م / عبد الرحمن - قطر
منذ 4 سنوات

 النصّ على الأئمّة(عليهم السلام)

هل أئمّة الشيعة (12) أم (13)؟ لنعرف أنّ الحقيقة لا تعرف بالعاطفة والحماسة، بل بالدليل والبرهان.. أيّها الإخوة والأخوات الكرام.. قال تعالى: (( بَل نَقذِفُ بِالحَقِّ عَلَى البَاطِلِ فَيَدمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الوَيلُ مِمَّا تَصِفُونَ )) (الأنبياء:18)، لنستعرض سوياً هذه الأدلّة ولنرى هل هذا هو الدين الذي ارتضاه لنا.. (( اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دِيناً )) (المائدة:3). ولنحكم عقولنا التي مَنّ الله علينا بها، ولا نكون (( صُمٌّ بُكمٌ عُميٌ فَهُم لاَ يَعقِلُونَ )) (البقرة:171)، ولنعرف أنّ الحقيقة لا تعرف بالعاطفة والحماسة، بل بالدليل والبرهان.. فلا نكن كما قال جلّ وعلا: (( إِنَّا وَجَدنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقتَدُونَ * قَالَ أَوَلَو جِئتُكُم بِأَهدَى مِمَّا وَجَدتُّم عَلَيهِ آبَاءكُم قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرسِلتُم بِهِ كَافِرُونَ * فَانتَقَمنَا مِنهُم فَانظُر كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ )) (الزخرف:23-25). الدليل الأوّل: الكافي - الشيخ الكليني - ج1 - ص532: محمّد بن يحيى, عن محمّد بن الحسين, عن ابن محبوب, عن أبي الجارود, عن أبي جعفر(عليه السلام)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: ((دخلت على فاطمة(عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها, فعددت اثني عشر، آخرهم القائم(عليه السلام), ثلاثة منهم محمّد، وثلاثة منهم عليّ))... (12) إمام (من ولدها) من ولد فاطمة.. + الإمام عليّ =.....؟!! زيادة في التأكيد: أنّ الحديث يشير إلى أنّهم (12) من ولد فاطمة، هو وجود (3) منهم عليّ!! ولكن... هل هذا الحديث صحيح؟ ومن صحّحه من المراجع؟! الدليل الثاني: طيّب.. هل يوجد من رواه غير الكافي؛ لأنّ بعض الجهلة يعتقدون أنّه من خطأ الناسخ؟! الدليل الثالث: الخصال - الشيخ الصدوق - ص477 - 478: حدّثنا أبي(رضي الله عنه)، قال: حدّثنا سعد بن عبد الله قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب, عن الحسن بن محبوب, عن أبي الجارود, عن أبي جعفر(عليه السلام), عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: ((دخلت على فاطمة(عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء، فعددت اثني عشر، أحدهم القائم, ثلاثة منهم محمّد، وثلاثة منهم عليّ)). الدليل الرابع: القواعد الفقهية - الشيخ ناصر مكارم - ج1 - ص501 - 502: ما رواه بأسانيده الكثيرة، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر(عليه السلام)، عن جابر، قال: ((دخلت على فاطمة(عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت اثنى عشر، آخرهم القائم, ثلاثة منهم محمّد، وأربعة منهم عليّ)). الدليل الخامس: عيون أخبار الرضا(عليه السلام) - الشيخ الصدوق - ج2 - ص 52: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس(رضي الله عنه)، قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم جميعاً، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر(عليه السلام)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: ((دخلت على فاطمة(عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء، فعددت اثنا عشر، آخرهم القائم(عليه السلام)، ثلاثة منهم محمّد، وأربعة منهم عليّ(عليهم السلام) )). الدليل السادس: كمال الدين وتمام النعمة - الشيخ الصدوق - ص269: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل(رضي الله عنه)، قال: حدّثني محمّد بن يحيى العطّار, وعبد الله بن جعفر الحميري, عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب, عن ابن محبوب، عن أبي الجارود, عن أبي جعفر(عليه السلام), عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: ((دخلت على فاطمة(عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر، آخرهم القائم، ثلاثة منهم محمّد, وأربعة منهم عليّ صلوات الله عليهم أجمعين)). الدليل السابع: من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق - ج4 - ص180: روى الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر(عليه السلام)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: ((دخلت على فاطمة(عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر، أحدهم القائم, ثلاثة منهم محمّد، وأربعة منهم عليّ(عليهم السلام) )). وقد أخرجت الأخبار المسندة الصحيحة في هذا المعنى في كتاب (كمال الدين وتمام النعمة). الدليل الثامن: روضة الواعظين - الفتّال النيسابوري - ص261: قال جابر: ((دخلت على فاطمة(عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء والأئمّة من ولدها، فعددت اثني عشر اسماً، آخرهم القائم، ثلاثة من ولد فاطمة منهم محمّد، وثلاثة منهم عليّ)). الدليل التاسع: وسائل الشيعة (آل البيت) - الحرّ العاملي - ج16 - ص244: وبأسانيده الكثيرة: عن الحسن بن محبوب, عن أبي الجارود, عن أبي جعفر(عليه السلام), عن جابر، قال: ((دخلت على فاطمة(عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر، آخرهم القائم ثلاثة منهم محمّد, وأربعة منهم عليّ)). ورواه في (الفقيه) بإسناده عن الحسن بن محبوب. ورواه الكليني, عن محمّد بن يحيى, عن محمّد بن الحسين, عن الحسن بن محبوب مثله. الدليل العاشر: خاتمة المستدرك - الميرزا النوري - ج5 - ص418: عن أبي جعفر(عليه السلام)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري, قال: ((دخلت على فاطمة(عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء، فعددت اثني عشر، آخرهم القائم, ثلاثة منهم محمّد, وأربعة منهم عليّ(عليهم السلام) )). الدليل الحادي عشر: الإرشاد - الشيخ المفيد - ج2 - ص346: أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد, عن محمّد بن يعقوب, عن محمّد بن يحيى, عن (محمّد بن الحسين), عن ابن محبوب, عن أبي الجارود, عن أبي جعفر محمّد بن عليّ(عليهما السلام), عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: ((دخلت على فاطمة بنت رسول الله عليهما السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء والأئمّة من ولدها, فعددت اثني عشر اسماً، آخرهم القائم من ولد فاطمة, ثلاثة منهم محمّد, وأربعة منهم عليّ)). الدليل الثاني عشر: بحار الأنوار - العلاّمة المجلسي - ج36 - ص201 - 202: إكمال الدين, عيون أخبار الرضا(عليه السلام): العطّار, عن أبيه, عن ابن أبي الخطّاب, عن ابن محبوب, عن أبي الجارود, عن أبي جعفر, عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: ((دخلت على فاطمة(عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء, فعددت اثني عشر, آخرهم القائم, ثلاثة منهم محمّد، وأربعة منهم عليّ(عليهم السلام) )). الدليل الثالث عشر: الأنوار البهية - الشيخ عبّاس القمّي - ص347 - 348: عن أبي جعفر(عليه السلام)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري, قال: ((دخلت على فاطمة بنت رسول الله وعليها, وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء والأئمّة من ولدها, فعددت اثني عشر اسماً, آخرهم القائم من ولد فاطمة(سلام الله عليها), ثلاثة منهم محمّد, وأربعة منهم عليّ(عليهم السلام) )). الدليل الرابع عشر: جامع أحاديث الشيعة - السيّد البروجردي - ج1 - ص167: الحسن بن محبوب، عن أبي الجاورد، عن أبي جعفر(عليه السلام)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: ((دخلت على فاطمة(عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها، فعددت اثني عشر، أحدهم القائم(عليه السلام)، ثلاثة منهم محمّد، وأربعة منهم عليّ(عليهم السلام) )). الدليل الخامس عشر: إعلام الورى بأعلام الهدى - الشيخ الطبرسي - ج2 - ص166: عن أبي جعفر(عليه السلام), عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: ((دخلت على فاطمة(عليها السلام) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها, فعددت اثني عشر، آخرهم القائم, ثلاثة منهم محمّد، وأربعة منهم عليّ)). الدليل السادس عشر: كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج3 - ص246: وعن أبي جعفر محمّد بن عليّ(عليه السلام)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: ((دخلت على فاطمة بنت محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء والأئمّة من ولدها, فعددت اثني عشر اسماً، آخرهم القائم من ولد فاطمة, ثلاثة منهم محمّد, وأربعة منهم عليّ)). الدليل السابع عشر: الغيبة - الشيخ الطوسي - ص138 - 139: وبهذا الإسناد: عن محمّد بن عبد الله بن جعفر, عن أبيه, عن محمّد بن أحمد بن يحيى، (عن محمّد بن الحسين, عن أبي سعيد العصفري) عن عمرو بن ثابت, عن أبي الجارود، عن أبي جعفر(عليه السلام), قال: (قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): إنّي وأحد عشر من ولدي وأنت يا علي زر الأرض - أعني: أوتادها وجبالها - بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها, فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم يُنظروا). وقد نقله العلاّمة المجلسي.. الدليل الثامن عشر: بحار الأنوار - العلاّمة المجلسي - ج36 - ص259: غيبة الشيخ الطوسي: جماعة، عن أبي المفضّل الشيباني, عن محمّد الحميري, عن أبيه، عن الأشعري, عن عمرو بن ثابت, عن أبي الجارود, عن أبي جعفر(عليه السلام)، قال: (قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): إنّي وأحد عشر من ولدي وأنت يا عليّ زر الأرض - أعني: أوتادها وجبالها - بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها, فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم ينظروا). (12) من ولد النبيّ الكريم(صلّى الله عليه وآله وسلّم) + سيّدنا عليّ =...!! وأيضا: الدليل التاسع عشر: الكافي - الشيخ الكليني - ج1 - ص534: محمّد بن يحيى, عن محمّد بن أحمد, عن محمّد بن الحسين، عن أبي سعيد العصفوري, عن عمرو بن ثابت, عن أبي الجاورد, عن أبي جعفر(عليه السلام)، قال: (قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): إنّي واثني عشر من ولدي وأنت يا عليّ زر الأرض - يعني: أوتادها وجبالها - بنا أوتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها, فإذا ذهب الاثنا عشر من ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم يُنظروا). الدليل العشرون: الكافي - الشيخ الكليني - ج1 - ص534: وبهذا الإسناد, عن أبي سعيد رفعه, عن أبي جعفر(عليه السلام)، قال: (قال رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم): من ولدي اثنا عشر نقيباً, نجباء, محدّثون, مفهمون, آخرهم القائم بالحقّ، يملأها عدلاً كما ملئت جوراً). الدليل الحادي والعشرون: الأنوار البهية - الشيخ عبّاس القمّي - ص91: وروى الثقة الجليل علي بن محمّد الخزّاز القمّي بسنده، عن جنادة بن أبي أُميّة, قال: ((دخلت على الحسن بن عليّ بن أبي طالب(عليهما السلام) في مرضه الذي توفّي فيه, وبين يديه طست يقذف عليه الدم, ويخرج كبده قطعة قطعة، من السمّ الذي أسقاه معاوية. فقلت: يا مولاي ما لك لا تعالج نفسك؟ فقال: يا عبد الله بماذا أُعالج الموت؟ قلت: (إنّا لله وإنّا إليه راجعون). ثمّ التفت إلَيَّ, فقال: (والله لقد عهد إلينا رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّ هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد عليّ وفاطمة(عليهما السلام), ما منّا إلاّ مسموم أو مقتول) )). الدليل الثاني والعشرون: بحار الأنوار - العلاّمة المجلسي - ج44 - ص138 - 139: الكفاية: محمّد بن وهبان, عن داود بن الهيثم, عن جدّه إسحاق بن بهلول (عن أبيه بهلول) بن حسّان, عن طلحة بن زيد الرقّي, عن الزبير بن عطاء, عن عمير بن ماني العبسي, عن جنادة بن أبي أُميّة، قال: ((دخلت على الحسن بن عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) في مرضه الذي توفّي فيه وبين يديه طست يقذف عليه الدم، ويخرج كبده قطعة قطعة من السمّ الذي أسقاه معاوية لعنه الله، فقلت: يا مولاي ما لك لا تعالج نفسك؟ فقال: يا عبد الله بماذا أُعالج الموت؟ قلت: إنّا لله وإنّا إليه راجعون. ثمّ التفت إلَيَّ، فقال: (والله لقد عهد إلينا رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّ هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد عليّ وفاطمة, ما منّا إلاّ مسموم أو مقتول) )). الدليل الثالث والعشرون: معجم أحاديث الإمام المهدي(عليه السلام) - الشيخ علي الكوراني العاملي - ج3 - ص172 - 173: (والله إنّه لعهد عهده إلينا رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّ هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد عليّ وفاطمة(عليهما السلام), ما منّا إلاّ مسموم أو مقتول). الدليل الرابع والعشرون: جواهر التاريخ - الشيخ علي الكوراني العاملي - ج3 - ص217 - 218: ((...ثمّ التفت إلَيَّ وقال: (والله إنّه لعهد عهده إلينا رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّ هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد عليّ وفاطمة(عليهما السلام)، ما منّا إلاّ مسموم أو مقتول). الدليل الخامس والعشرون: الصراط المستقيم - علي بن يونس العاملي - ج2 - ص128: (إنّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) عهد إلينا أنّ هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد عليّ وفاطمة، وما منّا إلاّ مسموم أو مقتول). وأسند نحوه الشيخ محمّد بن علي بن الحسين إلى الحسن(عليه السلام). وقد صحّح هذه الرواية، العلاّمة آية الله أبو طالب التجليل التبريزي (الحوزة العلمية - قم) حيث ذكر في مقدّمة كتابه: (براهين أُصول المعارف الإلهية والعقائد الحقّة للإمامية 1417هـ): ((وقد وفّقنا اللّه لإيداع جملة وافية من براهين المعارف الإلهية، وأُصول العقائد الحقّة للإمامية في هذا الكتاب، من القرآن الكريم والأحاديث المأثورة عن النبيّ الأكرم والأئمّة المعصومين صلّى اللّه عليهم أجمعين))، وقد ذكره في باب: جملة أُخرى من النصوص المأثورة عن رسول اللّه(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في كتب أصحابنا في عدد الأئمّة(عليهم السلام). الدليل السادس والعشرون: وقال: (واللّه، إنّه لعهد عهده إلينا رسول اللّه(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّ هذا الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من ولد عليّ(عليه السلام) وفاطمة(س), ما منّا إلاّ مسموم أو مقتول). الدليل السابع والعشرون: الكافي ج1 ص(531): محمّد بن يحيى، عن عبد الله بن محمّد الخشاب، عن ابن سماعة، عن علي بن الحسن بن رباط، عن ابن أُذينة، عن زرارة، قال: ((سمعت أبا جعفر(عليه السلام) يقول: (الاثنا عشر الإمام من آل محمّد(عليهم السلام) كلّهم محدّث من رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومن ولد عليّ، ورسول الله وعليّ(عليهما السلام) هما الوالدان) )). الدليل الثامن والعشرون: الغيبة - الطوسي ص152: عن زرارة، قال: ((سمعت أبا جعفر(عليه السلام) يقول: (الاثنا عشر الإمام من آل محمّد كلّهم محدّث من ولد رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) وولد عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، فرسول الله وعليّ(عليهما السلام) هما الوالدان) )). الدليل التاسع والعشرون: الكافي ج1 ص(532): ((... فقال له أمير المؤمنين(عليه السلام): (إنّ لهذه الأُمّة اثني عشر إمام هدى من ذرّية نبيّها، وهم منّي، وأمّا منزل نبيّنا في الجنّة ففي أفضلها وأشرفها جنّة عدن، وأمّا من معه في منزله فيها فهؤلاء الاثنا عشر من ذرّيته، وأُمّهم، وجدّتهم، وأُمّ أّمّهم، وذراريهم، لا يشركهم فيها أحد) )). والأدلّة كثيرة جدّاً، ولكن اكتفينا بهذه حتّى لا نطيل عليكم.. أيّها الشيعة الأحرار.. أيّها المنصفون! لا أطالبكم بأكثر من التفكّر في هذه الحقائق وغيرها، ووزنها بميزان العقل والمنطق.. ولا يذهب بك التعصّب بعيداً!! (( وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاَ * رَبَّنَا آتِهِم ضِعفَينِ مِنَ العَذَابِ وَالعَنهُم لَعناً كَبِيراً )) (الأحزاب:67-68). لا تكونوا ممّن قال الله فيهم: (( اتَّخَذُوا أَحبَارَهُم وَرُهبَانَهُم أَربَاباً مِّن دُونِ اللّهِ )) (التوبة:31)، فتجعل أقوال علمائك وتشريعاتهم حكماً على حكم الله تعالى ورسوله الكريم(صلّى الله عليه وآله وسلّم)! فلنسارع بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى قبل أن يأتينا ملك الموت!! (( حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ المَوتُ قَالَ رَبِّ ارجِعُونِ * لَعَلِّي أَعمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرزَخٌ إِلَى يَومِ يُبعَثُونَ )) (المؤمنون:99-100).


الأخ المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كلّ ما أوردته هنا هو ستّة روايات والباقي كلّه مكرّر من كتب مختلفة، فلا يكون بذلك تسعة وعشرون دليلاً كما ذكرت! وبدورنا نجيبك عن كلّ تلك الروايات: الرواية الأُولى: رواية جابر: 1- يمكن حمل قول جابر: ((فعددت اثني عشر))، أي: فعددت الأوصياء، أو أسماءهم جميعاً، فكانوا اثني عشر، فلا ينافي هذا قوله: ((من ولدها))، لأنّ هذا باعتبار البعض وذاك باعتبار الجميع. وقوله: ((ثلاثة منهم عليّ))، أي: ثلاثة من ولدها، فلا ينافي هذا أنّهم مع عليّ أربعة، وذلك بقرينة روايات جابر الأُخر المفصّلة لهذه الرواية (1) . 2- إنّ قول جابر في الرواية: ((من ولدها)) غير موجود في بعض الروايات، وبنفس السند؛ ففي رواية الصدوق في (الخصال) لم يذكر ذلك القيد (2) ، وفي روايته في عيون أخبار الرضا(عليه السلام) لم يذكر القيد أيضاً (3) ، وفيهما قوله: ((وأربعة منهم عليّ(عليه السلام) )).. وفي الرواية الأُولى في (إكمال الدين): ((وأربعة منهم عليّ)) (4) ، وفي الرواية الثانية والثالثة في (إكمال الدين) لم يذكر القيد، وذكر: ((وأربعة منهم عليّ(عليهم السلام) )) (5) ، وفي رواية (من لا يحضره الفقيه) فيها: ((وأربعة منهم عليّ(عليهم السلام) )) (6) ، وفي رواية المفيد في (الإرشاد) قوله: ((وأربعة منهم عليّ)) (7) ؛ فراجع! 3- لماذا النقاش في ما قاله الراوي غير المعصوم، ولا نرجع إلى متن اللوح الذي رواه جابر، ونعدّ الأئمّة المذكورين فيه؛ فإنّا نجد أنّ ما ذكر فيه هم الأئمّة الاثني عشر لا غير (8) ؟ 4- رواية اللوح وردت بأسانيد غير السند الذي ذكرته عن أبي الجارود صاحب الفرقة الجارودية، المتّهم في بعض الروايات بالكذب، فلا يحصل الاطمئنان إلى روايته ولو من جهة عدم الضبط في الألفاظ. 5- على فرض صدور مثل هكذا خبر عن جابر، فإنّه لا يقف في قبال الأخبار المتواترة على خلافه المثبتة لكون الأئمّة اثني عشر. 6- ثمّ إنّه لا يوجد في كلّ التراث الشيعي، حتّى ولو بسند ضعيف أو موضوع، أنّ الأئمّة(عليهم السلام) ثلاثة عشر، وهذا كافٍ في ردّ هذا التوهّم. الرواية الثانية: رواية: (زر الأرض): 1- الموجود في أصل العصفري الذي يروي الكليني عنه هو: (وأحد عشر من ولدي)، و(الأحد عشر من ولدي)، فلا بدّ أن يكون هناك خطأ في النقل (9) . 2- لو افترضنا صحّة رواية (الكافي) وخطأ الأصل، فإنّ المعنى يمكن أن يكون مقبولاً أيضاً، وذلك بإدخال فاطمة(عليها السلام) معهم، فالنبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) لم يقل: اثنا عشر إماماً، بل قال: (اثنا عشر من ولدي)، وفاطمة(عليهم السلام) من ضمن ولده. 3- وعلى فرض صحّة الرواية أيضاً، فإنّها لا تقف معارضة للروايات المتواترة المثبتة لكون الأئمّة اثني عشر. 4- وردت في أبي الجارود روايات ذامّة، تضمّن بعضها كونه كاذباً كافراً، فلا يحصل الاطمئنان بروايته، ولو من جهة عدم وقوع التحريف، أو الخطأ، أو النقل بالمعنى (10) . 5- وردت رواية: (زر الأرض) في (كتاب سليم بن قيس) بشكل آخر (11) ، يتّضح منها أنّ الأئمّة الاثني عشر: عليّ، والحسن والحسين، والتسعة من ذرّية الحسين، هم زر الأرض الذين تسكن إليهم الأرض. الرواية الثالثة: رواية أبي سعيد عن الإمام الباقر(عليه السلام): 1- يمكن أن يكون المعنى مقبولاً، وذلك بإرادة فاطمة(عليها السلام) في ضمن الاثني عشر، فالمواصفات التي ذكرت في الرواية تنطبق عليها. 2- المذكور في أصل عبّاد: (من ولدي أحد عشر نقيباً...) (12) ، وفي رواية المناقب لابن شهر آشوب: (من أهل بيتي اثنا عشر) (13) . 3- الرواية المذكورة مرسلة. 4- الرواية معارضة للأحاديث المتواترة المثبتة للأئمّة الاثني عشر، إن كان المراد من النقباء النجباء الأئمّة دون فاطمة(عليهم السلام). 5- يمكن فهم الرواية على أساس: أنّ ذكر الاثني عشر جاء للتغليب، أو أُطلق الولد على عليّ(عليه السلام) مجازاً. وهذا الفهم جارٍ في كلّ الروايات المذكورة. الرواية الرابعة: رواية الحسن بن عليّ(عليه السلام): 1- بالإضافة إلى ما ذكرنا من إمكان حمل المعنى على التغليب، أو المعنى المجازي، وإنّها معارضة لروايات متواترة تثبت كون الأئمّة اثني عشر لا غير، فإنّ الرواية مأخوذة من كتاب (كفاية الأثر)، والذي أكثر رجال نصوصه وأسانيده من العامّة؛ فإنّ مؤلّفه صنّف هذا الكتاب لتخريج ما روي بأسانيدهم، والرواية المذكورة في سندها بعض المجاهيل (14) . 2- ورد في (كفاية الأثر) أيضاً حديث آخر للحسن(عليه السلام)، ومتنه خالٍ من الإشكال، إذ قال(عليه السلام): (ولقد حدّثني [حبيبي] جدّي رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّ الأمر يملكه اثنا عشر إماماً من أهل بيته وصفوته ما منّا إلاّ مقتول أو مسموم) (15) ، والظاهر أن ّالخبر واحد عن رسول الله(صلّى الله عليه وآله وسلّم). الرواية الخامسة: رواية زرارة: 1- بالإضافة إلى ما ذكر من التغليب، أو المعنى المجازي، والمعارضة مع روايات أُخرى، فإنّ الرواية وردت في (الإرشاد) نقلاً عن الكليني بشكل آخر، وهو هكذا: (الاثنا عشر الأئمّة من آل محمّد كلّهم محدّث، عليّ بن أبي طالب وأحد عشر من ولده) (16) ، فلا بدّ أن يكون هناك خطأ في رواية (الكافي). ثمّ إنّ الكليني أوردها في باب (ما جاء في الاثني عشر والنصّ عليهم(عليهم السلام) ) (17) ، ممّا يعني: أنّ الرواية لتثبيت هذا العدد، إلاّ أنّها نقلت بالمعنى، أو أنّ الناقل تسامح في النقل. 2- صرّح العلاّمة المجلسي في (مرآة العقول) (18) بأنّ الرواية - والمذكورة مرّتين في (الكافي) - بمجهولة. الرواية السادسة: رواية أمير المؤمنين(عليه السلام): 1- بالإضافة إلى ما ذكرنا من التغليب، أو المعنى المجازي وغيره، قال صاحب (البحار): ((يخطر بالبال في حلّ الإشكال الوارد عليه من عدم كون أمير المؤمنين من الذرّية، وجوه: الأوّل: أنّ السائل لمّا علم بوفور علمه(عليه السلام) وما شاهد من أثار الإمامة والوصاية فيه أنّه أوّل الأوصياء(عليهم السلام)، فكان سؤاله عن التتمّة، فالمراد بالاثني عشر: تتمّتهم وتكملتهم غيره(عليه السلام). الثاني: أن يكون إطلاق الذرّية عليه للتغليب، كيف وأنّ المخبر هو عليّ(عليه السلام) نفسه، وهو مجاز شائع. الثالث. إن استعير لفظ الذرّية للعترة، ويراد به: ما تعمّه الولادة الحقيقية والمجازية، فإنّ النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان والد جميع الأُمّة، لا سيّما بالنسبة إلى أمير المؤمنين(عليه السلام)؛ فإنّه كان مربّيه ومعلّمه، وعلاقة المجاز هنا كثيرة. الرابع: أن يكون (من ذرّية نبيّها) خبر مبتدأ محذوف، أي: بقيّتهم من الذرّية، أو: هم من الذرّية، بارتكاب استخدام في الضمير بإرجاع الضمير إلى الأغلب تجوّزاً. وأكثر تلك الوجوه يجري في قوله: (من ذرّيته)، وكذا قوله: (أُمّهم) يعني: فاطمة، (وجدّتهم) يعني: خديجة، وقوله: (وهم منّي) على الأوّل والرابع ظاهر. وعلى الوجهين الأخيرين يمكن أن ترتكب تجوّز من كلمة (من) بما يشتمل العينية أيضاً، أو يقال: ضمير (هم) راجع إلى الذرّية مطلقاً، إشارة إلى أنّ الجميع ذرّية النبيّ من ولده، كما قال النبيّ(صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيه: (هو أبو ولدي)، أو المعنى: ابتدأوا منّي، أي: أنا أوّلهم)) (19) . 2- ذُكرت نفس القصّة بين الإمام(عليه السلام) واليهودي بطرق أُخر؛ ففي بعضها قال هكذا: (إنّ لمحمّد اثني عشر إمام عدل) (20) ، وفي بعضها: (يكون لهذه الأُمّة بعد نبيّها اثنا عشر إماماً عدلاً... والذين يسكنون معه في الجنّة هؤلاء الأئمّة الاثنا عشر) (21) , وفي بعضها: (فإنّ لهذه الأُمّة اثنا عشر إماماً هادين مهديّين... وأمّا قولك: من مع محمّد من أُمّته في الجنّة فهؤلاء الاثنا عشر أئمّة الهدى) (22) ، وفي بعضها: (إنّ لمحمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) من الخلفاء اثنا عشر إماماً عدلاً... ومسكن محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في جنّة عدن معه أُولئك الاثنا عشر الأئمّة العدل) (23) . ولفظ بعضها: (يا هاروني! لمحمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) بعده اثنا عشر, إماماً عدلاً... ومنزل محمّد(صلّى الله عليه وآله وسلّم) في جنّه عدن، والذين يسكنون معه، هؤلاء الاثنا عشر) (24) ، وبعضها هكذا: (قال: كم لهذه الأُمّة من إمام هدى لا يضرّهم من خالفهم؟ قال: اثنا عشر إماماً... قال: فمن ينزل معه في منزله، قال: اثنا عشر إماماً) (25) . وبهذه المتون المعتبرة جدّاً يصحّح متن الحديث المروي عن أبي سعيد الخدري بوقوع التصحيف فيه، أو المسامحة في نقل ألفاظه أو مضمونه، فلا ريب في أنّ المعتمد عليه هو هذه المتون الكثيرة. (وللمزيد انظر: لمحات للشيخ لطف الله الصافي: 207 - 240). هذا بعض ما يمكن الردّ به على تلك الروايات، وإنّ الأئمّة المعصومين(عليهم السلام) هم اثنا عشر لا ثلاثة عشر. وأمّا قول المستشكل في آخر كلامه: ((لا أطالبكم بأكثر من التفكّر في هذه الحقائق وغيرها)). فجوابه: إنّ هذه الروايات التي نقلتها وأجبنا عليها ليست هي الوحيدة الواردة في عدد الأئمّة الاثني عشر(عليهم السلام)، بل هي أقل القليل مقابل العدد الجمّ الغفير، بل المتواتر، الذي فيه النص على كونهم اثني عشر، عليّ(عليه السلام) وأحد عشر من ولده(عليهم السلام)، بما لا يقبل التأويل والخطأ واشتباه الرواة، فمن أراد الحقيقة مخلصاً في طلبها غير مغرضٍ، يجب عليه جمع الروايات في هذا المعنى كلّها، ثمّ مقايستها ومقارنتها ببعضها البعض وإرجاع المشتبه إلى النص، حتّى يتيقّن من الحقيقة التي طلبها، وأمّا أن يأخذ بعض الروايات التي تفيد غرضه ويعرض عن الباقي المتواتر، فليس من البحث العلمي وطلب الحقيقة في شيء، بل إنّه أظهر في الدلالة على وجود النيّة المبيّتة والغرض البعيد عن طلب الحقّ والحقيقة. ودمتم في رعاية الله

3