السلام عليكم ورحمه الله
ماهو موقف العلماء من عبد الله ابن عباس وعقيل بن ابي طالب وعبد الله بن عمر
ومن هم الصحابه الذين اعترضوا على غصب ابو بكر للخلافه من امير المؤمنين علي بن ابي طالب ع
١-عبد الله بن العباس: وقال العلامة الحلي : ((عبد الله بن العباس من أصحاب رسول الله (ص) كان محباً لعلي عليه السلام وتلميذه , حاله في الجلالة والاخلاص لأمير المؤمنين أشهر من ان يخفى)) (الخلاصة : 190) .
وقال ابن داود : (( عبد الله بن العباس رضي الله عنه حاله أعظم من ان يشار إليه في الفضل والجلالة ومحبة أمير المؤمنين (ع) , وانقياده له )) (رجال ابن داود : 864) .
وقال التستري بعد أن ذكر جملة من مواقفه مع اعداء أهل البيت : (( وبالجملة : بعدما وقفت على محاجته مع عمر وعثمان ومعاوية وعائشة وابن الزبير وباقي أعداء أهل البيت وتحقيقه للمذهب ودفعه عن الشيعة , لو قيل : إن هذا الرجل أفضل رجال الاسلام بعد النبي (ص) والأئمة الاثني عشر (ع) وحمزة وجعفر ( رضي الله تعالى عنهما ) كان في محله ))(القاموس 6/490) .
وقال السيد الخوئي في (المعجم 11/247): (( ذكر الكشي عدة روايات مادحة له ... المزید ولما مات غسل وكفن ثم صلى على سريرة وقال : فجاء طائران ابيضان فدخلا في كفنه فرأى الناس إنما هو فقهه فدفن )) . وقال في (ص 256) : (( والمتحصل مما ذكرنا ان عبد الله بن عباس كان جليل القدر مدافعاً عن أمير المؤمنين )) . وبنفس هذا الكلام ذكره كل من ترجم له , ارجع الى :(1) رجال الطوسي : 254 .(2) منتقى المقال : 197 .(3) رجال الكشي : 415 .(4) رجال ابن طاووس : 320 .(5) الدرجات الرفيعة : 102 .
نعم، اعداء الشيعة يحاولون التصيد بالماء العكر , فيأخذون الضعيف المردود ويحملوه على الشيعة بغية الحط من قيمة المذهب , ولاجل مواجهة ابن عباس لاعداء أهل البيت تعرض للمطاعن من قبل اعداءهم , وهذا ـ دائماً ـ جزاء المقتفي والمتبع لعلي وآل علي (ع) .
٢-ان عقيل بن ابي طالب موقفه ليس فيه ما يشين، وما يقال من انه ذهب الى معاوية فهناك اختلاف في الأمر بين من يقول انه ذهب الى معاوية بعد وفاة امير المؤمنين (عليه السلام) وحينما صار الصلح بين الامام الحسن (عليه السلام) ومعاوية لعنه الله ومن قال بأنه ذهب إلى معاوية في حياة أمير المؤمنين. واذا كان قد ذهب قبل وفاة الامام امير المؤمنين (عليه السلام) فهناك روايات تشير إلى ان عقيلا رضوان الله تعالى عليه كان يكتب الكتب لأخيه أمير المؤمنين (عليه السلام) يخبره فيها بما كان ينوي معاوية أو أصحاب معاوية فعله او بما فعلوه اذن نستطيع ان نقول بأن عقيلا ممكن ان يكون عينا وعونا في نفس الوقت للامام امير المؤمنين (عليه السلام) ويلاحظ انه استطاع ان يرد على معاوية في اكثر من مرة ويوبخه وكان يصرح في مجلس معاوية اني مررت بمعسكر امير المؤمنين (عليه السلام) فكان كمعسكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا نسمع فيه إلا تاليا للقرآن الكريم او متهجدا يصلي لله ما بين قائم وراكع ومررت بمعسكرك ويخاطب بكلامه معاوية فلم اجد إلا ابناء الطلقاء وممن نفر برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في يوم العقبة وكان يسأل معاوية من هذا الذي يجلس على جانبك فيجيبه معاوية انه عمرو بن العاص فيقول عقيل هذا الذي اختصم فيه ستة نفر من قريش فغلب عليهم جزارها (العاص) ثم يقول فمن هذا الى يسارك فيقول معاوية هذا ابو موسى الاشعري فيقول هذا ابن السراقة فيغتاض القوم باجمعهم ثم يحاول معاوية ان يتدارك الموقف فيقول وانا ماذا تقول في فيقول اعفني فيصر معاوية فعند ذلك يقول له عقيل اتعرف حمامة ثم يخرج عقيل من ذلك المجلس فيستدعي معاوية نسابة فيساله عن حمامة فيقول له النساب لي الامان فيقول لك الامان فقال له انها ام ابي سفيان وكانت من ذوات الرايات (بغية).
ذات مرة يرسل في طلب عقيل رضوان الله عليه فيدخل فيحاول معاوية الاستهزاء به فيقول يا اهل الشام ان هذا الرجل عمه ابو لهب الذي قال فيه القران ( تبت يدا ابي لهب ) وهنا يبادر عقيل يا اهل الشام ان من قال فيها القران ( وامرته حمالة الحطب ) عمة معاوية. ويلح معاوية عليه بسب امير المؤمنين (عليه السلام) فيصعد عقيل ويقول ان معاوية بن ابي سفيان امرني ان العن علي بن ابي طالب فألعنوه ونزل فما زاد ولا نقص فاعترض عليه معاوية بانه لم يبين على من اللعن كان.
وهكذا ثم يصرح عقيل يقول علي مع الحق والحق مع علي وعلي معه الدين ومعك يا معاوية الدنيا فيعطيه معاوية مئة الف دينار ويقول هل يعطيك علي مثل عطائي فيقول له انك تعطي مما ليس لك وعلي يعطي من ماله ويقصد ان عليا امير المؤمنين اكرم من معاوية اذ ان الامام صلوات الله عليه لما راى حالة اخيه واحتياجه وعسره قال انتظرني اعطيك من عطائي الشهري.
فكانت دراهم علي (عليه السلام) عند عقيل اكثر من عطاء معاوية كما صرح له لان معاوية يعطي مما ليس له. ثم بعد ذلك يرمي هذه المئة الف دينار في وجهه ويخرج.
ويصرح معاوية بان وجود عقيل قد افسد مجالسهم ولذا فان المتتبع لاخبار عقيل رضوان الله عليه يجد ان عقيلاً لا لاهل الشام بل عليهم وموقف ال عقيل اجلى من ان يذكر في تفانيهم ودفاعهم عن امير المؤمنين (عليه السلام) وكذلك الامام السبط الحسن (عليه السلام) وسيد الشهداء ابي عبد الله الحسين (عليه السلام). وهنالك كثير من المصادر تشير الى ذلك.
٣-اما عبد بن عمر بن الخطاب :
ان مقياس الوثاقة والعدالة لدى الإمامية هو حسن الصحبة والطاعة للمعصوم, ومخالفة الشخص للإمام يوجب الطعن فيه مهما بلغ من المنزلة الاجتماعية وامتاز بالنسب واشتهر بالحسب، فان موقفه من الإمام المعصوم يعد فاصلاً مهماً في حسن حاله وقبول رواياته.
ومما يؤسف له أن عبد الله بن عمر قد اتخذ موقفاً متخاذلاً من الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، فامتناعه عن بيعته كان ليس له موجب وتردده في قبول خلافته لا يعتمد على دليل شرعي يوجب معه التوقف عن إمامته، مع أن قوله في علي (عليه السلام) يعد دليلاً على معرفته التامة بمنزلة الإمام (عليه السلام).
حيث قال في حديث له: ((إنا لا نفضّل أحداً على أبي بكر وعمر وعثمان))، فقال السائل: وعلي بن أبي طالب ؟ فقال عبد الله بن عمر : ((هؤلاء بيت لا يقاس بهم أحد))، مما يعني ارتكاز أفضلية علي بن أبي طالب (عليه السلام) على الثلاثة في نفسه ووجدانه, إلاّ أن تردده في مبايعة الإمام علي (عليه السلام) مع تمام معرفته به يوجب طعناً في عدالته وخرقاً في وثاقته!! فقد دخل في أحد الليالي على الحجاج فقال الحجاج: ما الذي أتى بك ؟ قال: جئتك لأبايعك. فقال: ما الذي دعاك إلى ذلك ؟ فقال: قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) : (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية). وكان الحجاج مشغولاً فقال : إن يدي مشغولة فهاك رجلي, فمسح على رجله وخرج، فقال الحجاج : ما أحمق هذا, يدع مبايعة علي بن أبي طالب ويبايع الحجاج !! وكان بعد ذلك أن أمر الحجاج بقتله.
فسيرة عبد الله بن عمر مع الإمام علي (عليه السلام) وتقاعسه عن الخروج معه يوجب منا التوقف في وثاقته, بل الطعن في عدالته, وهذا ملاكنا في توثيق الرجال وتضعيفهم . …
و ذكر ذلك الجاحظ في العثمانية ص301 وكذلك ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 13 ص 242حيث قال :
ولم يميز أيضا بين امام الرشد وامام الغي، فإنه امتنع من بيعة علي عليه السلام . وطرق على الحجاج بابه ليلا ليبايع لعبد الملك، كيلا يبيت تلك الليلة بلا امام، زعم . لأنه روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال (من مات ولا امام له مات ميته جاهلية )، وحتى بلغ من احتقار الحجاج له واسترذاله حاله، أن اخرج رجله من الفراش، فقال اصفق بيدك عليها
وكذلك ذكر ذلك ابن حمدون في التذكرة الحمدونية ج 9 ص 225حيث قال:
445 - روي أن عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما استأذن على الحجاج ليلا فقال الحجاج : إحدى حمقات أبي عبد الرحمن . فدخل فقال له الحجاج : ما جاء بك ؟ قال : ذكرت قول النبيّ صلَّى اللَّه عليه وسلم : من مات وليس في عنقه بيعة لإمام مات ميتة جاهلية . فمدّ إليه رجله فقال : خذ فبايع . أراد بذلك الغضّ منه…
يرجى إرسال كل سؤال في رساله وآحده حتى يجاب عنه …