)، وأنّ إمامة الحسن العسكري(عليه السلام) لم يعلمها عن طريق الوحي مباشرة، وإن كان ذلك في حقّهم ممكن، ولكنّه عرف ذلك بالنصوص وبالعلامات التي تظهر في كلّ إمام منذ ولادته. ودمتم في رعاية الله