م/ كاظم - العراق
منذ 4 سنوات

 النصّ على الأئمّة(عليهم السلام)

كيف يتمّ النص للإمام اللاحق من الإمام السابق؟ هل يتمّ بالنص؟ فيرجى تزويدنا بتلك الروايات. وكيف كان يعرف أهل زمان الإمام أنّه الإمام المنصوص عليه؟ كيف يتولّى الإمام الباقر ع الإمامة وكان لم يبلغ الخامسة من عمره؟ وهل للأئمّة معاجز، كدعاء الإمام زين العابدين ع للحجر الأسود لينطق بإمامته أمام محمّد ابن الحنفية؟ ولماذا لا نرى نصّ لإمامة الإمام الحسن ع في نهج البلاغة؟


الأخ المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نعم, يتمّ النصّ من الإمام السابق على إمامة اللاحق, مضافاً إلى النصوص الواردة عن رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبعض الأئمّة(عليهم السلام) بذكر جميع الأئمّة المعصومين الاثني عشر(عليهم السلام). وورود النصّ هو أحد طريقي معرفة الإمام(عليه السلام). والطريق الآخر، هو: إظهار المعجزات والكرامات الدالّة على إمامته، بحيث لا يبقى أيّ شكّ وريب في حقّانيته للإمامة. وأمّا النصوص والمعاجز المذكورة، فقد جاءت بحدّ التواتر والاستفاضة في كتب الحديث والتاريخ, ويكفيك أن تراجع عنواني كتاب (الحجّة، والإمامة) في كتابي (الكافي, والبحار) وغيرهما, حتّى تقف على تلك الروايات كمّاً وكيفاً. وبناءً على ما ذكرنا فإنّ الشيعة في كلّ زمان كانوا يعرفون إمامهم بتلك النصوص، التي كانت تصل إليهم بطرق صحيحة ومتواترة، وبإظهار معاجز أئمتهم(عليهم السلام). ولم يدّع أحد أنّ الإمام الباقر(عليه السلام) قد تولّى الإمامة في الخامسة من عمره, بل أغلب الظنّ أنّك تريد أن تشير إلى إمامة المهدي(عجّل الله فرجه). وعلى أيّ حال، فالإمامة منصب إلهي لا يتوقّف إعطاؤه على عمر محدّد، كما هي سُنّة الله من قبل؛ قال تبارك وتعالى في يحيى(عليه السلام): (( وَآتَينَاهُ الحُكمَ صَبِيّاً )) (مريم:12), فصغر السنّ لا يمنع, كما أنّ الشيخوخة لا تكون دليلاً في المقام. وأمّا (نهج البلاغة) فهو كتاب قد جمع فيه الشريف الرضي(ره) ما استحسنه من خطب وكلمات ورسائل الإمام أمير المؤمنين(عليه السلام), ولم يلتزم فيه أن ينقل كافّة الروايات والأحاديث المنقولة عن الإمام(عليه السلام), وعليه فلا دليل للزوم وجود نصّ على إمامة الإمام الحسن(عليه السلام) في (نهج البلاغة). ودمتم في رعاية الله

1