حيدر مهدي عواد - ايسلندا
منذ 4 سنوات

 النصّ على الأئمّة(عليهم السلام)

أضع بين يديکم الکريمتين الاستفسار التالي، وأرجو منكم الإجابة: لدي إشكال في الحديث الوارد في (أُصول الکافي/ الجزء الأوّل/ باب ما يفصل بين دعوى الحقّ والمبطل في أمر الإمامة): محاورة بين هشام بن سالم والإمام الکاظم(عليه السلام) - وهشام بن سالم من أصحاب الإمام الصادق ع المقرّبين - يصف حاله وحال أتباعه وبقية أصحاب الصادق(عليه السلام) بعد وفاة الإمام الصادق: أنّهم باکين حيارى لا يعرفون أين يتوجّهون، إلى أي فرقة: للمرجئة، للقدرية، إلى الزيدية، إلى المعتزلة، إلى الخوارج، وعند الالتقاء بالإمام الکاظم(عليه السلام) يخاطبه: جعلت فداك من لنا بعده؟ قال(عليه السلام): (إن شاء الله يهديك هداك)، قلت: جعلت فداك فأنت هو؟ قال(عليه السلام): (لا، ما أقول ذلك...) إلى آخر الحديث. الإشكال هو: کيف يغيب عن أصحاب الإمام الصادق(عليه السلام) المقرّبين، وهم بطانته، ومن الثقات، هشام بن سالم، ومؤمن الطّاق، والفضيل، وأبا بصير، يغيب عنهم النص على الإمام الکاظم؟! لا يعرفون النص على الإمام بعد الصادق(عليه السلام) کلّ هذه الفترة وهم معه، لم يخبرهم الإمام من يخلفه من بعده في أمر مهم يخص عقيدة الإسلام، وأهمّ الأُصول: الإمامة، والجهل بها يفتح على المسلمين باب الهلاك والضياع! الإشكال الثاني: الإمام الکاظم(عليه السلام) رفض أن يعلن عن نفسه، ولم يصرّح أوّل الأمر بالإمامة أمام تلميذ الإمام الصادق(عليه السلام)، بل يجيبه بالألغاز والرموز والتورية.. نرجو الإجابة.


الأخ حيدر المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من خلال معرفة أنّ الإمام الصادق(عليه السلام) أوصى إلى خمسة أشخاص بعده، تعرف أنّ إمامة موسى الكاظم(عليه السلام) كانت محاطة بالسرّية التامّة؛ فقد كان حاكم المدينة يبحث عن الوصيّ بعد الإمام(عليه السلام) ليقتله. وكذلك هذه الرواية نفسها تشير إلى شدّة التقيّة آنذاك؛ فالإمام يقول له: سَل تُخبر ولا تذع، فان أذعت فهو الذبح. ومع هذه التقيّة لا مانع من أن يغيّب الإمام الصادق(عليه السلام) بعض الحقائق عن خُلّص أصحابه، وهو يعرف أنّهم بعد ذلك يهتدون إلى الإمام الحقّ من خلال علمه؛ فقد عبّر الراوي أنّه وجد الإمام: بحر لا ينزف، ثمّ أخذ الإذن من الإمام لإرشاد الناس إلى إمامته. ودمتم في رعاية الله