سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حقيقة قصة الاصمعي بشأن سماعه لمناجاة الامام السجاد - عليه أفضل الصلاة والسلام - في الكعبة المشرفة ، والحوار الذي جرى بينهما ؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ، مرحبًا بك أيها السائل الكريم
جاء في كتاب حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)، للشيخ باقر شريف القرشي ،ج1،ص236-237:
روى الأصمعي قال: كنت أطوف حول الكعبة فإذا شاب متعلق بأستار الكعبة و هو يقول بنبرات حزينة تأخذ بمجامع القلوب: نامت العيون و علت النجوم و أنت الملك الحي القيوم غلقت الملوك ابوابها و أقامت عليها حراسها و بابك مفتوح للسائلين جئتك لتنظر إلي برحمتك يا أرحم الراحمين .
ثم أنشأ يقول:
يا من يجيب دعا المضطر في الظلم يا كاشف الضر و البلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت قاطبة
وأنت وحدك يا قيوم لم تنم
أدعوك رب دعاء قد أمرت به
فارحم بكائي بحق البيت و الحرم
إن كان عفوك لا يرجوه ذو سرف فمن يجود على العاصين بالنعم
قال الأصمعي: فاقتفيت أثره فإذا هو زين العابدين فوقعت عليه و قلت له: أنت علي بن الحسين أبوك شهيد كربلاء وجدك علي المرتضى و أمك فاطمة الزهراء وجدتك خديجة الكبرى وجدك الأعلى محمد المصطفى و أنت تقول: مثل هذا القول؟ .
فأجابه الإمام برفق و لطف: ألم تقرأ قوله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون: 101] ألم تسمع قول جدي: خلقت الجنة للمطيع و إن كان حبشيا و خلقت النار للعاصي و إن كان قرشيا .
لقد تعلق هذا الإمام العظيم باللّه تعالى و انقطع إليه و قد أطاعه و عبده عن معرفة و إيمان و إخلاص.
دمتم في رعاية الله.