يقول أحد رجال الدين ما نصّه: ((إنّ الحديث صريح في أنّ الإمام لا يعلم أنّه إمام إلاّ حين يمضي الإمام الذي قبله، وأنّ الله يلهمه ذلك، والإمام الذي سيقضي نحبه لا يعلم من الوصي بعده حتّى يُعلمه الله، أي أنّ الله يُعلمه قبل وفاته، وليس بالضرورة أن يكون عالماً بذلك في حياته)).
فما قول سماحتكم في هذا الكلام؟
الأخوة المحترمون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحديث الذي ورد في (الكافي) هكذا: ((محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان، قال: قلت للرضا(عليه السلام): أخبرني عن الإمام متى يعلم أنّه إمام؟ حين يبلغه أنّ صاحبه قد مضى، أو حين يمضي، مثل: أبي الحسن؛ قبض ببغداد وأنت ها هنا؟
قال: يعلم ذلك حين يمضي صاحبه.
قلت: بأيّ شيء؟
قال: يلهمه الله)) (1) . وليس المقصود من هذا الحديث أنّ الإمام لا يعلم بالنص على إمامته في حياته، أو أنّ الإمام الماضي لا يعلم بإمامة اللاحق، كما هو في السؤال، وكيف يكون ذلك وهناك من الأحاديث ما يشير فيها الإمام السابق إلى إمامة اللاحق وهو في صغره!
بل المراد من الحديث: السؤال عن فعلية إمامته وبداية دوره في الإمامة؛ هل يكون عند موت الإمام السابق مباشرة، أم عندما يصل له خبر موته، والإمام يجيبه بأنّ الله يلهمه بموت السابق، فتبدأ إمامة الإمام اللاحق.
ودمتم في رعاية الله