١- إنَّ استشهاد النبيّ(ﷺ) مسموماً أورده الشيخ الصدوق، وعدّه من عقائد الشيعة، وقد قال: ((اعتقادنا في النبيّ (ﷺ)، أنَّه سمَّ في غزوة خيبر، فما زالت هذه الأكلة، تعاوده حتى قطعت أبهره فمات منها))، الاعتقادات في دين الإمامية للشيخ الصدوق، ص ٩٧،
وقال كذلك ((وقد أخبر النبيُّ والأئمَّة أنَّهم مقتولون…))، الاعتقادات في دين الإمامية للشيخ الصدوق، ص ٩٩.
وهناك روايات تدل على ذلك، منها ما ورد عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: ((سُمَّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله) يوم خيبر، فتكلَّم اللّحم فقال: يا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إنِّي مسموم، قال؛ فقال النبيّ (صلّى الله عليه وآله) عند موته: اليوم قطعت مطاياي الأكلة التي أكلتُ بخيبر، وما من نبيّ ولا وصيّ وإلّا شهيد))، بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار، ص ٥٢٣.
كما ورد في طرق العامَّة عن أبي الأحوص عن عبد الله رضي الله عنه قال: ((لأَنْ أَحْلِفَ تِسْعاً أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه [وآله] وسلم قُتِلَ قَتْلاً أَحَبُّ إليَّ من أَنْ أَحْلِفَ وَاحِدَةً أنَّه لم يُقْتَلْ وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ نَبِيًّا وَاتَّخَذَهُ شَهِيداً))، المستدرك للحاكم النيسابوريّ، ج ٣، ص ٥٨.
فإنَّ الثابت عند الإماميَّة هو أنَّ النبيَّ مسموم.
٢- ولكن هناك آراء في مَن دسَّ له السمّ، على أساس النصوص منها ما تقدّم، ومنها ما ورد عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ((تدرون مات النبيُّ (صلّى الله عليه وآله)، أو قتل؟ إنَّ الله يقول: " أفإنْ مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم" ، فسُمَّ قبل الموت، إنَّهما سقتاه [قبل الموت]، فقلنا: إنَّهما وأبوهما شرٌّ من خلق الله))، تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي، ج ١، ص ٢٠٠، فهنا توجد إشارة إلى أنَّه سُقِيَ السمّ بخيانة من داخل بيته.
وهذا الاحتمال الثاني هو ما استقربه المحقّقون، خصوصا وأن معركة خيبر وقعت في السنة السابعة للهجرة، ومن البعيد أن يبقى أثر السمّ إلى السنة الحادية عشرة من الهجرة.